ثنائية رونالدو تقود النصر للفوز على ضمك    القادسية يهزم الخليج في «الوقت القاتل» برأسية العثمان    ضبط إثيوبي في عسير لتهريبه (67800) قرص خاضع لنظام التداول الطبي    الجيش السوري يستعيد السيطرة على مواقع بريفي حلب وإدلب    ابن مشيعل يحصل على درجة الدكتوراة    «هيئة النقل» تؤكد منع عمل الشاحنات الأجنبية المخالفة للنقل بين مدن المملكة    السعودية تتسلّم مواطنًا مطلوبًا دوليًا في قضايا فساد مالي وإداري من روسيا الاتحادية    خطيب المسجد النبوي: السجود ملجأ إلى الله وعلاج للقلوب وتفريج للهموم    والد الأديب سهم الدعجاني في ذمة الله    «الأونروا»: أعنف قصف على غزة منذ الحرب العالمية الثانية    الشؤون الإسلامية تطلق الدورة التأهلية لمنسوبي المساجد    وكيل إمارة جازان للشؤون الأمنية يفتتح البرنامج الدعوي "المخدرات عدو التنمية"    خطيب المسجد الحرام: أعظمِ أعمالِ البِرِّ أن يترُكَ العبدُ خلفَه ذُرّيَّة صالحة مباركة    وزارة الرياضة تُعلن تفاصيل النسخة السادسة من رالي داكار السعودية 2025    المياه الوطنية و sirar by stcيتفقان على تعزيز شبكة التكنولوجيا التشغيلية في البنية التحتية لقطاع المياه    الملحم يعيد المعارك الأدبية بمهاجمة «حياة القصيبي في الإدارة»    مطربة «مغمورة» تستعين بعصابة لخطف زوجها!    طبيب يواجه السجن 582 عاماً    التشكيلي الخزمري: وصلت لما أصبو إليه وأتعمد الرمزية لتعميق الفكرة    تقدمهم عدد من الأمراء ونوابهم.. المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء بالمناطق كافة    «كورونا» يُحارب السرطان.. أبحاث تكشف علاجاً واعداً    ساعتك البيولوجية.. كيف يتأقلم جسمك مع تغير الوقت؟    مرآة السماء    ذوو الاحتياجات الخاصة    الاتحاد السعودي للملاحة الشراعية يستضيف سباق تحدي اليخوت العالمي    العروبة يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    قيمة الهلال السوقية ضعف قيمة الأندية العربية المشاركة في المونديال    انطباع نقدي لقصيدة «بعد حيِّي» للشاعرة منى البدراني    عبدالرحمن الربيعي.. الإتقان والأمانة    رواد التلفزيون السعودي.. ذكرى خالدة    روضة الآمال    الرياض يتغلّب على الفتح بثنائية في دوري روشن للمحترفين    «قمة الكويت».. الوحدة والنهضة    مملكة العطاء تكافح الفقر عالمياً    في عهد الرؤية.. المرأة السعودية تأخذ نصيبها من التنمية    هل يمكن للبشر ترجمة لغة غريبة؟ فهم الذكاء الاصطناعي هو المفتاح    اكتشافات النفط والغاز عززت موثوقية إمدادات المملكة لاستقرار الاقتصاد العالمي    فصل التوائم.. البداية والمسيرة    «متلازمة الغروب» لدى كبار السن    «COP16».. رؤية عالمية لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي    الاستدامة المالية    بالله نحسدك على ايش؟!    رسائل «أوريشنيك» الفرط صوتية    "راديو مدل بيست" توسع نطاق بثها وتصل إلى أبها    كابوس نيشيمورا !    وكالة الطاقة الذرية: إيران تخطط لتوسيع تخصيب اليورانيوم بمنشأتي نطنز وفوردو    حملة توعوية بجدة عن التهاب المفاصل الفقارية المحوري    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يعقد اللقاء السابع عشر    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الدورة ال 162 للمجلس الوزاري التحضيري للمجلس الأعلى الخليجي    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبادرة الشرق الأوسط الكبير والإصلاح : شذرات وخطرات
نشر في الحياة يوم 10 - 06 - 2004

تعرّضت مبادرة الشّرق الأوسط الكبير لانتقادات حادّة من حيث إنها لم تُوْلِ الصّراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ اهتماماً كافياً، وإنها تسعى إلى فرض الإصلاح من الخارج.
مثل هؤلاء المنتقدين يَحيدون عن الصّواب لسببين: إنّ إقليمنا يحتاج إلى مبادرات متعدِّدة للإصلاح، سواء من الداخل أو من الخارج" كما أن الإصلاح يمكن أن يسرِّعَ عملية السلام في الشرق الأوسط، بدلاً من أن يُعيقها.
دعونا نتذكر أنه على امتداد آلاف السّنين لم يتمتع ذلك الجزء من عالمنا بالرخاء إلا حين كان يتفاعل أخذاً وعطاءً وبالاتجاهين. إن حركة الآراء الحرة كانت المفتاح للرخاء. وتبعت ذلك حرية تنقل البضائع ورأس المال والبشر. خلال عَقْد التسعينات أُطلقت فكرتان أو مبادرتان في منطقتنا. بعد حرب الخليج ]الثانية[ عام 1991، رعت الولايات المتحدة والاتحاد الروسي عملية مدريد للسلام في الشرق الأوسط. وكان لهذه العملية مساران: أحدهما ثنائي والآخر متعدد المسارات، مع فِرَق عمل حول اللاجئين والمياه والبيئة والتعاون الاقتصادي والأمن الإقليميّ وضبْط التسلح. وفي عام 1994 أطلق الاتحاد الأوروبي عملية برشلونة للشراكة الأوروبية المتوسّطيّة. إن عملية مدريد هي الآن مجمدة تماماً" بَيْدَ أن عملية برشلونة ما زالت حيّةً تُرزق. إن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والعراق هما بطبيعة الحال موضوعان رئيسيان لشعوب الشرق الأوسط. ومع أنهما متداخلان، فإنه ليس من الحكمة العملية أن نفترض أن القضية الفلسطينية الإسرائيلية وقضية العراق، وكذلك الإصلاح الإقليمي الذي يشمل المنطقة كلها، يجب أنْ تُعالجَ بأي ترتيب زمني متسلسل. إن حل أيّ من هذه القضايا يجب أن لا يكون معلقاً على حل أي قضية أخرى. فيمكن معالجة هذه القضايا في آن معاً. وإن التقدم على أية جبهة من هذه الجبهات سوف يساعد في حل القضايا الأخرى" كما أن العكس صحيح أيضاً. إن السيناتور الأميركي لوغار على صواب في تأكيده أنه "إذا استطعنا المساعدة في تقديم حل للصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ، فإن رياحاً سياسية جديدة ستجتاح المنطقة، وستزدهر احتمالات جديدة للإصلاح السياسي". إن عراقاً يتمتع بالاستقرار والأمن والديمقراطيّة والسيادة سوف يكون له تأثير مماثل.
إنّ "كعب أخيل" لجهود الإصلاح ومحاولات تنمية المجتمع المدنيّ هو الخطّ الرفيع الذي يفصل بين الوصاية والمشاركة" وهذا الخطّ كثيراً ما لا يُرى. السؤال الأساسيّ هو كيف يمكن تغيير التوّجهات والمواقف، والانتقال من المبادئ إلى الأدوات والآلّيات" أي الانتقال من المفاهيم إلى تحديد الأهداف والعمليّات السيْرورات من أجل التنفيذ. وهذا هو السبب الذي يجعلني أعتبر أن اقتراح إقامة "صندوق القرن الحادي والعشرين لشرق أوسط كبير" هو عنصر محوريّ لنجاح المبادرات لتنمية الإصلاح في الشّرْق الأوسْط. ففي الوقت الذي نكافح لمعالجة القضايا المعقّدة، انزلق العالَم خلال العَقْد الأخير إلى موقف مجمّد إزاء الحقائق الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة المتحركة. فالعالم يحتاج إلى خطوات خلاّقة لتحقيق مزيج غير تقليدي في سياساته.
إن مفهوم "صندوق القرن الحادي والعشرين لشرْق أوْسط كبير" هو أحد هذه القفزات الخلاّقة. فهو يأتي في وقته" كما أنه حيوي لتحقيق مستقبل أفضل في منطقتنا. ومن شأنه تنمية قائمة الأفكار التي تحتوي عليها مبادرة الشرق الأوسط الكبير، وفي الوقت نفسه تنمية مبادرات متمّمة لها من داخل المنطقة. إن الاعتماد على الذات هو الهدف النهائي، بدلاً من التطلع إلى الولايات المتحدة كشرطيّ أو ممرّضة أو مُحْسن يُمكن إلقاء اللوم عليها انتقائيًّا حين تنشأ المشكلات. لقد أصبح من الأمور الدارجة التحدث عن انعدام التقدم في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. بيد أن تقريري التّنمية الإنسانيّة العربيّة للعامين 2002 و2003 والتّقرير الاقتصاديّ العربيّ الموحد، المعروف بالتقرير الرباعي لأنه صادر عن الجامعة العربية، والصندوق العربيّ للتّنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة، وصندوق النقد العربيّ، والصندوق العربيّ لمنظّمة أوابك" هذه التّقارير تشتمل على كثير من المؤشرات الإيجابيّة. والتحدي القائم هو البناء على ما تم تحقيقه من تقدم حتى الآن، وإحداث تحول في اقتصادات المنطقة.
في آخر تقرير للتّنمية العالميّة، أعرب البنك الدولي عن رأيه بأنه، ولأول مرة في التاريخ البشري، أصبح بالإمكان محو الفقر العالمي في حياتنا. ويقول التقرير: إن التّنمية ليست مسألة مال، أو حتى حول أهداف رقمية، مع إدراك أهميتهما" إنها حول الناس. ويركز صندوق التّنمية الدوليّ على الخدمات الأساسيّة، وبالأخص الصّحة والتّعليم والمياه والنظافة الصحيّة، متلمّساً الوسائل الكفيلة بتسخيرها لخدمة الطبقات الفقيرة. المهمّ أن يكون الهدف هو الاستثمار في البشر وتمكينهم، وتحسين الأجواء للاستثمار.
والمهمّ أيضاً أن يحتل إحياء الفكر الإسلامي أولوية في الشرق الأوسط الكبير. وأن يُبنى زخْمٌ لحركة إسلاميّة للسّلام ونظام إنسانيّ جديد. هذا هو الهدف من المنتدى الإسلاميّ العالميّ الذي أرجو أن أخرجه إلى حيز الوجود. فنحن بأمسّ الحاجة إلى قرع نداء التنبيه والصحوة، من أجل تنفيذ عدد من البرامج الهادفة إلى تفعيل أصحاب الفكر المسلمين. فسوف يتيح مثل هذا الجهد منبراً لحركة وسَطية تستطيع إغلاق الفجوات بين المسلمين من غير العرب والعرب المسلمين" وكذلك بين الجماعات الإسلاميّة المختلِفة، بما في ذلك السنّة والشيعة. وتحت قيادة مناسبة، من شأن هذا الجهد أن يكشف النقاب عن أن المتطرفين من دعاة العنف في مِنطقتنا ليسوا إسلاميّين إلا بالاسْم. إنهم في الحقيقة إسلاميون بقدر ما كانت الجمهورية الديمقراطيّة الألمانيّة ديمقراطيّة.
على مدى الخمسين عاماً الماضية، كان مركز الثّقل للتحالف الغربيّ هو أوروبّا" لكن مستقبله يتجه نحو الشّرق والجنوب. فعلى التّحالف أن يُعيد تمركز قواه الفكرية والماديّة نحو أواسط آسيا وجنوبها، ونحو الشّرْق الأوْسط وإفريقيا. فهذان الإقليمان متمّمان لبعضهما بعضاً، وهما يشكلان معاً أخطر الأقاليم العالميّة من حيث الكثافةُ السكانية والأهمية الجيواستراتيجيّة.
السّؤال الآن ليس ما إذا كان باستطاعة الولايات المتّحدة أو مجموعة الثماني "ترتيب" الشّرْق الأوْسط. السؤال الحقيقي هو ما إذا كان باستطاعتنا في العالَم الإسلاميّ إعادة ترتيب ثرواتنا الفكريّة، بالمشاركة مع الولايات المتّحدة ومجموعة الثماني، حتى يمكن تحويل "الخطوط الأمامية" إلى أرضية لقاء من أجل الأمن والتّعاون والرخاء. إن "صندوق القرن الحادي والعشرين للشّرق الأوْسط الكبير" هو آلية لمساعدتنا في تحقيق هذا التحول.
السلام يصبح حقيقياً ودائماً فقط حين تُزال جذور الأسباب المؤدية للصراع. فمن المهمّ محو الفقر للحد من العنف. والصندوق يستجيب لنداءات أولئك الذين يعملون للإصلاح في المنطقة، ويجعل مهمتهم أقل عزلة وأكثر فعالية. ما نتطلع إليه هو الأممية واستراتيجيّة متعدّدة المجالات مستندة إلى قاعدة أعرض" وليس سياسة الإكراه. إنني أعتبر الشراكة عملاً متمّماً للاستجابات الرّسميّة: اقتصاديّا، واجتماعيّا، وثقافيّا. الإنسانيّة المشتركة هي الأساس لتعزيز الأمن النّاعم. إنني أعتبر أوروبا مثلاُ يحتذى، من حيث القُرْبُ الجغرافيّ والتاريخيّ مع العالم العربي، ومن حيث التعدّدية. علينا أنْ نسرّع بتؤدة إيقاع الانسجام ومتطلبات السلوك الدوليّ" ذلك أننا إقليم ليس له اسم: إقليم اللاإسم. إن غرب آسيا وجنوب آسيا مجتمعيْن يضمّان سكّاناً يفوق عددهم سكان الصين.
إنّ مفهوم ما يرد أولاً يتم خدمته أولاً الوارد أولاً يُخدم أولاً لن ينجح على سبيل المثال: مؤتمر الدار البيضاء. فإنّ مصفوفة المبادرات الإقليمية والعالمية هي أداة مهمّة لتقرير الأولويات. ويمكن ل"صندوق الشّرق الأوْسط الكبير للقرن الحادي والعشرين" أن يتشارك و"يُشبِّك" مع عدد من الجهود الموصولة التي تشمل الأمثلة الآتية:
أ الموارد البشرية
1 - لقد تم تعريف الأمن الإنسانيّ من طرف هيئة الأمن الإنسانيّ بأنّه مكمّل لأمن الدّولة، وأنه يدعم التّنمية البشريّة ويعزّز حقوق الإنسان. إنّه يُكمل أمن الدّولة لكوْنه يرتكز حول الشّعب. كما أنه يعمل على توسيع قوى التّنمية البشريّة إلى ما وراء "النماء مع العدالة والإنصاف". ويكمن في جوهره احترام حقوق الإنسان وتعزيز مبادئ الديمقراطية. في أوائل أيارمايو، قمت باستضافة مائدة عمان المستديرة حول الأمن الإنسانيّ في الشّرق الأوْسط، حيث تم دراسة تنظيم هيئة عموميّة لمواطني الشّرق الأوْسط في عمّان. لقد عملنا بالاشتراك مع الكنديّين والنرويجيّين حول بيان لايزون Lysoen عام 1998 . وتم وضع "المعايير الأساسية للإنسانيّة" من جانب الحكومة السويدية عام 1992 على أساس القانون الدولي وحقوق الإنسان، وكذلك المعايير الثقافيّة والأخلاقيّة التي تشهد على الوعي المتنامي للحاجة إلى عمل عالمي ضد المخالفات الفاضحة والبشعة.
2 - لقد أنتجت كوبنهاغن قائمة تسوّق من الأفكار للسّلّة الاقتصاديّة لمسار السّلام المتعدّدة الأطراف في الشّرق الأوسط. وحين التقينا في الدار البيضاء في القمة الاقتصادية لدول الشّرق الأوسط وشمال إفريقيّا، كان لديّ رؤيا لشرق أوسط جديد" وهي رؤيا مبنية على دراسات سابقة اشتملت على منطقة من الموارد البشرية والاقتصاديّة والطبيعيّة.
3 - إن "الحاكميّة في جنوب آسيا" هي دراسة موصولة لجذور سوء الحاكميّة في تلك المنطقة، وكيف يمكن أن تتوجه نحو أجندة عامة بحد أدنى للحاكميّة الصالحة التي تنطوي على الاعتراف بسيادة المواطن وللتطور الاجتماعيّ والثقافة المشتركة.
4 - من خلال مشاركتي في رئاسة الهيئة المستقلة للقضايا الإنسانية الدولية في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، قمنا بتفحص التحدي والضحايا والأمل. ونصحنا الأمم المتّحدة حول الحاجة إلى نظام إنساني دولي جديد. كما دعوْنا إلى قانون جديد للسلام: "اللوبي الضعيف للضعفاء".
5 - في نهاية حَزيران يونيو الجاري، سيتم بالاشتراك مع زملاء من تركيا افتتاح برلمان الثقافات لتعزيز التفاهم بين مختلف الثقافات في العالم وتشجيع الحوار بين مفكريها ومثقفيها. ونأمل أن يكون أول مشروع ينبثق عن برلمان الثقافات هو مدرسة للإنسانيّات المتوسطية لجسر الفجوة الثقافيّة والفكريّة بين أوروبّا الغربيّة والشرقيّة ودول البحر الأبيض المتوسط، من خلال منهج جديد لدراسات الأرض المتوسطة Terra media.
6 - إن "شركاء في الإنسانية" هي فكرة سابقة لأحداث 9/11إنها تدعو إلى برنامج إنسانيّ واسع النّطاق يعمل على تحسين التفاهم وبناء علاقات إيجابية وتعزيز الحوار بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة. اجتمعنا في كل من بوسطن ونيويورك" وفي السنة الماضية عقدنا أول مائدة مستديرة في عمّان.
7 - هيئة عموميّة لمواطني الشرق الأوسط: هذه مماثلة لهيئة هلسنكي للمواطنين التي انبثقت عن أواصر الثمانينيّات من القرن الماضي بين حركة السلام الغربية وجماعات المعارضة في أوروبا الشرقية. وكان الهدف "تقارُباً من القاعدة". لقد كانت هيئة هلسنكي فعالة في نقل الأفكار والمقترحات إلى الحكومات والمؤسسات.
8 - القيم الإنسانية لتطوير وعي مشترك" مدّ يد المساعدة عبر الحدود: إنها ليست أنابيب النفط هي التي تهم، لكن ما يهم هو الناس الذين يعيشون قرب أنابيب النفط. مثلاً: إعادة البناء والنّماء النفسي بعد حرب العراق" تمكين العراقيّين من تقرير مستقبلهم. وتعتبر هيئة للحقيقة والمصالحة إحدى الأدوات للقيام بذلك.
9 - جامعة الدراسات الخاصة بالحكمة: يتم تأسيسها بناءً على الاعتقاد بأن الإنسانية ستتعامل بنجاح مع تحديات المستقبل فقط إذا كانت متجذّرة بحكمة الماضي. ويتمثل حجر الزاوية في "مكتبة الإسكندرية الجديدة" لجمعيّة البحوث الفلسفيّة، التي تضم ما يزيد على 25.000 مجلد من النصوص ومخطوطات فلاسفة الإغريق، وقدامى المعلمين الهندوس والصينيّين، والتقاليد اليهوديّة المسيحيّة المقتصرة على فئة معينة، والتصوف الإسلاميّ" أي جميع التقاليد والنواميس التي تشكل ما أسماه هاكسلي Huxley "الفلسفة الخالدة".
10 - كتبة السيناريو أو النصوص: كتابة نصوص متفاعلة لوسائل الإعلام" باحثون "منخرطون"، إضافة إلى صحافيّين "منخرطين".
ب الجامعة العربية
1 - لقد اشتملت الوثائق الاقتصادية التي تم عرضها على مؤتمر القمة الاقتصادية العربية عام 1980 على بعض المقاربات البالغة الأهمية التي لا تزال صالحة، مثل الدعوة إلى إزالة الحواجز لتسهيل حرية حركة البضائع ورؤوس الأموال والأيدي العاملة.
2 - إن الانقسامات العربية، خاصة القطيعة بين البلدان العربية ومصر على إثر توقيع اتفاقات كامب ديفيد، أدت إلى حالة من الفوضى في البنى العربيّة" وإلى نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس" وكذلك تعطيل مبادرات فنية عدّة على مستوى المؤسسات العربية. بناءً على ذلك، كُلِّف رئيس الوزراء اللبناني، السيد سليم الحص، في نهاية الثمانينيّات من القرن الماضي بترؤس فريق عمل لدراسة وضع الجامعة العربية. ويمكن الرجوع مرة أخرى إلى هذه المفاهيم.
3 - ومَعَ ذلك، لسوء الحظ، فقد قصّر النظام العربيّ الحالي في توظيف هذه الموارد بشكل ملائم لربط البنى التحتية بين البلدان العربيّة أو الخروج برؤيا مشتركة. ولعل "سيناريوهات ماذا لو" تساعدنا في تصور المستقبل، بعيداً عن مفهوم "المدى القصير" الذي كبح تحركنا.
4 - هل نحن نخاطب الأحادية أم أننا نخاطب التعددية؟ فإذا كنا نريد التحدث عن منطقة ما، فهذا مفهوم متعدد الأطراف. إن الأمن النّاعم، أو ما يسميه البروفيسور جوزيف ناي القوة النّاعمة، هو المفتاح.
5. وإذا تحدثنا عن منطقة ما، فيجب أن نتحدث عن جنوب آسيا وغرب آسيا" نتحدث ليس فقط عن المصاعب، لكن أيضاً عن الحلول.
ج المجتمع المدني العربي
1 - منتدى الفكر العربي: تأسس منذ ثلاثة وعشرين عاماً لتعزيز تبادل الأفكار في العالم العربي التي تشمل: إصلاح الجامعة العربية، وإنشاء محكمة عدل عربية، وبرلمان عربي، ومجلس أمن عربي. وضمت أنشطته على سبيل المثال:
أ ملتقى صنعاء حول "حل النزاعات العربيّة بالطرق السلمية"" عُقد عام 1999.
ب ملتقى الكويت "آفاق التعاون العربيّ بين الإقليميّة والعالميّة"" نشرت الوقائع عام 2002.
وسيكون الملتقى التالي حول "الوسَطية" أو "الاعتدال المستنير"، كما يسميه الرئيس مشرّف.
2 - معنى مفهوم "الانتماء والإنماء"، الذي اتخذه منتدى الفكر العربي شعاراً منذ تأسيسه. لقد كانت القمة الاقتصادية التي عُقدت في عمّان عام 1980 أول قمّة عربيّة كرست بالكامل للتنمية العربية. فتم إعداد دراسات معمقة ومناقشتها، مثل "استراتيجية التنمية العربية" و"عقد من التنمية العربية". بناءً على ذلك، فقد شكلت القمة المذكورة جسراً بين الفكر والسياسات، وبين المفكرين وصانعي القرارات. ونحن الآن بحاجة إلى عمل لكي ينهض طائر العنقاء من وسط الرماد.
3 - أسِّس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية قبل بضع سنوات، وهو يزهو بوجود عدد من الباحثين الممتازين لديه.
د الطاقة
1 - مؤسسة عبر المتوسط للطاقة المتجددة TREC، للتنمية واستقرار المناخ وحسن الجوار: يتمثّل هدفها في المساعدة على تحويل البحر الأبيض المتوسط من منطقة انقسامات ونزاعات متعددة إلى منطقة منسجمة من حيث التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتعاون وحسن الجوار.
2 - إنني أتساءل: كيف يمكن تطبيق مثل هذا التفكير بطريقة حكيمة وحذرة ومستنيرة؟ كيف يمكنه أن يحفزَ ويُثير ضمير الناس؟ لعل الخطوة الأولى تكمن في تعريف طبيعة القضايا والمشكلات التي تشكل قاعدة مشتركة للبلدان العربية في كل منطقة جغرافية من الوطن العربي الكبير: شبه الجزيرة العربية، والمشرق العربي، والمغرب العربي، ووادي النيل. ومما لا ريب فيه أن الحزمة التي تتكون من العنقود: الماء - الطاقة - البيئة الإنسانية توفر الأرضية المشتركة، على الصعيدين شبه الإقليمي والإقليمي المتداخل.
ه الحاكمية
1 - نحو إعلان عالمي حول المبادئ الأساسية للديمقراطية: من المبادئ إلى التحقيق. ويعمل البروفيسور شريف بسيوني حالياً على النماذج الثلاثة، وهي: 1 شمولية أو نسبية الديمقراطية" 2 الديمقراطية كعملية سيرورة أو حالة" 3 الديمقراطية كأساليب ووسائل علاجية، أو كجوهر ونتائج أساسية.
2 - اقتراح مشروع يتعلق بمشكلات التنفيذ والانضواء في مجال القانون الدّوليّ لحقوق الإنسان. عُرض هذا القانون على الأمم المتحدة في حزيران يونيو 2000 من طرف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والمكتب المستقل للقضايا الإنسانية.
و الاقتصاد
خطة مارشال شاملة لسوق اقتصادية اجتماعية على المستوى العالمي. تمثل هذه الخطة أساساً صُلباً ومتيناً لزيادة جديدة، مستدامة وشاملة، في الانتعاش والرخاء الاقتصادي" وطريقة تتسم بالذكاء والكفاءة نحو تنمية مستدامة شاملة.
... وعلى ذلك قِس!
* رئيس منتدى الفكر العربي وراعيه، رئيس نادي روما


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.