أسفرت مواجهات بين عناصر "جيش المهدي" الذين سيطروا أمس على مناطق في البصرة، بعدما استدرجوا القوات البريطانية، عن مقتل خمسة من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وجرح تسعة جنود، فيما طوقت القوات الأميركية مكاتب الصدر في بغداد راجع ص 2 و4. في غضون ذلك، جدد الرئيس جورج بوش تأكيده أن "عدداً قليلاً من الجنود أساؤوا معاملة المعتقلين العراقيين"، مكرراً التزامه تسليم السلطة الى العراقيين في 30 حزيران يونيو. وقال في كلمته الاذاعية الاسبوعية: "مهمتنا ستتواصل بعد ذلك لأننا لا ننوي أن نترك البلد في أيدي اللصوص والقتلة". وفيما وجه الاتهام الى المجندة ليندي انغلاند التي ظهرت مع معتقلين عراة في سجن أبو غريب، ب"سوء معاملة الأسرى"، أظهر استطلاع للرأي ان غالبية الأميركيين تعارض استقالة أو إقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي استفاد من تمسك بوش به ليعزز موقعه. وفي حديث الى "الحياة" ينشر نصه غداً، شدد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جون ابي زيد على انهاء خدمة ضباط، مندداً بتعذيب أسرى عراقيين، وقال ان ذلك "مخجل". لكنه أضاف ان حالات التعذيب "معزولة"، معرباً عن اعتقاده أيضاً بأن كثيرين من أعضاء حزب "البعث" لم يرتكبوا جرائم. وأصيب أمس سبعة معتقلين كانوا في طريقهم الى الافراج عنهم، عندما انفجرت عبوة بقافلة عسكرية أميركية غرب بغداد. في غضون ذلك، أعطى موفد الأممالمتحدة الى العراق الأخضر الابراهيمي ضمانات لمجلس الحكم بالتشاور مع اعضائه لتشكيل حكومة ذات كفاءة، نافياً ان يكون دعا يوماً ما الى حكومة تكنوقراط. وقال بوش في خطابه الاسبوعي أمس ان "عدداً صغيراً من الجنود الأميركيين في العراق اساؤوا معاملة المعتقلين". وأضاف ان "أميركا والعالم علما في الأيام الأخيرة بسلوك مشين لعدد صغير من الجنديات والجنود الاميركيين في السجون العراقية ... ان هؤلاء كلفوا مسؤولية مراقبة عراقيين معتقلين بطريقة انسانية ولائقة بموجب القانون الأميركي واتفاقية جنيف". وتابع: "لكن ما رأيناه هو صور مشينة لمعتقلين يتعرضون لمعاملة سيئة واهانات. هذه الممارسات لا تعكس قيمنا وتلطخ شرف وسمعة بلادنا". وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" ونشر أمس ان 69 في المئة من الأميركيين ضد استقالة رامسفيلد. وزاد: "سيتم كشف المتورطين وسيحاكمون على أفعالهم". وقال ان الولاياتالمتحدة "ارسلت جنوداً الى العراق لتحرير هذا البلد وتسليم السيادة الى العراقيين وجعل اميركا والعالم أكثر أماناً"، معترفاً بأن الخسائر الأميركية ارتفعت الى حد كبير في الأسابيع الأخيرة. وأوضح ان "الاسابيع المنصرمة كانت صعبة لكن قواتنا ستواصل عملها لمواجهة القتلة والارهابيين الذين يريدون وقف الديموقراطية في العراق". وأكد ان العراقيين سيستعيدون السيادة في 30 حزيران المقبل، لكنه قال ان "مهمتنا ستتواصل لأننا لا ننوي ان نترك هذا البلد في أيدي اللصوص والقتلة". ميدانياً خرج مئات المسلحين من أنصار الصدر أمس الى شوارع البصرة التي تسيطر عليها القوات البريطانية وشنوا عليها سلسلة هجمات خاطفة بقذائف مضادة للدبابات وأسلحة خفيفة، وسيطروا على مناطق عدة واقاموا نقاط تفتيش في الطرق المؤدية الى محافظات الشمال. في بغداد رفض الابراهيمي انتقادات أعضاء مجلس الحكم الذين اتهموه بعدم التشاور معهم في خططه للعراق، وأكد لاعضاء المجلس الذين اجتمع بهم أمس انه سيعمل معهم لتشكيل الحكومة الانتقالية التي ستتسلم السلطة في 30 حزيران. وجدد قوله "ان الحكومة المقبلة يجب ان تتحلى بالكفاءة والنزاهة" مشيراً الى انه "لم يدع يوماً الى حكومة تكنوقراط". وذكر مجلس الحكم في بيان انه ابلغ الابراهيمي رغبته في "تشكيل مجلس موسع يعين الحكومة ويعمل رقيباً عليها خلال الفترة الانتقالية". الأسد و"معاناة العراق" الى ذلك أعلن الرئيس السوري بشار الأسد "انه لا يمكن ايجاد حل موضوعي لمعاناة العراق ... دون استعادة سيادته"، وأكد في خطاب القاه بحضور ملك ماليزيا سيد سراج الدين الذي يزور دمشق "انه لا يمكن ايجاد حل موضوعي لمعاناة العراق ولخروجه من أوضاعه الصعبة من دون استعادة السيادة من قبل الشعب العراقي وإقرار دستور يحظى بموافقة جميع فئاته وتشكيل حكومة يتم اختيارها من قبله". وأكد انه يجب أن "يكون للأمم المتحدة دور في المساعدة على استقرار العراق واعادة اعماره".