دعت اللجنة "الرباعية" الدولية في بيان أمس الى "انهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ عام 1967 عبر تسوية يتفاوض عليها الطرفان" الفلسطيني والاسرائيلي. وأكدت ان "أية تسوية نهائية لمسائل مثل الحدود واللاجئين يجب أن يتفق عليها الاسرائيليون والفلسطينيون على أساس قرارات مجلس الأمن 242 و338 و1397 و1515، ومبادئ عملية مدريد للسلام، ومبدأ الأرض للسلام، والاتفاقات السابقة، ومبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز التي دعمتها قمة بيروت، ويجب أن تكون متماشية مع خريطة الطريق". راجع ص 6 و7 وأعربت "الرباعية" عن استعدادها ل"العمل مع قيادة فلسطينية مسؤولة وملتزمة بالاصلاح والأمن"، وشددت على استعدادها للعمل مع "رئيس وزراء يتمتع بصلاحيات"، من دون أن تأتي على ذكر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اطلاقاً. واجتمعت الرباعية على مستوى الأمين العام كوفي انان ووزير الخارجية الاميركي كولن باول والروسي سيرغي لافروف والايرلندي برايان كاوين وممثل الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن خافيير سولانا. وقرأ انان بيان الرباعية في مؤتمر صحافي في مقر الأممالمتحدة، وكشف عن آلية تعمل الرباعية على تحديدها في شأن الوضع بعد الانسحاب الاسرائيلي في غزة. وقال بيان "الرباعية": "فيما تنسحب اسرائيل، فإن الوصاية على البنية التحتية التي بنتها اسرائيل والأراضي التي تخليها اسرائيل يجب نقلها، عبر آلية مناسبة، الى سلطة فلسطينية يعاد تنظيمها بتنسيق مع ممثلين عن القطاع المدني الفلسطيني، والرباعية، ومندوبين آخرين عن الأسرة الدولية". واكد تجاهله للرئيس الفلسطيني بتركيزه على "رئيس وزراء ذي صلاحيات" وباشارته الى انتخابات. وتعهدت "الرباعية" لعب دور "مراقبة التقدم على كل الصعد". وذكر البيان اصلاحات أمنية وغير أمنية، "ربما تشمل عملية انتخابية حسنة الترتيب في توقيت ملائم، مع الانتباه بشكل خاص للاراضي التي تنسحب منها اسرائيل". ووصف باول بيان "الرباعية" بأنه "الى حد ما تطمينات للعالم العربي والفلسطينيين". وقال: "اعتقد ان بيان الرباعية اليوم تضمن تطمينات الى العالم العربي والعالم اجمع" لجهة الالتزام بقيام دولتين على اسس القرارات الدولية ولجهة عدم الحكم المسبق على الوضع النهائي للاراضي والذي يبقى رهن مفاوضات الطرفين. ورداً على سؤال ل"الحياة" قال باول ان وفداً اردنياً يبحث في واشنطن في رسالة التطمينات التي طلبها العاهل الاردني الملك عبدالله، واضاف: "نتطلع الى لغة مقبولة للطرفين". وفي اسرائيل اعلن يوسف لبيد رئيس حزب "شينوي" ثاني اكبر احزاب الائتلاف الاسرائيلي الحاكم بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان الانطباع الذي تكوّن لديه هو ان ما يقترحه رئيس الوزراء الآن هو "فك ارتباط مصغر" ميني يقضي بانسحاب الجيش الاسرائيلي من مستوطنة "نتساريم" المعزولة في قطاع غزة واعادة رسم جدار الفصل الذي تقيمه اسرائيل في الضفة الغربية والعودة الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين. وكشفت صحيفة "معاريف" ان احدى الافكار "قيد التبلور" لدى شارون "وصلت حصراً من جهاز الامن الاسرائيلي"، وتهدف الى "اعادة صنع شريك فلسطيني ممثل بشخص ابو مازن"، محمود عباس رئيس الوزراء الفلسطيني السابق والدخول في "عملية سياسية" بعدئذ مع الفلسطينيين. غير ان معلقين اسرائيليين اعتبروا الحديث عن خطة شارونية معدلة مجرد هراء. وكتب دان مرغليت في صحيفة "معاريف"، ان كلام شارون عن خطة معدلة ليس سوى وهم ذاتي "بعدما حسم ليكود موقفه واختار العيش على حد السيف". ويعزز هذا الاعتقاد عدول شارون عن زيارة واشنطن التي كانت مقررة في 17 من الشهر الجاري.