لاحت نذر حرب اهلية في جورجيا بعدما تصاعد الموقف في شكل حاد، بنسف الجسور الموصلة الى جمهورية ادجاريا المتمتعة بحكم ذاتي، ما عزلها عن العالم الخارجي وحولها سجناً كبيراً. وبدأ سريان مفعول الانذار الجورجي لقادة ادجاريا بالاستسلام في غضون عشرة ايام فيما تواصلت الاستعدادات الادجارية لمواجهة اجتياح محتمل للجمهورية وسط تحذيرات روسية واوروبية من اللجوء الى حل عسكري للازمة. وصلت المواجهة المفتوحة بين السلطة المركزية في جورجيا وجمهورية ادجاريا الانفصالية الى ذروتها، بعد نسف ثلاثة جسور تشكل المعابر البرية الوحيدة الى تلك المنطقة. وبرر انفصاليو ادجاريا تفجير الجسور بانه يهدف الى منع الاليات العسكرية الجورجية من التقدم نحو المنطقة المحاصرة. وترددت معلومات في تبليسي عن ان جنرالاً روسياً اشرف على تنفيذ التفجيرات. وقال ناطق باسم وزارة الامن القومي ان الجنرال يوري نيتكاتشيف وصل الى باتومي العاصمة الادجارية قبل ايام. واضاف ان مذكرة اتهام تعد ضده بعد توافر مؤشرات الى تورطه. وكان نائب وزير الامن الجورجي غيورغي اوغلولاف قال ان معلومات توافرت حول وجود خطة ادجارية لتصعيد الموقف، لكن تبليسي لم تتمكن من احباطها بسبب مخاوف من وقوع ضحايا كبيرة بين المدنيين. وحذر اوغلولاف من احتمال ان "تخرج الاوضاع عن السيطرة في اي وقت". ولم يستبعد اندلاع مواجهات واسعة مشيراً الى انتشار "كميات كبيرة جداً من الاسلحة في ادجاريا". وزادت الموقف تعقيداً تقارير وردت من باتومي التي غدت معزولة عن العالم الخارجي عن انتشار اعداد كبيرة من المسلحين في انحاء المنطقة، واتخاذهم مواقع دفاعية استعداداً لهجوم متوقع في كل لحظة. وحذرت مصادر محلية من "كارثة انسانية" بعد نفاد المواد الغذائية التي ارتفعت اسعارها الى ثلاثة اضعاف منذ تفجير الجسور التي كانت تستخدم لعبور الامدادات الغذائية والمواد الضرورية الى الجمهورية، اضافة الى سيطرة القوات الجورجية على معبر ادجاريا على البحر الاسود. ونقلت وكالة انباء "نوفوستي" الروسية عن مصادرها ان حال هلع سادت مدينة باتومي التي غدت شبه فارغة اثر نزوح ألوف المدنيين الى قرى جبلية تحسباً لوقوع اشتباكات. وجاءت هذه التطورات بعد بدء سريان مفعول الانذار الذي وجهه الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الى القيادة الادجارية محدداً لها مهلة عشرة ايام للاستسلام والشروع من دون شروط في نزع سلاح انصارها واعلان خضوعها لسلطة القوانين الجورجية. وهدد ساكاشفيلي باللجوء الى صلاحياته الدستورية لحل الهيئات القيادية في ادجاريا والدعوة الى انتخابات عامة. وحذرت مصادر روسية من ان وقوع اي اشتباكات محدودة في المناطق الحدودية يمكن ان يسفر عن اندلاع مواجهة عسكرية واسعة، خصوصاً ان الزعيم الادجاري اباشيدزة يحظى بدعم شعبي واسع في الجمهورية. ولوحظ ان السفير الجورجي في موسكو قسطنطين كيمولاريا لم يستبعد امس ان تلجأ تبليسي الى اعتقال اباشيدزة ومحاكمته. ودعت المفوضية الاوروبية الطرفين الى ضبط النفس ووقف التدهور. وقالت ان من المؤلم لاوروبا التي احتفلت بتوسيع اتحادها ان تراقب عمليات "نسف الجسور بين الطرفين الادجاري والجورجي وفقدانهما القدرة على الحوار".