يتوجه نحو مليوني ناخب جورجي اليوم الى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد وسط مخاوف من وقوع اعمال استفزاز قد تشعل فتيل نزاع مسلح مع جمهورية ادجاريا التي تتمتع بحكم ذاتي. وتعد انتخابات اليوم الحلقة الثانية في عمليات تعزيز سلطات القيادة الجورجية الجديدة بعد الانقلاب الذي اطاح الرئيس السابق ادوارد شيفاردنادزه وانتهى بانتخاب ابرز رموز المعارضة ميخائيل ساكاشفيلي رئيساً لجورجيا نهاية العام الماضي. وتوقع مراقبون ان تسفر العملية الانتخابية عن فوز كبير للحزب الحاكم وهو "الحركة القومية الموحدة" التي يتزعمها ساكاشفيلي. ولم يستبعد ناشطون جورجيون وقوع عمليات تزوير على رغم الوجود المكثف للمراقبين الدوليين. وتجرى عمليات الاقتراع وسط مخاوف من تدهور الاوضاع في اقليم ادجاريا بعدما استاء الرئيس الادجاري اصلان اباشيدزه مما وصفه ب"اعمال استفزازية" تنوي السلطات المركزية القيام بها لفرض سيطرة مطلقة على الاقليم الساعي للانفصال عن جورجيا. ولم يستبعد في حديث تلفزيوني عشية توجه الناخبين الى صناديق الاقتراع قيام القوات الجورجية بمحاولات انزال عسكري مفاجئ في الاقليم او افتعال اعمال شغب لتبرير تدخل مباشر. ومن جهتها ذكرت تبليسي انها اتخذت تدابير مشددة لمنع تدهور الاوضاع واعترف وزير الداخلية غيورغي باراميدزه بأن القوات الجورجية المرابطة على الحدود مع ادجاريا وضعت في حال تأهب. واللافت ان الرئيس الادجاري اشار الى "دور رئيس يقوم به السفير الاميركي في تبليسي ريتشارد مايلز في السيناريوات المحتملة". وقال ان "اي محاولة لاشعال فتيل حرب اهلية لن تكون بعيدة عنه" مايلز. وخاطب الادجاريين بالقول: "مهما كان هذا صعباً علينا فان الجميع يجب ان يعرف ان الولاياتالمتحدة التي يمثلها السيد مايلز هي القوة الوحيدة القادرة على افتعال حرب اهلية هنا... او تقليص مثل هذا الاحتمال". وكان مراقبون وصفوا في السابق مايلز بأنه الشخصية الاساسية التي وقفت وراء كل التغيرات التي شهدتها جورجيا في الفترة الاخيرة، وبينها الانقلاب الذي قاد ساكاشفيلي الى السلطة قبل شهور.