كشفت وزارة الداخلية السعودية مساء أمس عن هويات الاشخاص الاربعة الذين نفذوا الهجوم الارهابي في مدينة ينبع شمال غربي السعودية على ساحل البحر الاحمر يوم السبت الماضي. وأعلن مصدر مسؤول في الوزارة ان الاربعة هم من عائلة واحدة الانصاري، وان قائد العملية والذي خطط لها مصطفى الانصاري من "اتباع المنشقين السعوديين الموجودين في لندن سعد الفقيه ومحمد المسعري"، وان قائد العملية هو من المطلوبين امنياً للسلطات. وقال المصدر "ان من قاموا بالاعتداء هم اربعة اشخاص من عائلة واحدة اثنان اشقاء مع اثنين من اخوالهم الاشقاء، وان ثلاثة من هؤلاء الاربعة يعملون في المنطقة الصناعية في ينبع حيث ارتكبوا جريمتهم، وهم : سمير سليمان الانصاري، سامي سليمان الانصاري، ايمن عبدالقادر الانصاري. اما الرابع الذي تولى قيادتهم والتخطيط لهم فهو احد المطلوبين للجهات الامنية ويدعى مصطفى عبدالقادر عابد الانصاري، سعودي الجنسية، وسبق ان غادر المملكة لآخر مرة قبل اكثر من تسع سنوات، حيث انضم الى كل من المدعو سعد الفقيه والمدعو محمد المسعري وعمل معهم مشاركاً لهم في لجنتهم المشبوهة، وقد دخل البلاد مؤخراً بطريقة غير مشروعة متسللاً عبر الحدود لتنفيذ مخططات دنيئة حيث لقي عاقبة سوء عمله". يذكر ان المعتدين الاربعة قتلوا على ايدي قوات الامن السعودية التي طاردتهم بعد نجاحهم صباح السبت الماضي باقتحام مقر شركة "اي بي بي" السويسرية وقتلوا خمسة من الغربيين العاملين فيها اميركيان وبريطانيان واسترالي واحد جنود الحرس الوطني السعودي الذي تصدى لهم. مجلس الوزراء السعودي وكان مجلس الوزراء السعودي اتهم أمس "قوى معادية خفية بالوقوف وراء الفكر الضال الذي يتبعه الارهابيون" وتمويل هجماتهم في المملكة، ودعا المجتمع الدولي الى "بذل مزيد من الجهود المخلصة لإحكام الطوق على الارهاب". وبحث المجلس الذي انعقد أمس في جدة برئاسة ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز في العمليات الارهابية "التي تقوم بها شرذمة مجرمة ضالة باعت نفسها للشيطان وتستهدف منها زعزعة الامن والاستقرار، والاسلام بعقيدته وشريعته بعيد بعد الارض عن السماء عن كل هذه الممارسات". وقال بيان نقلته "وكالة الانباء السعودية" ان مجلس الوزراء يرى "ان ما يقوم به الموتورون ما هو إلا نتيجة لفكر ضال، ونعتقد كذلك بوجود قوى معادية خفية تقف خلفه مؤيدة وداعمة ومساندة بالمال والعتاد ولها مصلحة في تعميم الفوضى في أماكن مختلفة من العالم، لذلك فعلى المجتمع الدولي ان يبذل المزيد من الجهود المخلصة لاحكام الطوق على الارهاب والتعاون لرصد تحركاته ومصادر تمويله للحيلولة دون استمراره حفاظاً على الامن والاستقرار في انحاء العالم". يذكر ان ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز اتهم السبت الماضي "ايادي صهيونية" بالوقوف وراء ما تتعرض له المملكة من عمليات ارهابية عن طريق "التغرير ببعض ابنائنا". واكد مجلس الوزراء امس تصريحات ولي العهد وتأكيده خصوصاً ان "المملكة ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الاخلال بأمن هذا البلد وستواصل محاربة الارهاب لاستئصال جذوره". السفير الاميركي في ينبع من جهة اخرى، نصح السفير الاميركي لدى السعودية جيمس اوبيرويتر الرعايا الاميركيين في مدينة ينبع بمغادرة المملكة، وقال لدى اجتماعه امس مع نحو مئة من الرعايا الاميركيين وبعض الغربيين في المدينة: "نحن لا نستطيع توفير الحماية لكم". لكنه أثنى في اجتماع مع محافظ ينبع على "جهود القوات الامنية في محافظة ينبع في تأمين السلامة للمقيمين بصفة عامة والاميركيين بصفة خاصة". وبدأ عاملون اميركيون وغربيون في ينبع امس في التحضير لمغادرة المملكة، لكن مصادر سعودية مسؤولة اكدت ان المملكة قادرة على حماية المقيمين فيها وتوفير الامن لهم معتبرة ان مغادرة بعضهم "أمر يخصهم".