- في الساعة 11 من صباح 6 كانون الأول (ديسمبر) 2004، كانت جدة مسرحاً للعمليات الإرهابية، وتحديداً مقر القنصلية الأميركية، التي تقع في حي الحمراء وسط جدة، إذ انتهز خمسة من الإرهابيين فرصة دخول سيارة دبلوماسية من البوابة الشرقية للقنصلية لاقتحام الأخيرة بسيارتهم. وبدأت الأحداث بعد سماع دوي انفجارات عند بوابة القنصلية الشرقية، تلا ذلك اشتباكات وتبادل إطلاق النار بين رجال الأمن السعوديين من حراسات القنصلية وبين الإرهابيين الخمسة، وتمت السيطرة على الموقف خلال 45 دقيقة. وبحسب صحيفة الحياة نتج من الحادثة مقتل أربعة من رجال الأمن السعوديين وإصابات عدة بينهم، كما أصيب موظفون من جنسيات عربية يعملون بالقنصلية، وتمكن رجال الأمن من قتل ثلاثة من الإرهابيين الذين شاركوا في عملية اقتحام القنصلية وهم فايز الجهني وعيد الجهني وحسن الحازمي، في حين أُلقي القبض على المتبقي منهم، بعد إصابتهم. وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الحادثة، التي أطلق عليها اسم «معركة الفلوجة» في اليوم التالي، وكان يتزعمها الإرهابي صالح العوفي، العقل المدبر للحادثة. حادثة اقتحام القنصلية الأميركية كانت أول العمليات الإرهابية التي يتبناها تنظيم القاعدة في جدة، والثامنة على مستوى السعودية، إذ تبنت القاعدة عمليات إرهابية عدة، بدءاً من عام 2003، بدأت في 3 أيار (مايو) 2003، استهدفت تفجير ثلاثة مجمعات سكنية في العاصمة الرياض بسيارات مفخخة، نتج منها مقتل 26 شخصاً، وإصابة 160 آخرين، إضافة إلى مقتل منفذي العمليات وعددهم تسعة من الإرهابيين. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه فجّر إرهابيون تابعون لتنظيم القاعدة بشاحنة مفخّخة مجمع الدرة السكني في الرياض، نتج منه مقتل 17 شخصاً وإصابة 100. ويعتبر عام 2004 الأشد دموية بالنسبة إلى التنظيم، إذ بلغت العمليات الإرهابية التي تنفذها التنظيم خمس عمليات، في مناطق ومدن عدة من السعودية، كانت بدايتها في نيسان (أبريل) 2004، إذ تم تفجير مبنى الأمن العام في الرياض، وأسفرت الحادثة عن مقتل 10، و158 إصابة مختلفة، تم نقلهم إلى مستشفيات العاصمة، وفي أول مايو 2004، نفذ التنظيم هجوماً في ينبع، نتج منه مقتل ستة أجانب، وبعد 28 يوماً من هجوم ينبع، وتحديداً في 29 مايو 2004، اقتحم مسلحون تابعون للقاعدة مجمعاً سكنياً في الخبر، واحتجزوا عشرات الرهائن، أغلبهم موظفون في شركات نفط أجنبية، وخلّفت العملية 22 قتيلاً. كما شملت الأعمال الإرهابية للتنظيم في السعودية 2004، إلى جانب حادثة اقتحام القنصلية الأميركية في جدة، محاولة تفجير مبني وزارة الداخلية في الرياض أواخر ديسمبر. وبعد هدوء أكثر من عام، عاد تنظيم القاعدة إلى الأعمال الإرهابية، وتحديداً في 24 شباط (فبراير) 2006، إذ أحبطت السلطات الأمنية محاولة فاشلة استهدفت معامل بقيق لتكرير النفط شرق السعودية، أسفرت عن مقتل منفذي الهجوم. وفي 28 آب (أغسطس) 2009، كانت آخر الأعمال الإرهابية التي نفذها التنظيم في السعودية، وهي محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الذي كان حينها يشغل منصب مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، ونفذها إرهابي مفخخ، أوهم السلطات أنه جاء لتسليم نفسه، وذلك في قصر الأمير محمد بن نايف في جدة.