تبادل أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الاتهامات مع "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية". واستنكر احد مساعدي الصدر تصريحات الناطق باسم "المجلس الأعلى" اتهم فيها قيادات "جيش المهدي" بأنهم من البعثيين ومن أتباع النظام السابق. في غضون ذلك تواصلت الاشتباكات بين القوات الاميركية و"جيش المهدي" في الكوفة حيث سقط أربعة جرحى من أنصار الصدر. استنكر احد مساعدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الشيخ أوس الخفاجي تصريحات "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" التي اتهم فيها قيادات "جيش المهدي" بأنهم من البعثيين ومن أتباع النظام السابق. ودعا الخفاجي في تصريح إلى "الحياة" المجلس الأعلى، الذي يرأسه عبدالعزيز الحكيم، إلى استنكار قرارات مجلس الحكم والإدارة الأميركية بخصوص إعادة البعثيين في حين قام مكتب الشهيد الصدر بمعارضة هذا القرار. وتساءل: "لماذا يصعد المجلس الأعلى الخلافات الى هذا الحد في الوقت الذي تتصاعد فيه المقاومة ضد الاحتلال؟". وندد الخفاجي بما وصفه "تورط" المجلس الاعلى في تنفيذ المخطط الايراني - الاميركي - البريطاني في العراق ضد تيار الصدر. وقال: "هذا جزء من المخططات الايرانية القديمة الحديثة ضد أنصار الصدر التي بدأت أيام الجمعة في ظلال نظام صدام الدموي". يذكر أن الخفاجي اتهم الاستخبارات الايرانية الشهر الماضي بتنفيذ هجمات ضد "جيش المهدي" في الناصرية أثناء الاشتباكات المسلحة مع القوات الايطالية، وذلك بمساعدة من عناصر من "المجلس الاعلى". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم "المجلس الاعلى" الشيخ قاسم الهاشمي انه اتهم "قيادة جيش المهدي" بأنها "مخترقة من البعثيين والارهابيين ولدينا لائحة بأسمائهم". واضاف ان "هذه المجموعة خططت لمحاولة اغتيال السيد صدر الدين القبانجي أول من امس وهي المجموعة نفسها التي قتلت السيد محمد باقر الحكيم والسيد عبدالمجيد الخوئي". وكان الشيخ صدر الدين القبانجي، ممثل المجلس الاعلى في النجف، نجا من محاولة اغتيال الجمعة بعدما أم الصلاة في ضريح الامام علي. وقتل محمد باقر الحكيم، مؤسس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ورئيسه السابق، في انفجار سيارة في آب اغسطس في النجف فيما طعن الخوئي حتى الموت في نيسان ابريل 2003. وقال الشيخ الهاشمي ان "جيش المهدي وحركة الصدر يتسمان بالفوضى وغياب القيادة"، مشيراً الى ان عدداً كبيراً من اعضائهما لا يكنان اي احترام للمرجعية، أعلى سلطة دينية شيعية في العراق. وجدد الهاشمي دعوته ل"جيش المهدي" الى مغادرة النجف "بأسرع وقت ممكن" وهو ما طالب به آية الله علي السيستاني قبل اسبوعين. وقال الهاشمي: "اذا لم يحل جيش المهدي نفسه ويغادر النجف، فستكون لذلك عواقب وخيمة على عناصره وعلى المدينة". في غضون ذلك تواصلت المعارك بين القوات الأميركية وأنصار الصدر لليوم الثاني على التوالي في الكوفة، على رغم اتفاق هدنة تم التوصل اليه الخميس الماضي، أسفرت عن مقتل أحد عناصر "جيش المهدي" واصابة أربعة مدنيين بجروح. واتهم الشيخ محمد الغزاوي من ميليشيا الصدر القوات الاميركية "باطلاق النار صباح أمس من دباباتها المتمركزة عند جسر الكوفة على مواقع جيش المهدي" التي ردت على النار بالمثل، وأحرقت آلية "هامفي" وأطلق مقاتلو الصدر قذائف هاون وقذائف مدفعية ثقيلة من موقع قريب من احد جوامع البلدة على مواقع اميركية عند جسر الكوفة، فيما اصيب مبنى يضم كلية الهندسة يستخدمه عناصر "جيش المهدي" مقراً لهم. ولا تزال مظاهر الانتشار المسلح واضحة في النجف. وأقام مقاتلو "جيش المهدي" حواجز كونكريتية وسط الطرق. وعلى رغم أن الشرطة العراقية باشرت أعمالها لم يظهر عناصرها في الشوارع العامة الا داخل بعض النقاط، تخوفاً من وقوع اصطدامات مع افراد "جيش المهدي"، حسبما أفاد ل"الحياة" مدير شرطة التدخل السريع المقدم عبد الحسن جبر. ومن جانب آخر علمت "الحياة" من أحد قياديي "جيش المهدي" أن عناصر الجيش أسروا قبل ثلاثة ايام "مجنداً ومجندة أميركيين" أثناء قتالهم في الكوفة سلما الى قيادة الجيش في النجف "التي طلبت منا عدم الافصاح عن الخبر"، وعزا ذلك إلى "اضطراب الجانب الاميركي وإجراء المفاوضات". واعلن محافظ النجف عدنان الذرفي انه تسلم رسالة من "التحالف" تفيد ان اقتراح وقف النار الذي عرضه مقتدى الصدر "ايجابي". واوضح انه سلم نسخة من الرسالة الى مكتب الصدر، مشيراً الى تحضيرات "كي تتسلم الشرطة السيطرة على الوضع الميداني من عناصر الصدر". على صعيد آخر أ ب أعلن رئيس التحرير السابق لصحيفة "الصباح" التابعة لسلطة "التحالف" اسماعيل زاير ان سائقه وأحد حراسه قتلا بعد خطفهما في بغداد بعد ساعات من تحذير الشرطة له من محاولة خطف. وأوضح زاير: "بعد تلقي التحذير خرجت من المنزل فلم أجد سيارتي والسائق والحارس وأربع سيارات أخرى". وعثرت الشرطة لاحقاً على جثتي السائق والحارس في منطقة راغبة خاتون في بغداد. واتهم زاير بقايا نظام صدام حسين بالمسؤولية عن "الجريمة الجبانة". الى ذلك، أعلنت الشرطة العراقية ان قذيفة "مورتر" سقطت على بعد 400 متر من مقر سلطة "التحالف" وسط بغداد أصابت اربعة بجروح. وأوضح ضابط شرطة ان الاربعة موظفون كانوا يقفون في طابور عند نقطة تفتيش امنية لدخول وزارة الاسكان العراقية. في كركوك أعلن مسؤول في الدفاع المدني العراقي العقيد انور امين، ان مسلحين قتلوا سياسياً كردياً بارزاً وافراداً من اسرته في المدينة صباح أمس. وأوضح ان العقيد محمد حميد رئيس ادارة الاطفاء في كركوك، وهو عضو كبير في الاتحاد الوطني الكردستاني، كان يستقل السيارة مع زوجته وشقيقته وقريب آخر حينما أطلق مسلحون النار على السيارة فقتلوا جميعاً، فيما اصيب سائقه بجروح خطيرة. في تكريت ذكر شهود ان عراقياً قتل وأصيب 11 آخرون بجروح على يد قناصة مجهولين في أحد أسواق المدينة صباح أمس. في غضون ذلك، واصل الخبراء الروس مغادرة العراق، فقد غادر 37 خبيراً روسياً، من اصل 42، كانوا يعملون في محطة الناصرية للطاقة الكهربائية. الى ذلك، توقف العمل أمس في مستشفى ابن الهيثم للعيون نتيجة "اضراب رمزي" نفذه الاطباء والممرضون والموظفون احتجاجاً على خطف مدير المستشفى فارس البكري.