أبلغ الرئيس حسني مبارك رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون استعداد مصر القيام بدور أمني في غزة وإيفاد خبراء أمنيين لمساعدة السلطة الفلسطينية على بسط الأمن. وافادت مصادر فلسطينية مساء امس ان وفدا كبيرا من الخبراء الامنيين المصريين سيصل الى غزة في النصف الثاني من الشهر المقبل للمساعدة من تأهيل اجهزة الامن. يأتي ذلك في وقت قرر شارون عرض "خطة الفصل" المعدلة على حكومته للمناقشة فقط وليس للتصويت بعدما اخفق في تأمين غالبية من وزرائه لدعمها. ورغم ارجاء التصويت، بدا امس ان شارون لم يفقد الامل في تمرير خطته، فهو يدرس اقالة وزيرين من حزب "الاتحاد القومي المتطرف بعدما لوح اول من امس باقالة وزير ماليته بنيامين نتانياهو، ما يزيد فرصه في تأمين غالبية داعمه للخطة في حكومته، ويترك المجال مفتوحا امامه لتوسيع ائتلافه الحكومي بضم حزب "العمل" المعارض. في غضون ذلك، قال وزير الشؤون الامنية السابق محمد دحلان المكلف مواصلة الاتصالات مع القوى| الاسلامية في غزة، ان الهجمات ضد الاسرائيليين انطلاقا من غزة ستتوقف اذا انسحبت اسرائيل تماما من المنطقة، مضيفا لوكالة "رويترز" ان "حماس" وافقت على وقف العنف والمشاركة في ادارة شؤون قطاع غزة. وتابع ان الانسحاب الاسرائيلي الكامل من غزة سيحدث تغييرا جوهريا داخل صفوف الفصائل الفلسطينية وفي الحياة السياسية، داعيا الى اعادة تأهيل الاجهزة الامنية الفلسطينية. من جهة اخرى، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن مبارك بعث برسالة إلى شارون أكد فيها أنه بعد التشاور مع القيادة الفلسطينية، فإن القاهرة "تؤكد استعدادها بذل كل الجهود لمساعدة السلطة على تنفيذ التزاماتها"، كما تؤكد "تأييدها أي انسحاب إسرائيلي من غزة والضفة طالما جاء في إطار التنفيذ الكامل لخريطة الطريق الهادفة لإقامة الدولة الفلسطينية ومتفقاً مع بيان اللجنة الرباعية الصادر في 4 الجاري". وأعرب مبارك عن استعداد بلاده لإيفاد مجموعة من الخبراء المتخصصين ذوي الخبرة في كل المجالات، خصوصاً في مجالات الأمن، فوراً إلى الأراضي الفلسطينية بهدف مساعدة السلطة على القيام بمسؤولياتها عن الأمن فيه وفي إطار من مجموعة متكاملة من الجهود تقوم بها أطراف أخرى لتقديم الدعم المادي والمعنوي اللازم لنجاح هذا المسعى. وأكد أن هذه الجهود ينبغي أن تقترن بجهود أخرى تقوم بها الحكومة الإسرائيلية لتحسين الأوضاع الإنسانية للشعب الفلسطيني بهدف حشد الدعم الشعبي اللازم لنجاحها. وشدد على أن قيام إسرائيل بانسحابات اخرى من الأراضي المحتلة من شأنه أن يعزز من الجهود التي تقوم بها نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في أقرب فرصة، ما يضمن الأمن والاستقرار للشعبين معاً. وتأتي رسالة مبارك ردا على رسالة من شارون رحب فيها "بقيام مصر بدور فاعل للمساعدة في التنفيذ الناجح لعملية الانسحاب وفي تحقيق اغراضه السياسية وفي بناء الثقة المتبادلة بين الفلسطينيين وإسرائيل"، خصوصاً في مجالات ضمان الاستقرار والأمن في قطاع غزة و"وقف أعمال العنف والإرهاب" و"تدريب وإعادة تنظيم أجهزة الأمن الفلسطينية وتعزيز قدرة السلطة على إجراء الإصلاحات المطلوبة بموجب خريطة الطريق، وتعزيز التعاون بين الجانبين لضمان بقاء الحدود بين مصر وإسرائيل آمنة". كما رحب شارون بأي جهود مصرية تبذل مع باقي الأطراف الدولية الفاعلة لتحسين الأوضاع للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والهادفة إلى بناء هياكل اقتصادية مستقلة.