قال وزير الإعلام المصري صفوت الشريف ل"الحياة" ان بلاده بحثت مع اسرائيل في اعادة صياغة اتفاق كمب ديفيد في حال انسحابها من قطاع غزة. جاء ذلك في وقت اكدت مصر لوزير الخارجية الاسرائيلي الزائر سلفان شالوم رفضها القاطع ارسال قوات الى القطاع لحفظ الامن بعد الانسحاب، لكنها في الوقت نفسه، اكدت انها ستحمي حدودها مع غزة حماية كاملة. راجع ص 4 و5 في غضون ذلك، طلب المبعوثون الاميركيون الثلاثة، ستيف هادلي واليوت ابرامز ووليام بيرنز، خلال لقائهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس توضيحات في شأن خطة "فك الارتباط"، وطرحوا عليه 30 "استفسارا". وكتبت صحيفة "هآرتس" ان المحادثات تناولت العلاقة بين عدد المستوطنات التي تنوي اسرائيل اخلاءها وعدد مستوطنات الضفة التي ستوافق اميركا على ضمها الى الدولة العبرية. وتزامنت زيارة الوفد الاميركي مع نشر صحيفة "معاريف" مسودة خطة "فك الارتباط"، مشيرة الى انها تتضمن اربعة خيارات محتملة للانسحاب. واوضحت ان طاقم المستشارين يميل الي اعتماد الخيار الثالث الذي يتحدث عن "خطوة واسعة" تقضي بالانسحاب من قطاع غزة بالتزامن مع اخلاء اربع مستوطنات معزولة في الضفة في اطار المرحلة الاولى، على ان يعقبها انسحاب آخر يتمثل في اخلاء ما بين 10 و15 مستوطنة، وذلك في مقابل عدم اجراء مفاوضات مع السلطة الفلسطينية. وفي القاهرة، قال وزير الاعلام المصري في حديث مع "الحياة" أن اتفاق كمب ديفيد لا يسمح بوجود أمني مصري كثيف على الحدود، مما يحول دون تأمينها بعد الانسحاب الاسرائيلي. وكشف أن القاهرة وتل ابيب بحثتا في تعديل اتفاق كامب ديفيد أو توقيع اتفاقات جديدة تضمن قيام قوات "حرس الحدود" بمهماتها. وأضاف ان بلاده مستعدة لبذل كل الجهود مع الفصائل الفلسطينية لتحقيق تهدئة في الاوضاع الامنية بناء على توافق بين تلك الفصائل، كما "ابدينا استعدادنا للسلطة الفلسطينية في نقل خبراتنا وتدريب عناصر الامن الفلسطيني"، و"قلنا للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بشكل قاطع إننا لن نشارك بقوات مصرية لحماية الأمن في قطاع غزة لأننا نرى أن أي وجود خارجي سيزيد من عدم الاستقرار". وأشار الى أن لدى الرئيس حسني مبارك مبدأ لن يحيد عنه يتعلق بعدم مشاركة قوات مصرية داخل دولة عربية أخرى. وأكد أن القيادة المصرية تحرص على توفير كل مقومات السيادة للفلسطينيين ولا ترى ضرورة توافر عوامل عدة حتى تضمن حماية الحدود من محاولات التهريب والتسرب. وقال الشريف إن رئيس جهاز الاستخبارات المصري اللواء عمر سليمان التقى في الايام الماضية شارون وناقش معه مسألة الانسحاب وأبلغه أن القاهرة ترى ضرورة توفير اجراءات قبل ان تتعهد مصر ضبط الحدود، من بينها اجراء تعديلات على اتفاق كامب ديفيد أو عقد اتفاق تكميلي. وزاد الشريف: "نرحب بالإنسحاب الإسرائيلي على ألا يكون أحادياً، ونسعى الى توفير الظروف الملائمة لعقد لقاء شارون - قريع، ومصر ستواصل اتصالاتها مع كل الاطراف بما فيها الفصائل الفلسطينية لأن الاستقرار أمر ضروري"، معتبرا أن الفلسطينيين "سيكونون أمام تحدٍ صعب واختيار دقيق بعد انسحاب الاسرائيليين، وعليهم أن يثبتوا للعالم قدرتهم على إدارة دولة تخصهم". وأشار إلى أن القاهرة تعتبر الإنسحاب الإسرائيلي "جزءا من خريطة الطريق يجب أن يفضي في مرحلة لاحقة إلى دولة فلسطينية مستقلة"