في وقت ثارت شكوك في مدى صحة صور نشرت في لندن عن تعذيب جنود بريطانيين أسيراً عراقياً وتهديده بالاعدام، ذكرت تقارير صحافية ان الشرطة العسكرية البريطانية تستعد لاعتقال ستة جنود بريطانيين متهمين بممارسة أعمال غير مشروعة وتتعارض مع اتفاقات جنيف، ما أثار سخط العالم كله. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو لتلفزيون "هيئة الاذاعة البريطانية" أمس: "بدأ تحقيق على مستوى عال ونأخذ هذه المزاعم مأخذ الجد... لننتظر ما سيسفر عنه التحقيق". وكشفت صحيفة "صنداي تلغراف" أن الجنود الستة سيتم استجوابهم في قبرص على أيدي الشرطة العسكرية البريطانية، ويمثلون أمام محاكم عسكرية ويتم سجنهم إذا تأكد انهم مذنبون وذلك خلال ال48 ساعة المقبلة. ونشرت صحيفة "ديلي ميرور" خمس صور بالابيض والاسود في عدد السبت لجنود بريطانيين يركلون ويتبولون ويطأون على عراقي مغطى الرأس في البصرةجنوبالعراق حيث تنشر بريطانيا 7500 جندي. وأوضحت مصادر عسكرية رسمية بريطانية ان هذه الصور وهذه التصرفات غير الأخلاقية التي صدمت الرأي العام هنا وفي بقية أنحاء العالم نفذها مرتكبوها للانتقام من حادث اغتيال جندي بريطاني في البصرة العام الماضي. وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" ان محققين عسكريين بدأوا التحقيق منذ فترة طويلة في سلسلة من الحوادث خلال شهري آب اغسطس وأيلول سبتمبر من العام الماضي تتعلق بجنود في احدى الوحدات العسكرية البريطانية. لكن "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي وصحفاً بريطانية عدة اعتبرت الصور التي نشرتها "ديلي ميرور" غير دقيقة تبدو وكأنها مفبركة، خصوصاً أن البنادق وبعض المعدات التي تظهر في الصور لا يستخدمها الجنود البريطانيون في العراق. وكانت الشرطة العسكرية بدأت التحقيق منذ العام الماضي في حوادث وجهت فيها اتهامات الى جنود من الفرقة العسكرية نفسها المتهمة حالياً، باساءة معاملة أسرى عراقيين ما أدى الى وفاة أحدهم وهو بهاء موسى 26 عاماً في البصرة في أيلول الماضي. ويحاول المحققون العسكريون البريطانيون حالياً التحقق من مدى صحة الصور التي نُشرت بعد يوم واحد فقط من نشر صور أخرى توضح قيام جنود اميركيين بإساءة معاملة أسرى عراقيين وتعذيبهم في سجن أبو غريب قرب بغداد. لكن مصدراً قريباً من الفرقة العسكرية البريطانية التي تثار حولها الاتهامات قال ان الصور لم تلتقط في العراق. وفي موقف آخر قال ضباط رفيعو المستوى في بريطانيا، ان هناك حفنة صغيرة من الجنود المارقين الذين لم يلتزموا القوانين، وربما ارتكبوا مثل هذه التصرفات غير القانونية التي تتعارض مع قوانين رعاية أسرى الحرب وعدم تعذيبهم أو سوء معاملتهم. وفي الرياض، أعربت الامانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن "دهشتها وصدمتها لاساءة معاملة معتقلين عراقيين... وطالبت بمعاقبة مرتكبي هذه الاعمال التي لا تمت للانسانية بصلة". الى ذلك، نددت الجمعية الوطنية لحقوق الانسان في السعودية بممارسات جنود الاحتلال ضد السجناء العراقيين.