فتحت بريطانيا تحقيقاً امس في اتهامات لجنودها بضرب أسير حرب عراقي بعدما بوّلوا عليه، قال رئيس الوزراء توني بلير انه يجب "التعامل بجدية مع هذه الاتهامات". ونشرت صحيفة "دايلي ميرور" امس خمس صور باللونين الابيض والاسود لجنود بريطانيين يضربون ويركلون ويدوسون ويتبولون على عراقي ملثم في البصرة حيث يتمركز نحو 7500 جندي. ولقيت الصور تنديداً فورياً من قائد الجيش البريطاني ووزير الدفاع ونشرت بعد ايام فقط من نشر صور لجنود اميركيين يسيئون معاملة سجناء عراقيين اثارت غضباً في انحاء العالم. وقال الجنرال السير مايكل جاكسون قائد الجيش البريطاني "اذا ثبت صحة ذلك فلن يكون سلوكاً مروعاً فحسب، بل هو سلوك غير قانوني يتعارض بوضوح مع اخلاقيات الجيش البريطاني". واضاف: "اذا ثبت ذلك يكون مرتكبو هذه الاعمال غير مؤهلين لارتداء زي الملكة. لقد شوهوا اسم الجيش وسمعته". وافادت الصحيفة انها حصلت على الصور من جنديين لم تكشف اسميهما في كتيبة لانكشير. وقال الجنديان ان العراقي الذي يظهر في الصورة كان معتقلاً بتهمة السرقة. ونقلت الصحيفة عن جندي قوله "كان الجنود يتناوبون على تعذيبه ويضربونه على وجهه بالاسلحة ويدوسون عليه". واضافت ان السجين نقل بعيداً في وقت لاحق عن معسكر البصرة وألقي به من على ظهر شاحنة. وبعد اسابيع ضرب جنود من الكتيبة نفسها سجيناً آخر حتى الموت. وأعرب بلير الذي يبحث في ارسال مزيد من القوات الى العراق لسد الفجوة الناجمة عن سحب 2000 جندي اسباني عن تأييده الكامل للتحقيق الذي سيجريه الجيش. وتقابل السياسة الخارجية التي ينتهجها بلير بشكوك لدى الرأي العام البريطاني الذي عارض في معظمه الحرب على العراق وندد بها في الآونة الأخيرة 52 ديبلوماسياً سابقاً في حملة لم يسبق لها مثيل. وقال ناطق باسم بلير "رئيس الوزراء يقر تماما البيان الذي اصدره الجنرال السير مايكل جاكسون والاجراء الذي يتخذه والسرعة التي تحرك بها الجيش". واضاف: "ويوافق رئيس الوزراء على ان مزاعم بهذه الطبيعة تعامل بجدية بالغة لكن يجب ألا تؤخذ على انها انعكاس للسلوك العام لقوات التحالف". واذا ثبت ان هذه الصور صحيحة فإن القوات البريطانية لن تكسب ود العراقيين قبل انتقال السلطة المزمع في 30 حزيران يونيو. وكانت القوات البريطانية التي تتمركز جنوب البلاد حول البصرة لقيت اشادة بسلوكها. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة انه شعر بالاشمئزاز للتجاوزات التي تعرض لها السجناء العراقيون ووعد باتخاذ اجراء تأديبي ضد المسؤولين عنها بعد نشر صور لهذه الانتهاكات في انحاء العالم. واعلنت منظمة العفو الدولية انها حذرت السلطات الاميركية والبريطانية في العراق من ان السجناء يتعرضون لمعاملة سيئة. وقال نيل دوركين من المنظمة لشبكة "سكاي نيوز": "تحدثنا الى سجناء سابقين قالوا انه عندما تم احتجازهم وضعت أغطية على رؤوسهم وتعرضوا للضرب كما تعرضوا في بعض المناسبات لتعذيب نفسي وافعال جنسية مهينة". واضاف: "انهم السلطة الموقتة ببساطة لم تتخذ أي اجراء ازاء هذه التقارير".