على رغم نفي الحكومة البريطانية تورط جنودها في العراق في انتهاك حقوق السجناء العراقيين وإعلانها أن الصور التي نشرتها صحيفة "دايلي ميرور" مزورة، أفادت أنباء صحافية أمس أن كتيبة "لانكشاير الملكية" التي طاولتها الاتهامات يمكن أن تُحل. وفي ضربة جديدة إلى مزاعم الحكومة البريطانية ببراءة جنودها، أعلنت وزارة الدفاع الدنماركية أمس أن أطباء دنماركيين عالجوا معتقلين عراقيين تعرضوا للضرب وتوفي أحدهما، وأنها أبلغت البريطانيين بذلك في أيلول سبتمبر الماضي. وأفادت صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية أمس نقلاً عن مصادر عسكرية ان كتيبة "لانكشاير الملكية"، التي كانت في صلب الاتهامات باساءة معاملة سجناء عراقيين، يمكن ان تحل لعدم انضباط جنودها. وأضافت الصحيفة المحافظة ان المعلومات عن سوء معاملة سجناء عراقيين وجهت "ضربة قاضية" إلى هذه الكتيبة. وانطلقت الفضيحة حين نشرت صحيفة "دايلي ميرور" في مطلع أيار مايو صوراً مثيرة للجدل، تظهر جنوداً من هذه الكتيبة يضربون سجناء عراقيين. وأعلن سكرتير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة آدم انغرام الخميس ان هذه الصور لم تلتقط في العراق، وانها لا تزال موضع تحقيق. لكن اتهامات "دايلي ميرور" تركت أثراً كبيراً، وتحقق الشرطة العسكرية البريطانية في حالات عدة من الاساءات إلى المعتقلين. ونقلت "دايلي تلغراف" عن عسكري، لم تكشف اسمه، ان "قلة من الناس تعتقد بأن الأذى الذي سببته عناصر سيئة في هذه الكتيبة يمكن اصلاحه". وزادت ان حالات عدم انضباط سبق ان سجلت لدى هذه الكتيبة. فخلال تدريب قبل اجتياح العراق اصيب ضابط بإعاقة دائمة بعدما تعرض هاجمه جندي بالمعول. ولهذه الكتيبة ماض طويل وأمجاد تعود الى العام 1689. وفي كوبنهاغن، جاء في بيان لوزارة الدفاع الدانمركية ان طبيبين، لم تكشف اسميهما، قالا إنه في أيلول الماضي أحضر في البصرة سجينان عراقيان بدا عليهما انهما "تعرضا لمعاملة خشنة خلال استجواب أجرته وحدة بريطانية في الميدان. وطبقاً للمعلومات. توفي أحد العراقيين في وقت لاحق متأثراً بجروحه". وتحاول بريطانيا وحليفتها الولاياتالمتحدة احتواء فضيحة انتهاك جنود الاحتلال لحقوق المعتقلين العراقيين. وقال سورين جيد، وزير الدفاع الدنماركي للتلفزيون، إن الجيش البريطاني وافق على تقديم معلومات عن الواقعة التي علم بها محام في الجيش في أيلول، لكن لم تعلم بها كوبنهاغن. وأجرى مندوب الجيش القانوني اتصالاً بالسلطات البريطانية، فأبلغ ان التحقيق جار في الواقعة. وقال جيد: "نظراً إلى عدم مشاركة أي جندي دنماركي، لم تخطر كوبنهاغن بالواقعة". ووعد بمعرفة أسباب عدم متابعة التقرير والعمل لبقاء التحقيق البريطاني في مساره الصحيح. وقبل أسبوعين نشرت صحيفة "انديبندنت" اقوال شاهد وهو مهندس عراقي قال فيها إن الجنود البريطانيين ظلوا يضربونه طوال ثلاثة أيام في أيلول عام 2003، وان أحد الرجال الذين اعتقلوا معه وهو بهاء موسى، ويعمل في أحد الفنادق، توفي متأثراً بجروحه. والدنمارك عضو في حلف شمال الأطلسي، وهي حليف قوي للولايات المتحدة في الحرب، لكن رئيس الوزراء اندرياس فو راسموسن قال في وقت سابق من الاسبوع ان هناك حاجة إلى اجراءات خاصة لاستعادة ثقة العالم العربي بعد فضيحة انتهاك حقوق العراقيين. ومن المقرر ان يتخذ البرلمان الدنماركي قراراً أواخر الجاري في شأن تمديد مهمة الجيش في العراق وتخفيف الضغط عن القوات البريطانية في البصرة.