لم يعط المدرب الألماني بيرتي فوغتس ذرة اهتمام للمهاجم أوليفر بيرهوف المحترف في اودنييزي الإيطالي طوال التصفيات، ولم يضمه مطلقاً إلى تشكيلته واعتمد على 11 مهاجماً مختلفاً ليس بينهم بيرهوف ولكن الأخير لم ييأس، وعندما ضمه إلى التشكيلة المشاركة في النهائيات في إنكلترا اندهش الجميع لأنه كان خارج حساباته عبر 10 مباريات في التصفيات، وعلى سبيل المجاملة اشركه فوغتس في الدقائق السبع الأخيرة لمباراته الأولى ضد تشيخيا بعدما ضمن الفوز 2- صفر وخرج كونتز ولعب بيرهوف ولمس الأخير الكرة 3 مرات فقط، وللمرة الأولى والأخيرة في البطولة بدأ بيرهوف اساسياً في مباراة فريقه مع روسيا بجوار جورجين كلينسمان وفاز الألمان 3-صفر سجلها كلينسمان وماتياس سامر واستبدل بيرهوف بكونتز بعد 85 دقيقة. ولم يلمس بيرهوف الكرة في المباريات التالية لمنتخب بلاده ضد إيطاليا وتعادلا سلباً، وشاهد فوز ألمانيا على كرواتيا 2-1 في ربع النهائي واعتمد خلالها فوغتس على 4 مهاجمين هم كلينسمان وفريدي بومبيش في البداية واستبدلهما بستيفان فروند وستيفان كونتز وجلس بيرهوف مشاهداً. وفي نصف النهائي غاب كلينسمان تماماً عن مباراة إنكلترا الصعبة، واستمر اللقاء 120 دقيقة وظل بيرهوف على مقاعد الاحتياطي يتابع فوز بلاده الصعب في ركلات الجزاء الترجيحية 6-5. وفي المباراة النهائية عاد كلينسمان إلى التشكيلة الأساسية ضد تشيخيا ولعب بجواره ستيفان كونتز وخلفهما مهاجمان كريستيان تسيغي وميميت شول وعندما انتهى الشوط الأول سلبياً دفع فوغتس بلاعب وسط مهاجم ماركو بودي بدلاً من ديترا يلتس لتعزيز الهجوم، ولكن العكس حدث. وتقدمت تشيخيا بهدف باتريك بيرغر من ركلة جزاء بعد 58 دقيقة، ولم يجد فوغتس أمامه حلاً سوى اللجوء إلى بيرهوف ورقة أخيرة، واشترك اوليفر بيرهوف بعد 69 دقيقة بدلاً من ميمت شول. ومن اللمسة الثانية له وفي الدقيقة 73 قفز بيرهوف عالياً وحول كرة عرضية براسه في شباك الحارس التشيخي بيتر كوبا وحقق التعادل لمنتخب بلاده،وما أجمل أن يحرز لاعب هدفه الأول مع منتخبه في مباراة نهائية، ولكن بيرهوف لم يكتف بإنجازه وأكمل نجاحه الأسطوري في الوقت الإضافي بهدف ولا أغلى في الدقيقة الخامسة من الشوط الثالث،استلم بيرهوف الكرة داخل منطقة الجزاء وظهره للمرمى وسيطر عليها وأخفاها عن منافسه التشيخي واستدار بسرعة وسدد بيمناه نحو المرمى، ورغم أن الكرة لم تكن قوية وفي متناول الحارس كوبا إلا أنها مرت من بين يديه وعبرت خط المرمى، هدف ذهبي حقق الفوز 2-1 واهدي الكأس لألمانيا. وأصبح ثالث لاعب في التاريخ يسجل هدفين في المباراة النهائية، واللافت ان من بق بيرهوف هما زميلاه غيرد مولر لألمانيا بهدفيه على الاتحاد السوفياتي 3-صفر في نهائي 1972 وأحرز هروبيش لألمانيا هدفين في فوزها على بلجيكا 2-1 في نهائي 1980. ولكن الهدف الثاني لبيرهوف كان مميزاً، لأنه أول هدف ذهبي لألمانيا في تاريخها، وأول هدف ذهبي في تاريخ بطولة أوروبا، وأول هدف ذهبي يحقق كاساً كبرى. أهداف وهدافون العزاء الوحيد للإنكليز في البطولة التي أقيمت على ملاعبهم أن نجمهم المهذب ألان شيرير توج هدافاً للبطولة برصيد خمسة أهداف، أحرزها في شباك سويسرا واسكتلندا وهولندا، وهو اللاعب الوحيد مع ستويشكوف الذي سجل في كل مباريات فريقه في الدور الأول للنهائيات، ورغم غيابه عن التهديف في ربع النهائي في التعادل السلبي مع إسبانيا إلا أنه أحرز هدفاً من ركلة الجزاء الترجيحية الأولى لبلاده، وعاد شيرير وسجل هدف إنكلترا الوحيد في مرمى ألمانيا بعد 3 دقائق فقط في نصف النهائي وتعادلا 1-1 وأحرز مجدداً من ركلة الترجيح الأولى وخسر منتخبه لاحقاً 5-6. وعلى صعيد البطولة أحرز دافور سوكير رقماً قياسياً فذاً بتسجيل 15 هدفاً وبينها 12 في التصفيات وهو رقم قياسي آخر، وتبعه هريستو ستويشكوف وسجل 13 هدفاً ثم جورجين كلينسمان وأحرز 12 هدفاًَ والنمساوي انطون بولستر وسجل 11 هدفاً، وهي المرة الأولى والأخيرة التي يتجاوز فيها 4 لاعبين حاجز 9 أهداف ويسجلون رقمين متجاورين في رصيدهم، وهذا في التصفيات والنهائيات معاً. وتصدر الفنلندي ميكاماتي باتالينين قائمة هدافي المباراة الواحدة وسجل 4 أهداف في سان مارينو وهي كل أهداف بلاده التي فازت 4-1. وأحرز 5 لاعبين 3 أهداف هاتريك في مباراة واحدة ولم يكن بينهم أي لاعب في النهائيات، وهو الهولندي مارك اوفر مارس في مالطه 4-صفر والتشيخي هورست سيغل في مالطه 6-1 ودافور سوكير في استونيا 7-1 والبرتغالي باولو الفيس في ليخنشتانين 7-صفر وانطون بولستر في ليخنشتانين 4-صفر.