عاشت مدينة البنفسج ، وكل عشاقه، أول أمس، ليلة خالدة وتاريخية بعد تتويج نادي المدينة العين بطلا للدوري الإماراتي للمرة الثالثة على التوالي فأصبح الدرع ملكاً لدار "الزين"، ورشقت النجمة الذهبية التاسعة في سجله، كأكثر الأندية الإماراتية تتويجاً بلقب البطولة وأول من أحرز الثلاثية... جاء تتويج "العيناوي" بعد أن عاشت الإمارات يوم 24أيار مايو الجاري، اليوم الأطول منذ بداية العام، ومباراتي الحسم في المربع الذهبي اللتين جمعتا العين بالوصل والمنافس على اللقب النادي الأهلي وجاره القريب "اللدود" الشباب. انتعشت بورصة التكهنات ... وسرت في المدائن إشاعات متعددة... وأحاديث عن مجاملة محتملة من الشباب لجاره الأهلي... وعن صمود قتالي للوصل أمام العين، كان الأمر يبدوا واقعياً... بمنطق الجغرافيا وروابط القربى، فقد جمع مربع الذهب نادي العين بثلاثة أندية من دبي في أشد تألقها وتوهجها... ولكن الشباب وكرة القدم الإماراتية قدما درساً متميزاً في الانتصار للعبة الجميلة، تقدم العين على الوصل بهدفين لهدف، وبلغت القلوب الحناجر في المباراة الثانية، تقدم الشباب أولاً، ثم عدل الأهلي النتيجة وتقدم مجدداً. دقت الدقيقة 87 وأحرز البرازيلي جاديلسون هدف التعادل الثاني للشباب... صعق الأهلاوية وأسقط في أيديهم... سقطت "حكاية المؤامرة" والمباراة الفاصلة التي كان يمكن ان تجمع زعيمي الدوري الحالي العين والأهلي... قضى نادي الجوارح "الشباب" على أحلام الأهلاوية كما فعلوها أول مرة في موسم 2000-2001، زاد الاحتقان ما بين جماهير الناديين الجارين اللذين لا يبعدان عن بعضهما سوى 500 متر تقريباً، ولكن اللعبة النظيفة، انتصرت، وتوج العين بطلاً بالثلاثية التاريخية، فلاح بان لا صوت يعلو على صوت البنفسج... في الإماراتالمتحدة. سهرت المدينة إلى صباح اليوم التالي...قال رئيس مجلس الشرف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أنه كان فوزاً مستحقا.. وحدد الهدف التالي كأس اسيا، ولا شئ غير كأس آسيا... تنفس المدرب ميتسو الصعداء... بعد موسم انتابه كثير من القلق، لاح سعيدا بتتويجه مع العين بأغلى الألقاب... ترك الباب موارباً حول انتقاله لنادي الاتحاد القطري، الذي قرر أن يدفع للفرنسي 700 ألف دولار زيادة عن مبلغ المليون دولار سنوياً الذي كان يتقاضاه من نادي العين... ارتفعت أسهم الجميع... واشتعلت حمى الانتقالات التي طالت الايفواري سانجو والبرازيلي رودريجو، ولكن تلك قصص أخرى ... فاليوم عيد في مدينة البنفسج ولا أحد يريد التنغيص على الفرحة العيناوية... التي حملت طعماً مختلفاً هذا الموسم. تذوق العين كل الألقاب المحلية، وتوج العام الماضي بطلاً لآسيا... ولكن بطولة هذا الموسم حملت نكهة مختلفة... ورونقاً متميزاً... عانى لاعبوه من الإرهاق الشديد لاستحقاقات الموسم الماضي والمنتخب الإماراتي... لاحقت لاعبيه الإصابات من فهد علي إلى أبو بكر سانجو. تمنى كثيرون سقوط البطل في دوامة الغرور... كانت البداية "مقلقة" في دوري المجموعتين وخروجه من سباق الكأس، وأعلنت أندية دبي وفي مقدمها نادي الأهلي طموحاتها الشديدة للمنافسة وأصبح الاستقطاب حاداً بين الزعيمين، ولكن نادي العين عرف كيف يتجاوز كل العوائق ويؤكد أنه ماكينة لا تشبع من الألقاب والتتويجات. لم يكن تتويجه باللقب الثالث على التوالي صدفة أو هدية من أحد، فقد تمكن العين في السنوات الأخيرة من تحقيق ذلك الانتقال الصعب من الهواية إلى الاحتراف الشامل، وأرسى قواعد إدارة حديثة، وقلل من اتكاله على الدعم الحكومي بتحقيقه للموسم الثاني على التوالي أكبر صفقة ترويجية للأندية خليجياً وعقده مع أحد المصارف ب 5 ملايين درهم سنوياً، وسع دائرة الداعمين الكبار من جيل الشباب من الشيوخ ودوائر المال والأعمال... اختار الاستقرار مع المدرسة الفرنسية في عالم التدريب، وحقق ذلك التوازن الصعب بين طموح اللاعبين المحليين والمحترفين الأجانب، والأهم من ذلك عزز قواعد الانضباط واحترام "المهنة" واللعبة... ونشر في فضاء النادي عقلية الانتصار ولاشيء غير الانتصار، فرشق النخبة الذهبية الثالثة عن جدارة واستحقاق.