أصبح الدوري الإماراتي جديراً بكلمة اعتذار" بعد أن كتبنا سابقاً أنه في هذا الموسم الاستثنائي ... لاح "بلا طعم، ولا لون، ولا رائحة"، كان يكفي أن يودع مرحلة المجموعتين وتنطلق مسابقة المربع الذهبي بمباراة القمة التي جمعت، بملعب طحنون بن محمد بالقطارة في مدينة العين، الأهلي بأصحاب الدار.. لتسقط الأفكار القديمة وتودع الجماهير غيمة الملل والكآبة التي خيمت عليها منذ بداية الموسم. يا الله ..! مَن لم يشاهد منكم مباراة "الزعيم" العيناوي والسحرة الجدد لكرة القدم الإماراتية، الأهلي وزينة دبي، فليبحث عنها في محلات الفيديو أو مواقع الإنترنت للأندية الإماراتية ... يا الله... لقد حطمت كل الأرقام القياسية في تاريخ الدوري المحلي بتسجيل10 أهداف كاملة .. واحتساب الحكم 6 ركلات جزاء .. والأهم من ذلك وفاؤها بكل مقومات المباراة المثيرة. واللعبة الجميلة، بتكافؤ الفرص بين الناديين، بدت في انفتاحهما على اللعب الهجومي، توازن العطاء والبذل بين المحليين والأجانب، الحضور الجماهيري المكثف وإثارته المتعة بين التشجيع المتواصل والاحتجاج... فجمعت المباراة كل عناصر الإثارة والعلامة الكاملة 10 على 10. كان الجميع يعلم أن حفل الافتتاح للمربع الذهبي .. سيكون مثيراً للأعصاب" فالعين الجريح بعد خروجه من سباق الكأس، كان أمام استحقاق كبير عنوانه الوحيد: الانتصار، فجماهيره لن تقبل هزيمة ثانية في أيام قليلة وقتل حلمه بالبطولة التاسعة واللقب الثالث على التوالي... فاثبت مدربه ميتسو كفاءته مرة أخرى في تجاوز النفق المظلم.. والتغيير الكبير الذي أنجزه في نادي مدينة البنفسج بإعادة صناعته كماكينة لا تشبع من الانتصارات ولا تفل عزيمة لاعبيه أمام الهزائم.. كبر حلم صائد البطولات الروماني بلاتشي، بعد أن ضمن تأهل ناديه لنهائي كاس رئيس الدولة. وطمع في كسر الصورة العيناوية .. فاجأ ميتسو بحذره الدفاعي وتعبئة خط الوسط ... ذهب بعيدا.. إلا أن العين تمكن من كسب المباراة التاريخية ب 7 أهداف مقابل 4 سجل للأهلي ميتروفيتش والإيراني كريمي في حين خط أسطر الانتصار العيناوي كل من الافواري سانجو والمواطن عمر والبرازيلي رودريجو. كانت ليلة ذهبية في تاريخ كرة القدم الإماراتية، أكدت ارتفاع مستوى المنافسة والأداء.. القوة الذهنية التي أصبح يتمتع بها اللاعبون بعد الإحباطات وخيبة الأمل، الدور المتنامي للاعبين الأجانب في متعة الكرة وإثارة الأهداف، كان هنالك سانجو ورودريجو من جهة العين وكريمي وميتروفيتش في الأهلي.بدت قدرة اللاعبين المحليين على الرفع من تنافسيتهم في فضاء لا يعبأ إلا بالمجتهدين في محمد عمر وزملائه وسالم خميس الاكتشاف الجديد للأهلي، حضرت المفاجأة بعد إصابة حارسه الأساسي علي سعيد.. وتواصل الجدل بعد نهاية المباراة بعد أن أعلن حكمها محمد عبد الكريم عن 7 ركلات جزاء في سابقة في الدوري المحلي. أشاد مواطنه المعتزل علي بوجسيم بأدائه ... غضبت جماهير الأهلي ومعسكر المنهزمين منه، وارتفع فجأة في السماء صوت المطالبين بجلب حكام أجانب لإدارة الدوري المحلي.. فكانت المباراة والفيلم الأكثر إثارة في تاريخ الكرة الإماراتية الحديثة.