اعتبرت الصحف الأميركية أمس ان خطاب الرئيس جورج بوش لم يعترف بالاخفاقات الاميركية، كما لم يتحدث عن عمل جريء يقنع الاميركيين بأنه يسير على الطريق الصحيح. وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" ان الخطاب كان يصلح قبل سنة، أي بعد سقوط بغداد، لكنه "جاء بعد نحو 14 شهراً من اخفاقات السياسة التي لم يعترف بوش بأي منها". ورأت صحيفة "واشنطن بوست" ان محاولة بوش لاقناع شعبه والكونغرس المتشككين هي "بداية على الاقل، ولكن لم يتضح ان كان خطابه او الخطوات التي ينوي اتخاذها قوية الى الحد الذي يكفي لقلب الوضع". واضافت ان "السيد بوش كان بامكانه ان يكون اكثر اقناعاً لو أقر بصدق اكبر بالأخطاء التي ارتكبت العام السابق، وتطرق الى كيفية اصلاحها". وجاء في افتتاحية "نيويورك تايمز": "من المؤسف ان هذا الرئيس لن يعترف أبداً بأي تقصير ناهيك عن اي اخفاق"، مضيفة ان ذلك جزء من شخصية بوش "علينا ان نتعايش معه". واستدركت: "لكننا لا نستطيع ان نعيش من دون وجود خطة جديدة كي ننجز اكثر من مجرد نقل السلطة الى العراقيين في 30 حزيران يونيو، ثم التخبط بعد ذلك حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني نوفمبر". وفيما اشادت "واشنطن بوست" بعزم بوش على هدم سجن "أبو غريب"، لاحظت انه "كي يتحقق اصلاح صدقية الولاياتالمتحدة لدى العراقيين وحلفائها، على السيد بوش نبذ السياسات التي ادت الى الانتهاكات" بحق المعتقلين العراقيين. واتفقت الصحيفتان على ان الطريقة الصحيحة لاحلال الاستقرار في العراق هي اشراك مزيد من الأطراف الدولية، للاشراف على عملية نقل السلطة والمشاركة في ضمان الأمن. كما طرحتا اقتراحات تتجاوز مسودة القرار التي عرضتها واشنطن ولندن في مجلس الامن، ووصفتها "نيويورك تايمز" بأنها "غير واضحة في شكل مخيب للآمال" في شأن تدويل العملية العسكرية في العراق. وتابعت: "بامكان بوش عقد قمة لتشكيل مجموعة متعددة الجنسية للاشراف على نقل السلطة"، مضيفة ان بامكان المجلس تعيين "ممثل دولي رفيع المستوى"، يستطيع الاشراف على الحكومة العراقية الموقتة، حتى اجراء الجولة الأولى من الانتخابات. واقترحت ان يأخذ بوش بنصيحة السناتور جون كيري، منافسه الديموقراطي في الانتخابات "الذي اقترح اعادة تشكيل قوة عسكرية في العراق باشراف الحلف الاطلسي بقيادة اميركية". ورأت ان "على الرئيس ان يسعى الى ذلك في قمة الحلف". كما دعت "واشنطن بوست" بوش الى طرح "استراتيجية لتغيير نمط العلاقات المضطربة مع الحلفاء الرئيسيين لأميركا". ولاحظت ان "بوش غالباً ما يتحدث عن التغلب على الانقسامات، لكنه يبتعد عن الخطوات التي من شأنها تحقيق ذلك، مثل العمل شخصياً لتحقيق اجماع مع القادة الاوروبيين حول تبني نهج معين في العراق. الى ذلك، اعتبرت وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت ان خطاب بوش يترك بلا اجوبة كثيراً من الاسئلة التي ادعى انه قدم اجابة عنها. وقالت لشبكة "سي ان ان" ان الرئيس "طرح خمس نقاط لحل المسألة العراقية تطرح كثيراً من الاسئلة". وشددت على ان بوش لم يقدم جواباً عن امكان استمرار الحكومة العراقية المقبلة، وحول تحسن الوضع الأمني والمساعدة في الاعمار ووصول قوات اجنبية جديدة، وحول اجراء انتخابات عراقية. واضافت: "ثمة كثير من الاسئلة ولا شيء جديداً، والافكار ببساطة اكثر تنظيماً بقليل مما سمعنا". وفي وقت قدمت الولاياتالمتحدة مشروع القرار الى مجلس الامن، تساءلت اولبرايت "ما اذا كانت لدى هذا الرئيس الآن الصدقية لحشد التعاون الدولي الذي يدعو اليه".