قال المفوض العام ل"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" اونروا بيتر هانسن انه لا يعتقد ان هناك انفاقاً في المناطق التي دمرت فيها قوات الاحتلال الاسرائيلي عشرات المنازل في اطار عملية "قوس قزح" المتواصلة لليوم الخامس على التوالي. وأضاف هانسن في مؤتمر صحافي عقده في احد مقار "أونروا" في مدينة رفح امس: "أنا لا أتخيل ان تكون هناك انفاق في المناطق المكتظة بالسكان التي تعرضت للتدمير في حي البرازيل المحاذي للشريط الحدودي والتي تبعد مسافة كبيرة عن الشريط الحدودي". ورداً على سؤال عن دور "اونروا" في ابراز عدم وجود انفاق في هذه المناطق، دعا هانسن وسائل الاعلام الى "التركيز على مجريات الاحداث المتلاحقة في رفح ونقل الصورة في شكل واضح". واضاف ان "عمليات هدم المنازل مستمرة وعلى نطاق واسع، وفي المقابل فإن التبرعات التي تقدم لاونروا تتناقص باستمرار"، لافتا الى ان الوكالة بحاجة الى اكثر من 30 مليون دولار لبناء مساكن لايواء الاعداد المتزايدة من المشردين، وان هناك مشكلة كبيرة قد تواجههم متمثلة في صعوبة العثور على قطع ارض للبناء هذه المساكن عليها. وأعرب هانسن عن خشيته من ان تقوم قوات الاحتلال باستهداف "مشروع اسكان بدر" الذي يضم مباني شيدتها "اونروا" شمال حي تل السلطان للاجئين الذين هدمت قوات الاحتلال منازلهم في مناطق اخرى من مدينة رفح ابان الانتفاضة. وكانت قوات الاحتلال هدمت عددا من المباني التي شيدتها "اونروا" في مخيم بدر في العملية العسكرية الاخيرة. وجاء المؤتمر الصحافي في اعقاب جولة قام بها هانسن الى حيي البرازيل وتل السلطان، وزار خلالها مدرسة الخنساء التابعة ل"اونروا" والتي حولتها المنظمة الدولية الى مركز ايواء للمواطنين المشردين بعد ان تعذر ايجاد مساكن للايجار في المدينة المنكوبة. وفي المدرسة، بكى هانسن الذي يتمتع باحترام وتقدير كبيرين في اوساط الفلسطينين عموما واللاجئين خصوصا وهو يستمع الى شكاوى المشردين وهمومهم. وجاءت زيارة هانسن في وقت لم يقم فيه اي مسؤول فلسطيني رسمي بزيارة المدينة المنكوبة والاطلاع على اوضاع المواطنين المأسوية. وانتقد كثير من المواطنين السلطة، خصوصا رئيس الوزراء احمد قريع "ابو علاء" الذي لم يقطع زيارته لاوروبا ويعود للوقوف عن كثب على حقيقة جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي في المدينة. كما وجه المواطنون انتقادات لاذعة في احاديثهم الى وسائل الاعلام المختلفة، والى قريع والوزراء والمسؤولين في السلطة الذين وقفوا صامتين ازاء المجازر والجرائم ولم يفعلوا شيئا مثلهم مثل الزعماء والقادة والمسؤولين العرب، حسب ما يرى الناس في قطاع غزة.