منع عشرات الفلسطينيين الغاضبين الدكتور رمزي خوري، المدير العام لمكتب الرئيس ياسر عرفات، من مواصلة طريقه الى منزله في مدينة غزة امس احتجاجاً على "الاهمال وعدم الاكتراث" من جانب السلطة الفلسطينية ازاء اوضاعهم. وكان خوري عاد من مصر عبر "معبر العودة" الحدودي في رفح، برفقة محافظ غزة محمد القدوة، عندما اعترضه عشرات المواطنين الغاضبين من مالكي المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال في المدينة يساندهم عدد من المسلحين. واضطر خوري والقدوة إلى العودة ادارجهما الى مخيم رفح مع المواطنين الغاضبين الذين رفضوا السماح لهما بمواصلة طريقهما. واطلع الرجلان على حجم الدمار الهائل الذي ألحقته قوات الاحتلال بمخيمات يبنا والشعوت والبلوك وحي البرازيل والسلام وغيرها من المناطق المحاذية للشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر. وفي مخيم يبنا توافد امئات من المواطنين ممن اصبحوا بلا مأوى إثر هدم منازلهم للحديث مع خوري والقدوة واسماعهما اصواتهم. وقال مواطن هدمت قوات الاحتلال منزله ل"الحياة" ان المواطنين يريدون اسماع السلطة اصواتهم، معتبراً أنها "لا تسمع لأن لديها اذنين، واحدة من طين والثانية من عجين". وأضاف آخر:"ليعطونا جزءاً يسيراً مما يسرقونه لنبني بيوتاً بدل التي هدمت". وأبلغ احد نشطاء الانتفاضة "الحياة" ان مسؤولاً صغيراً يسافر الى خارج الوطن قد يصرف 50 ألف دولار، وهذه تكفي لشراء خمسة دونمات يمكن ان نبني عليها عشرات المنازل". ويعتبر قطع الطريق امس اول فاعليات الاحتجاج التي ينوي الرفحيون المدمرة منازلهم تنفيذها في الايام المقبلة للفت الانظار الى اوضاعهم المأسوية. ويشكو مئات اللاجئين في المدينة ومخيماتها من انهم لا يجدون منازل او شققاً سكنية يستأجرونها بسبب نفاد كل المنازل والشقق المخصصة للايجار نتيجة الاقبال عليها من جانب المنكوبين المشردين. ودمرت قوات الاحتلال منذ اندلاع الانتفاضة حتى الآن نحو 1500 منزل كلياً واكثرمن ألفي منزل جزئياً ولحقت اضرار مختلفة بمئات اخرى. واضطرت الاندية الرياضية في غزة الى ايواء المنكوبين، ونصبت خيام لهم في ملعب كرة القدم الوحيد في المدينة. لكن برد الشتاء القارس ضاعف مأساة هؤلاء الذين شكوا من ان السلطة الفلسطينية لا تكترث لمصيرهم. والتقى خوري والقدورة بعد جولتهما عدداً من الناشطين والقياديين في المقاومة وممثلي الاهالي الذين حملوهما رسالة الى الرئيس عرفات ورئيس الوزراء احمد قريع أبو علاء ووزير المال سلام فياض. وطلبت الرسالة ان يأتي قريع وفياض الى رفح للاطلاع على حجم الكارثة لبت مسألة ايجاد اراض حكومية او شراء اراض خاصة وتسليمها إلى وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا كي تتولى بناء مساكن جديدة عليها.