دانت محكمة مركزية اسرائيلية امين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي بأربع تهم من بين 33 تضمنتها لائحة اتهام اعدتها دولة الاحتلال. وهي مهدت لمحاكمة الرئيس ياسر عرفات عندما قالت ان اوامر مهاجمة اسرائيليين كانت في احيان "تستند الى توجيهاته". وفيما اعلنت محامية البرغوثي انها لن تستأنف الحكم لانه "غير شرعي" ويستند الى "ملف ملفق"، رد موكلها على قرار الادانة بالقول ان "الانتفاضة ستتواصل طالما الاحتلال مستمر". من جانبها، دانت السلطة الفلسطينية قرار المحكمة باعتباره "جريمة اخرى" للاحتلال، في حين توعد ناشطون فلسطينيون بخطف جنود اسرائيليين لمبادلتهم مستقبلا بالبرغوثي. ومن المقرر ان يصدر قرار الحكم عليه في السادس من الشهر المقبل حيث يقدر المدعون الاسرائيليون ان يصل الى السجن المؤبد خمس مرات متتالية. تجاهل امين سر اللجنة الحركية العليا لتنظيم "فتح" في الضفة الغربية، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب مروان البرغوثي قرار الادانة الذي اصدرته المحكمة المركزية الاسرائيلية في تل ابيب، وحول مداخلته بعد صدور قرار الادانة، الى محاكمة للاحتلال الاسرائيلي، مشيرا الى ان اسرائيل "قتلت السلام اولا بقتلها رئيس حكومتها السابق اسحق رابين، وثانيا بمواصلة بناء المستوطنات وتوسيعها". وقال البرغوثي الذي تعتبره اسرائيل "محرك" الانتفاضة، في تحد للائحة الاتهام التي رفض الاستماع او الرد عليها: "السؤال ليس لماذا اندلعت الانتفاضة وإنما لماذا تأخر اندلاعها؟"، مشيرا الى ان الانتفاضة هي خيار الفلسطينيين للحرية والاستقلال. وتطرق في المداخلة التي استغرقت نحو 20 دقيقة، الى ما يحدث في قطاع غزة وقال: "من يبحث عن الهدوء في غزة كمن يبحث عن سمك في بحر". واكد البرغوثي معارضته قتل المدنيين من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، مشيرا الى ان على اسرائيل إما ان تكون دولة لكل مواطنيها كما ينادي الدكتور عزمي بشارة، او دولتين لشعبين، وليس امامكم خيار ثالث". ويأتي قرار الادانة بعد اكثر من سنتين من خطف البرغوثي من مدينة رام الله في 15 نيسان ابريل عام 2002. ودين بقتل خمسة اسرائيليين في اربع عمليات مختلفة ومحاولة قتل وعضوية "منظمة ارهابية". مقدمة لمحاكمة عرفات؟ واللافت في قرار "الادانة" الذي تلته القاضية الاسرائيلية ما وجه من اتهامات مباشرة ضد الرئيس ياسر عرفات والذي جاء فيه ان "البرغوثي ناشط بشكل مباشر تحت قيادة الرئيس ياسر عرفات. عرفات لم يصدر اوامره بشكل صريح، لكنه اهتم بان اتباعه يفهمون تماما ما هو معنى وقف اطلاق النار ومتى يكون مهتما بتنفيذ عمليات ضد اسرائيل". واكد الفلسطينيون ان محاكمة البرغوثي مقدمة لمحاكمة القيادة السياسية الفلسطينية ووسائل نضالها. ولم ينتظر وزير القضاء الاسرائيلي يوسيف لبيد للاعلان عن امكان محاكمة الرئيس الفلسطيني. وقال في اعقاب اصدار القرار ضد البرغوثي: "ربما يجب ان نفكر بمحاكمة عرفات في يوم من الايام". السلطة الفلسطينية تدين ورفضت السلطة الفلسطينية على لسان نبيل ابو ردينة، مستشار الرئيس الفلسطيني، الادعاءات الاسرائيلية التي وردت في لائحة اتهام البرغوثي، مشيرة الى انها "لا اساس لها من الصحة، وهي ذريعة لاستمرار اسرائيل في تصعيدها ضد الرئيس". وقال محامي البرغوثي ان القرار "كان متوقعا. اعتقاله موقف سياسي ارادت اسرائيل منه ان تثبت للعالم ان هذا القائد الفلسطيني هو ارهابي، وان النضال الفلسطيني ما هو الا اعمال ارهابية". وحضر المحكمة عدد من اعضاء الكنيست العرب من بينهم عزمي بشارة وجمال زحالقة من التجمع الوطني ومحمد بركة من الجبهة الديموقراطية والمساواة واحمد الطيبي، اضافة الى عدد من النواب الاوروبيين، فيما شارك العشرات في تظاهرة احتجاج خارج المحكمة. ومنعت زوجة البرغوثي المحامية فدوى من حضور الجلسة وما زال ولدها في السجون الاسرائيلية بعد اعتقاله اثناء عودته من الدراسة في الخارج على معبر "جسر اللنبي". خطف جنود لمبادلتهم ونظمت تظاهرة في رام الله واعتصام للتضامن مع البرغوثي واستنكارا لمحاكمته، فيما هددت حركة "فتح" في غزة بأن خطف جنود اسرائيليين على "رأس اولوياتها" لمبادلتهم بالبرغوثي.