ثار أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي اثناء جلسة محاكمته على القاضية الاسرائيلية وقال لها: "لا علاقة لي بما تتحدثون عنه، انا لا أريد الجلوس والاستماع الى هذا الهراء، هذه مسرحية قذرة تلعبونها مع الاستخبارات فلتلعبوها بدوني". وكانت المحكمة استدعت أمس شهوداً معظمهم من الضباط ومن افراد الشرطة الاسرائيلية وصفوا مواجهات مع مسلحين فلسطينيين وعمليات فلسطينية ضد اسرائيليين. يذكر ان محاكمة البرغوثي 43 سنة الذي تتهمه اسرائيل ب"الارهاب" بدأت قبل سبعة شهور. ومنذ الاحد بدأت النيابة باستدعاء الشهود وعقدت يومي الاثنين والثلثاء والاثنين جلستين مغلقتين لتتيح لرجال الاستخبارات والمتعاونين الإدلاء باقوالهم في سرية، ولكنها عادت وعقدت جلسة علنية أمس. وقال أحد رجال "حرس الحدود" التابع للشرطة الاسرائيلية: "وصلتنا معلومات ان اثنين من المخربين الفلسطينيين سيقومان بعملية مسلحة في اسرائيل فأغلقنا كل المنافذ المؤدية الى اسرائيل ولاحقنا المخربين اللذين كانا مسلحين ويستقلان سيارة سوداء". واضاف الشرطي: "خرج الفلسطيني الذي يقود السيارة وبدأ باطلاق النار من بندقية ام-16 نحو وحدتنا وقتل أحد جنودنا، وبعد ذلك طلبنا تعزيزات عسكرية وجرى اشتباك مسلح انتهى بمقتل أحدهم والآخر انفجر فيه حزامه الناسف". واستمعت القاضية الى الجندي باعتباره شاهد اثبات ضد مروان البرغوثي المتهم بتدبير عمليات مسلحة ضد اسرائيليين. ولكن البرغوثي صاح محتجاً: "انا لا افهم ما علاقتي بهذا الموضوع، حتى عندما حقق معي رجال الاستخبارات لمدة 100 يوم لم يواجهوني" بهذه الواقعة. وقال البرغوثي الذي يواجه عقوبة السجن مدى الحياة: "لن اشارك في هذا"، وتابع موجهاً حديثه الي القاضية: "افضل سريري في السجن على البقاء عندك في قاعة المحكمة فهناك افضل". وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا قررت الخميس الماضي تعيين محامية للدفاع عن البرغوثي على رغم اعتراضه واصرار حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على ان المحكمة غير مختصة بمحاكمته. ولم يسمح البرغوثي لهذه المحامية ان تتكلم باسمه فهو يؤكد عدم اختصاص هذه المحكمة ويؤكد انه يحظى بحصانة قضائية كعضو في البرلمان الفلسطيني، ويتهم اسرائيل ب"خطفه" كما يصر على ان الفلسطينيين لهم الحق في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. ووصف عضو الكنيست العربي محمد بركة الذي حضر بداية الجلسة بانها "مهزلة". وكان جنود وضباط اسرائيليون يحيطون بالبرغوثي الذي بدا غاضباً والذي لم يتمكن افراد اسرته من حضور جلسات المحاكمة هذا الاسبوع. يذكر ان البرغوثي اعتقل في عملية مداهمة اسرائيلية لمدينة رام اللهبالضفة الغربية في نيسان ابريل الماضي ووجهت اليه في آب اغسطس عدة تهم ابرزها القتل والتحريض على القتل ومحاولة القتل والانتماء الى منظمة ارهابية وحيازة اسلحة ومتفجرات. ومن المقرر ان تستأنف المحاكمة الاحد المقبل وستستمر جلسات الاستماع إلى الشهود حتى نهاية الشهر الجاري.