فك فالنسيا الاسباني العقدة التي لازمته في اخر مباراتين نهائيتين اوروبيتين خاضهما، فتوج بطلاً لمسابقة كأس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم السادسة والاربعين بفوزه على مرسيليا الفرنسي 2-صفر في المباراة التي اقيمت على ملعب اوليفي في مدينة غوتبورغ السويدية امام 45 الف متفرج. وسجل رودريغيز فيسنتي 45 من ركلة جزاء وميستا فيرر 58. وكان فالنسيا الذي توج بطلا لهذه المسابقة مرتين عامي 1962 و63 عندما كانت تعرف بكأس مدن المعارض، ثم مسابقة كأس الكؤوس عام 1980، خسر اخر مباراتين نهائيتين اوروبيتين له وتحديدا في مسابقة دوري ابطال اوروبا عامي 2000 امام مواطنه ريال مدريد صفر-3، و2001 امام بايرن ميونيخ الالماني بركلات الترجيح 4-5، الوقتان الاصلي والاضافي 1-1. واتم فالنسيا موسما رائعا لانه احرز بطولة اسبانيا قبل عشرة ايام متفوقا على عملاقي الكرة في بلاده ريال مدريد وبرشلونة. اما مرسيليا ففشل في احراز لقبه الاوروبي الثاني بعد ان توج بطلا لدوري الابطال عام 1993 ليصبح بالتالي اول واخر فريق من بلاده يحرز لقبا اوروبيا. وتملك الكرة الفرنسية فرصة التعويض في احراز لقب المسابقة الاوروبية عندما يلتقي موناكو مع بورتو البرتغالي الاسبوع المقبل على ملعب ارينا في مدينة غيلسينكيرشن الالمانية. وشارك المهاجم العاجي المتألق ديدييه دروغبا اساسيا بعد ان تماثل للشفاء من اصابة في وركه، وخاض مرسيليا بالتالي المباراة بالتشكيلة ذاتها التي هزمت نيوكاسل الانكليزي 2-صفر في اياب نصف النهائي. اما فالنسيا فخاض المباراة بصفوف مكتملة ايضا بقيادة هدافه ميستا فيرر. وعرف دفاع فالنسيا الخبير المؤلف من الايطالي المخضرم اماديو كاربوني 37 عاما والارجنتيني روبرتو ايالا كيف يحد من خطورة دروغبا الذي سجل 11 هدفا في اوروبا هذا الموسم فشل حركته تماما. وكان فالنسيا الافضل في ربع الساعة الاول وحاصر منافسه في منطقته من دون ان يترجم سيطرته الى اهداف. سدد دافيد البيلدا كرة قوية ارتطمت باحد مدافعي مرسيليا وكادت تخدع الحارس فابيان بارتيز لولا يقظته في اللحظة الاخيرة. وبدأ مرسيليا يدخل اجواء المباراة تدريجيا وتحرر لاعبوه من الضغط فبادلوا فالنسيا الاكثر خبرة على الصعيد الاوروبي الهجمات. وكاد الدولي ستيف مارليه يفتتح التسجيل عندما تطاول برأسه لكرة اثر تمريرة عرضية من كامل ميريام، وسدد ميريام كرة مرت الى جانب القائم الايسر. وكانت نقطة التحول في المباراة في الدقيقة الاخيرة من الشوط الاول عندما خاشن الحارس فابيان بارتيز مهاجم فالنسيا ميستا المنفرد به فلم يتردد الحكم الايطالي الشهير بيار لويجي كولينا في منح ركلة جزاء لفالنسيا ورفع البطاقة الحمراء في وجه الحارس الفرنسي. واضطر مدرب مرسيليا جوزيه انيغو الى اجراء تبديل سريع فاخرج لاعب الوسط ميريام واشرك مكانه الحارس الاحتياطي غافانون. وانبرى رودريغيز فيسنتي لركلة الجزاء بنجاح خادعا الحارس الذي توجه يمينا. يذكر ان بارتيز هو اللاعب الوحيد في صفوف مرسيليا الذي كان توج بطلا لاوروبا مع فريقه عام 1993 عندما كان في الحادية والعشرين من عمره. ونزل فالنسيا بقوة في الشوط الثاني محاولا اسقاط منافسه بالضربة القاضية وكان له ما اراد عندما تسلم ميستا فيرر ثاني هدافي الدوري الاسباني هذا الموسم برصيد 19 هدفا كرة داخل المنطقة بتمريرة من فيسنتي فسيطر عليها ببراعة قبل ان يسددها بيسراه من خارج القدم بطريقة رائعة لتتابع طريقها الى الزاوية البعيدة لمرمى الحارس غافانون مسجلا هدفه الخامس في المسابقة هذا الموسم.. وتسلم قائد فالنسيا البيلدا الكأس من رئيس الاتحاد الاوروبي السويدي لينارت يوهانسون. وأعرب مدرب فالنسيا الاسباني رفائيل بينيتيز عن سعادته باحراز فريقه اللقب، وقال بينيتيز: "أوجه شكرا لجميع الذين كانوا وراء هذا التتويج، انها ثمرة جهود اللاعبين، يجب ان نحافظ على هذه المعنويات العالية أطول مدة ممكنة. اننا فريق قوي يعمل بجدية كمجموعة، لقد واجهنا فريقا قويا بدنيا ولعب بقتالية كبيرة لكننا اعتدنا على مواجهة هذا النوع من الفرق في الدوري الاسباني، عندما سجلنا الهدف الاول كان علينا الحفاظ على الكرة وقد وفقنا الى حد ما في ذلك لان الامر لم يكن صعبا". من جهته، قال مهاجم فالنسيا ميستا فيرر، الذي اختير افضل لاعب في المباراة، "فريقنا يستحق هذا اللقب، انها نتيجة عملنا طيلة الموسم. كانت مباراة نهائية معقدة لكنها جرت في ظروف جيدة وقد كنا مستعدين لها بدنيا ونفسيا، لقد حققنا ما كنا نصبو اليه هذا الموسم. بعد الثنائية الدوري المحلي وكأس الاتحاد الاوروبي يجب ان نواصل تألقنا". اما مدرب مرسيليا جوزيه انيغو فقال: "وقفنا ندا امام فالنسيا في الشوط الاول لكن طرد الحارس فابيان بارتيز غير المعطيات، ركلة الجزاء صحيحة لكن الطرد كان قاسيا، وبدون شك فان الحكم الايطالي بيار لويجي كولينا أفسد أجواء المباراة النهائية لكنه يبقى حكما كبيرا". وتابع "أتمنى ان نحقق الافضل الموسم المقبل، لست غاضبا من اللاعبين والطرد لا يبرر الخسارة، لم يكن أحد يتوقع بلوغنا المباراة النهائية لكننا بلغنا الاهداف التي حددناها". وصرح مدافع وقائد مرسيليا ابراهيم حمداني قائلا: "كانت الامور تسير جيدا وكنا نحسن مستوانا تدريجيا ونتجه في الاتجاه الصحيح لكننا تلقينا ضربة موجعة من كولينا بطرده بارتيز". اما بارتيز فقال: "كان بامكاننا تحقيق نتيجة ايجابية. كولينا أفسد الاجواء الاحتفالية للمباراة، سبق وأن احتسب كولينا ضدي ركلة جزاء مشكوكاً في صحتها في مباراة ضد اسبانيا، بطاقة حمراء في مباراة نهائية قرار قاس".