لم تنم مدينة مرسيليا الفرنسية في صيف عام 1993 عندما توج فريقها أولمبيك مرسيليا بطلاً لكأس الأندية الأوروبية الأبطال لكرة القدم بعد فوزه على ميلان الإيطالي 1-صفر في النهائي، وكان الفوز الأول لأي ناد فرنسي بلقب أوروبي. ولكن المتاعب لاحقت النادي بعدها بشكل هائل وكادت تقوضه تماماً، وقرر الاتحاد الفرنسي إنزاله إلى الدرجة الثانية وتحويل عدد من مسؤوليه الكبار وعلى رأسهم رئيس النادي برنار تابي الوزير السابق والملياردير المعروف إلى القضاء بتهمة التلاعب في المباريات، واتهم تابي واتباعه بتثبيت نتيجة مباراته في الدوري ضد فالنسيين قبل مباراته ضد ميلان" حتى لا يتعرض لاعبو مرسيليا للإرهاق أو الإصابة. ومنذ ذلك التاريخ يعيش مرسيليا وجمهوره ولاعبوه أياماً صعبة، ولم يتمكن الفريق من إحراز أي لقب محلي أو دولي، وتطايرت البطولات من أيدي لاعبيه لسنوات طويلة حتى جاءت الفرصة أخيراً لإحراز لقب أوروبي كبير في مباراته المرتقبة ضد فالنسيا الإسباني في ملعب أوليفي في غوتنبورغ السويدية مساء الأربعاء المقبل في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي. وكان مرسيليا قدم سلسلة من النتائج المبهرة التي أكدت جدارته بالتأهل للمباراة بعدما تخطى نيوكاسل الإنكليزي في نصف النهائي بالتعادل السلبي في سان جيمس بارك والفوز 2-صفر في فيلودروم، وسبق له التفوق بجدارة على إنترميلان الإيطالي في ربع النهائي وهزمه ذهاباً وإياباً 1-صفر وكان انتصاره الباهر على ليفربول الإنكليزي في ثمن النهائي حديث الجميع، والعجيب أنه تخطى فريقي ديبروفيسك الأوكراني وأوستريافيينا النمساوي الأضعف جداً بصعوبة بالغة في الأدوار السابقة، واحتل مرسيليا المركز الثالث في مجموعته في دوري الأبطال خلف ريال مدريد الإسباني وبورتو البرتغالي وقبل بارتيزان بلغراد الصربي، وهو الأمر الذي سمح بتحوله من دوري الأبطال إلى كأس الاتحاد. والمدرب الوطني خوسيه أنيغو تولى العمل مع الفريق قبل شهور قليلة بدلا من مواطنه ألان بيرين الذي تعرض للإقالة بسبب سوء النتائج في الدوري المحلي ودوري الأبطال، وأنيغو سبق له تدريب مرسيليا عام 2001 وهو من مواليد المدينة ولعب لفريقها 12 موسماً من 1976 إلى 1987. واتجه أنيغو إلى تغيير طريقة لعب الفريق بعد توليه المسؤولية من 4-4-2 الى 4-3-2-1 واستبعد المهاجم المصري أحمد حسام من الهجوم واعتمد على مهاجم واحد هو العاجي أيديه دروغبا، ووضع خلفه الثنائي ستيفان مارليه ولوران ميرلين، واعتمد على الحارس المخضرم فابيان بارتيز المعار من مانشستر يونايتد الإنكليزي، وخط الدفاع القوي من الظهيرين الجزائري حمداني ودوس سانتوس، والمدافعين عبد الله ميتيه وهو فرنسي من أصول أفريقية والبلجيكي فان بويتي ومعهم كريستانغال. ووسط الملعب يضم السنغالي حبيب باي ومواطنه سيلفان نداي الحاصل على الجنسية الفرنسية وفيريرا ميريم، ومعهم من الاحتياطي فلامين وباتلر. وقائمة مرسيليا غنية بالمحترفين الأجانب أمثال دروغبا وهو الهداف الأول للفريق وأحرز هدفاً على الأقل في كل دور من الأدوار الأربعة الأخيرة في البطولة الأوروبية، وسجل هدفي فريقه في نيوكاسل، ومعه أحمد حسام والحارس الكرواتي فيدران رونجي الذي أصبح احتياطياً بعد وصول فابيان بارتيز، والبلجيكي دانييل فان بوتين والإيطالي فابيان سليستين، والبرتغالي خوسيه ديلفيم والجزائريين كريم داحو وإبراهيم حمداني والكاميروني سولمون أولمبيه والبولندي بيوتر شفير زيفسكي والتشيخي ستيبان فاتشوسيك والعاجي إبراهيم باكايوكو والسنغالي لامين ساخو والبرازيلي فرناندو داكوستا والروسي ديمتري ستيشيف. ويعود تأسيس نادي مرسيليا إلى العام 1899 ليصبح أحد أقدم أندية العالم حالياً، ولعب له نجوم أفذاذ أمثال المغربي بن ركه وسكوبلار وتريزور وغيريس ويتاغانا وكانتونا وأموروس وبابان وفرانسيسكولي وفورستر وبوكستيش وكريس وادل وديسايي وديشان وفولر وبلان وبيريس. وسجل بطولاته يشمل الفوز بالدوري 8 مرات آخرها عام 1992 والفوز بكأس فرنسا 10 مرات آخرها عام 1989 وسبقت له المشاركة في كأس الاتحاد الأوروبي 8 مرات وفي دوري أبطال أوروبا 8 مرات وتوج بطلا لها العام 1993.