رفض وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم من عمان خطة رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع التي قدمها لمستشارة شؤون الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس باعلان فوري لوقف اطلاق النار والعودة الى طاولة المفاوضات. وجاء هذا الرفض منسجماً مع ما تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلي على الارض، خصوصا في رفح جنوب قطاع غزة تمهيدا لهجوم عسكري واسع النطاق ضد نحو 90 الف فلسطيني هناك، ومناقضاً لحملة الترويج الاميركية لخطة "فك الارتباط" الشارونية الأحادية الجانب في صفوف الفلسطينيين. وعلى رغم "الايجابية" التي وصف بها اجتماع قريع-رايس في برلين، أكدت مصادر اسرائيلية ان رايس طلبت من قريع التوقف عن مهاجمة خطة شارون والامتناع عن التقدم بخطة جديدة خاصة به، وان يقدم، بدلاً من ذلك، اقتراحات "لمحاربة الارهاب" واقامة مؤسسات الدولة الفلسطينية العتيدة على اسس اصلاحية. افادت مصادر اسرائيلية ان مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس ردت على مناشدة رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع الى البيت الابيض التدخل السريع لوقف العدوان الاسرائيلي المسعور على جنوب رفح، بتصريحات "خجولة" اشارت فيها الى ان عملية هدم المنازل "مثيرة للقلق ولا تخلق اجواء جيدة"، مشيرة الى وجود اتصالات مع المسؤولين الاسرائيليين في هذا الصدد. ووصف وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات من برلين محادثات قريع - رايس بانها "صريحة ومعمقة وايجابية" مشيراً الى ما طرحه الجانب الفلسطيني من مطالب ومواقف بما في ذلك اعتبار خطة شارون "جزءاً من خريطة الطريق وليس بديلاً عنها" وتنفيذ "خريطة الطريق" وصولاً الى انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية. واعرب وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن اعتقاده بأن العودة الى طاولة المفاوضات "احتمال بعيد". وقال باول في تصريحات صحافية اثناء توقف طائرته في ايرلندا للتزود بالوقود "لا ادرى كيف يمكن ان نصل الى العودة الى المفاوضات هذه النقطة". واكدت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة" ان لقاء قريع مع رايس وقبله مع باول "لم يرق الى المستوى المراد فلسطينياً"، خصوصاً بالنظر الى ان مستشارة الامن القومي عادت وكررت المطالب الاميركية المعتادة من الفلسطينيين في اطار "الاصلاحات" ونقل المسؤولية على الاجهزة الامنية الفلسطينية الى رئيس الوزراء وابعاد عرفات عن الصورة السياسية. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان قريع قدم لرايس "خطة" تقضي بوقف فوري لاطلاق النار يمهد للعودة الى طاولة المفاوضات ويشمل وقفاً كلياً لعمليات الاغتيال التي تنفذها اسرائيل بحق المقاومين وقادتهم والتوقف عن شن حملات عسكرية في مناطق السلطة الفلسطينية. واشار موقع صحيفة "هآرتس" الالكتروني الى ان مستشارة الامن القومي الاميركي طلبت من قريع في المقابل التوقف عن "مهاجمة خطة شارون وعدم تقديم خطط فلسطينية جديدة والتركيز بدلا من ذلك على اعداد اقتراحات لمكافحة الارهاب". ورداً على المطلب الفلسطيني برفع الحصار المفروض على الرئيس الفلسطيني، نقل عن رايس قولها انها لا تتفق مع الجانب الفلسطيني بان دور عرفات "ضروي للتقدم في العملية السلمية". وكان باول دعا بوضوح الفلسطينيين والزعماء العرب الى التخلي عن عرفات. الى ذلك، رفض وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم الذي وصل الى الاردن للمشاركة في اجتماعات المنتدى الاقتصادي الدولي المنعقد على ضفاف البحر الميت في تصريحات ل "بي بي سي" طرح قريع لوقف اطلاق النار واصفا اياه بأنه "قنبلة موقوتة". ولم يتردد الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف في وضع اللائمة على الدول العربية لمأساة اللاجئين الفلسطينيين. وفي تصريحات ذكرت بأقوال رئيسة الوزراء الاسرائيلية السابقة غولدا مئير قبل عقود عندما حملت العرب مسؤولية "قتل الجنود الاسرائيليين للآخرين"، قال كتساف خلال زيارة لعائلة جندي اسرائيلي قتل الاسبوع الماضي في غزة: "العدو الفلسطيني هو عدو لا يعرف الحدود فهو لم يعد منظمة ارهابية وانما اكثر ضراوة من ذلك. العالم العربي لم يستوعب حتى بلدة واحدة للاجئين الفلسطينيين، انما فضل استمرار عناء اللاجئين حتى تبقى قضيتهم سلاحاً سياسياً ضد اسرائيل".