فيما اكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" امس ان الحكومة السورية "تتجه" الى منح بين 30 و40 الف كردي الجنسية السورية، قال رئيس "الحزب التقدمي الديموقراطي" حميد درويش ل"الحياة" ان السلطات السورية اطلقت امس نحو 200 كردي سوري اوقفوا على خلفية احداث العنف والشغب في عدد من المدن في منتصف اذار مارس الماضي. وجاء ذلك بعد تأكيد الرئيس بشار الاسد ان "القومية الكردية جزء اساسي من النسيج السوري والتاريخ السوري"، لافتاً إلى ان "أسساً" وضعت لاعطاء الجنسية لآلاف الاكراد السوريين بموجب الاحصاء الاستثنائي الحاصل في العام 1962 وضم "بعض الثغرات". واعتبر 12 حزباً كردياً غير مرخص هذه التصريحات بأنها "جريئة" وتتضمن "مقولات تاريخية" وتساهم "في تعزيز الوحدة الوطنية". وأوضحت المصادر السورية ان "اسس الحل" وضعت في ضوء زيارة الاسد الى الجزيرة في تموز يوليو العام 2002، وانها تتضمن "اعطاء الجنسية لأولئك الذين يثبت انهم سوريون وليسوا مهاجرين من دول مجاورة"، في اشارة الى آلاف الاكراد الذين هربوا من الاضطهاد التركي في العشرينات والثلاثينات واقاموا على مدن على الحدود السورية - التركية ومن المواجهات التي حصلت بين الانظمة العراقية المتتالية وأكراد شمال العراق في الستينات والثمانينات. وليست هناك احصاءات دقيقة عن عدد الاكراد الذي لا يحملون جنسية سورية. وفيما قدر رئيس "الحزب التقدمي" عددهم بنحو 275 الفا، بينهم 210 آلاف من "محرومي الجنسية" أجانب والباقي من "مكتومي القيد"، تقدر مصادر سورية أن عددهم يبلغ بين 120 و150 ألفاً. وقدرت شخصية كردية اخرى عدد "مكتومي القيد" بنحو 20 و25 ألفاً. ويحمل "محرمو الجنسية" بطاقة حمراء كتب عليها ان حاملها "اجنبي". وعلى عكس "مكتومي القيد"، سمحت الحكومة السورية بعد تسلم الرئيس الراحل حافظ الاسد الحكم في العام 1970 لهؤلاء بالدراسة الى المراحل الجامعية والتوظيف بموجب التزام الدولة بتوظيف المهندسين، لكن لا يحق لهم التملك والجنسية والسفر والتوظيف. وبعدما أفادت المصادر السورية ان "منح الجنسية لغير السوريين له قواعده كما هو الحال في أي من الدول المتقدمة، هل يمكن لأي دولة ان تفتح ابوابها لمن يشاء كي يحصل على الجنسية؟"، اوضحت ان الاجراءات الجديدة تأتي "في اطار متكاملة لتنمية الجزيرة السورية وحل اشكالات عالقة". وكان رئيس الوزراء السوري المهندس محمد ناجي عطري دشن في ذكرى الاستقلال في 17 نيسان ابريل الماضي سدين كبيرين في عفرين واعزاز اللتين شهدتا احداث عنف وشغب في اذار الماضي. وقالت المصادر اول من امس ان هذين المشروعين "يرويان 25 الف هكتار ويوفران مياه الشرب والطاقة الكهربائية لالاف المواطنين، ما يفسر استقبال نحو عشرة الاف كردي عطري ورش الرز على الوفد الرسمي". وزادت: "العمل جار عليهما منذ ست سنوات، ما يمثل ردا على كل من يقول ان المناطق التي يعيش فيها اكراد كانت مهملة".