اكد وزير الداخلية السوري اللواء علي حمود ان بلاده "منفتحة انفتاحاً تاماً" للبحث في موضوع منح الجنسية لعدد "من المهاجرين" الاكراد الذين جاؤوا الى الاراضي السورية من العراق وتركيا، مشدداً على عدم وجود مشكلة كردية في سورية "تستدعي تدخلاً خارجياً، سواء كانت اميركا او غيرها"، وعلى ان "اللحمة الوطنية هي الرد على مثل هذه الطروحات". وأعلن حمود في مؤتمر صحافي امس "عودة الهدوء والامن" الى عدد من مدن وقرى شمال شرقي سورية وشمال مدينة حلب قرب الحدود السورية - التركية التي شهدت أربعة ايام من العنف والاحتجاجات انطلقت شرارتها في مباراة كان مقرراً ان تجمع فريقي "الفتوة" من دير الزور و"الجهاد" من الحسكة. وقال ان عناصر الشرطة حاولت في البداية "التعامل بالحسنى" مع الفوضى والتخريب لممتلكات عامة وخاصة واعتداء على اشخاص ابرياء، لكن "عناصر مدسوسة قابلت ذلك بالعنف، فلم يكن هناك سوى الحزم والشدة". وذكر ان عدد القتلى 25 شخصاً من المدنيين ورجال الشرطة، 19 منهم في الحسكة وستة في حلب" مع القبض على عدد من مثيري الشغب بحيث سيتم تقديم المسؤولين عن هذه الاعمال الى القضاء" بموجب تحقيقات تجريها لجنة امنية رفيعة المستوى. وبعدما اكد حمود "عودة الهدوء والامن الى المناطق كافة"، اشار الى ان ما حصل في الايام الاخيرة "يتناقض مع الوحدة الوطنية المتجذرة"، محذراً من وجود "محاولات لزرع الفتنة وتمزيق اللحمة الوطنية من خلال استغلال هذه الحوادث للاضرار بالمصالح العليا للوطن والوحدة الوطنية لكن المواطنين السوريين عرباً وكرداً يمتلكون الوعي للحيلولة دون الوقوع في هذا الفخ"، مشدداً على ان "الاكراد لا يشكلون اقلية مضطهدة في سورية بل هم جزء من المجتمع المتماسك". وسألته "الحياة" عن وجود توجه رسمي للبحث في موضوع مكتومي القيد غير الحاصلين على الجنسية السورية من الاكراد، فأجاب: "في كل دول العالم هناك بعض الناس المهاجرين لم يحصلوا على الجنسية. سورية منفتحة على هذا الموضوع انفتاحاً تاماً وتدرس الاشكالات كافة سواء بالنسبة الى الجنسية او التعامل مع هذا الموضوع في شكل كامل". ويتحدث اكراد عن وجود نحو 275 الفاً لا يحملون الجنسية السورية، بينهم 75 الفاً "مكتومو القيد" والباقون "محرومو الجنسية" بعد احصاء العام 1962. وليست هناك ارقام رسمية علنية وان كان بعض المصادر يشير الى ان عددهم يراوح بين 120 و150 الفاً. لكن خبراء سوريين قالوا ل"الحياة" سابقاً ان "معظم محرومي الجنسية جاؤوا من الاراضي التركية وان عدداً كبيراً منهم ليس سورياً وهرب من الاضطهاد الذي كانت تمارسه السلطات التركية" في بداية القرن الماضي بعد حركات الشيخ سعيد نقشبندي العام 1925 والشيخ رضا العام 1933 والجنرال احسان باشا العام 1936. ونفى وزير الداخلية السورية ان تكون الجنسية "سحبت من أي شخص" في سورية. وقال ان الاراضي في الجزيرة شمال شرقي البلاد "مملوكة من العرب والاكراد، ولا احد يستطيع سلب أي شخص ارضه ابداً". وسئل عن تصريحات مسؤولين اكراد عراقيين تؤكد استعدادهم لمساعدة اكراد سورية، فأجاب: "ليست هناك مشكلة كردية في سورية. اكراد سورية ليسوا في حاجة الى حماية احد. سورية تحميهم وليس الآخرين"، رافضاً الخوض في عدد الاكراد السوريين او الحديث عن غالبية لهم في مدينة سورية. وقال: "لم نفكر قبل هذا اليوم من هو الاكثر ام الاقل على قاعدة ليس هناك فرق بين عربي او كردي". وعن التصريحات الاميركية التي دعت سورية الى التعامل السلمي مع الاقليات، قال حمود: "نسمع تصريحات من بعض الجهات، لكن ليست هناك مشكلة تستدعي تدخلاً خارجياً سواء كانت اميركا او غيرها. اللحمة الوطنية هي الرد على مثل هذه الطروحات".