فيما كان العالم منشغلا بردود الفعل الغاضبة على عمليات التعذيب للعراقيين المعتقلين لدى الاميركيين والبريطانيين، وفيما كشفت انتهاكات كثيرة في حق المعتقلين، مما بات يهدد في شكل جدي رؤوسا في واشنطن ولندن، بث موقع إسلامي على الانترنت ان جماعة مرتبطة بتنظيم "القاعدة" اعدمت اميركيا بقطع رأسه. وافاد الموقع ان "امير" جماعة "التوحيد والجهاد" الاردني احمد الخلايلة ابو مصعب الزرقاوي اعدم بنفسه الاميركي نيك بيرغ. وعرض شريط فيديو بثه الموقع مشهدا لخمسة ملثمين يفترض ان يكون "الزرقاوي" بينهم وهو يتلو بيانا قبل عملية الذبح التي تلاها اظهار رأس الضحية منفصلة عن الجسم والدماء تسيل منها. وجاء في البيان: "عرضنا على الادارة الاميركية مفاداة هذا الاسير ببعض الاسرى في سجن ابو غريب فامتنعت. ونقول ان كرامة المسلمين والمسلمات في سجن ابو غريب وغيره دونها الدماء والنفوس، ولن يصلكم منا الا النعوش والتوابيت تلو التوابيت ذبحا على هذه الطريقة". ويبدو ان عملية الاعدام تمت قبل ايام، اذ ان عائلة الاميركي ذكرت ان الخارجية الاميركية ابلغتها اول من امس العثور على جثه على طريق سريع قرب بغداد. وقالت العائلة ان ابنها 26 عاما يعمل مستقلا في قطاع الاعمال، وان آخر اتصال تلقته منه في 9 نيسان ابريل الماضي اكد خلاله رغبته في العودة الى بلده. وعلى صعيد تعذيب الاسرى العراقيين في سجن أبوغريب، دخلت القضية في مرحلة جديدة بعد كشف تفاصيل تقرير سري للجنة الدولية للصليب الاحمر بعدد أنواع التعذيب التي تعرض لها السجناء. وزاد وضع الادارة الاميركية تعقيداً تأكيد المنظمة الدولية أن التعذيب كان "منهجياً وليس استثنائياً ولا فردياً". وأكد التقرير أن أكثر من 90 في المئة من السجناء في العراق اعتقلوا خطأ في عمليات دهم وحشية. وأصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً يتهم القوات البريطانية بقتل 37 مدنياً. واستمر الجدل في القضية أمس، في مجلس العموم البريطاني والكونغرس الاميركي. وبدأت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، الاستماع الى الجنرال انطونيو تاغوبا الذي أعد تقريرا في اذار مارس الماضي عن تعذيب الاسرى، انتقد فيه بشدة اجهزة الاستخبارات. وقال هذا الضابط ان اعضاء في الاستخبارات ضغطوا على الحراس العسكريين في السجن كي يضعفوا جسدياً ونفسياً المعتقلين لتسهيل عمليات الاستجواب. واعتبر ان التجاوزات التي ارتكبها جنود اميركيون تعكس فشل هيكلية القيادة الميدانية وغياب الانضباط. واضاف: "اعتقد بأنهم فعلوا ذلك بإرادتهم الخاصة. اعتقد بأنهم تواطؤوا مع عدد من محققي الاستخبارات العسكرية على المستوى الأدنى". وأكد الكونغرس تصميمه على تحديد المسؤوليات في الفضيحة وسيستمع ايضا الى اعلى المسؤولين في اجهزة الاستخبارات. واعتبر اعضاء بارزون في اللجنة ان قضية المعتقلين العراقيين مؤشر إلى "فشل" هيكلية القيادة. واكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو انه لم ير تقرير اللجنة الدولية للصليب الاحمر الذي دان منذ شباط فبراير الماضي الممارسات التي يتعرض لها المعتقلون الا في عطلة نهاية الاسبوع الماضي. وقال امام مجلس العموم ان "نسخة من التقرير وردت الى وزارة الخارجية. من الواضح انه كان ينبغي ان تسلم الى الوزراء لكن تبين ان ذلك لم يحدث". وأصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً يتهم الجنود البريطانيين في العراق بقتل عدد من المدنيين، بينهم طفلة في الثامنة من عمرها وأحد المدعوين، في حفل زفاف من دون أن يشكلا أي تهديد. واعتبرت ان بريطانيا "تقوض حكم القانون في العراق بدلا من أن تعززه" لعدم تحقيقها في ملابسات هذه الحوادث على النحو اللائق. وقالت المنظمة ان القوات البريطانية شاركت في قتل 37 مدنيا على الاقل منذ الاول من ايار مايو عام 2003 حين انتهت حرب العراق رسمياً. وأعلن ناطق باسم صندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسف ان هذه المنظمة قلقة ازاء احتمال ان يكون هناك اطفال يتعرضون لسوء المعاملة في السجون العراقية.