في وقت تحاول فيه الادارة الاميركية جاهدة لاستيعاب فضيحة تعذيب سجناء عراقيين في معتقل "أبو غريب"، كشف تقرير صحافي في واشنطن ان وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون وافقت سلفاً على لائحة تتضمن 20 وسيلة لاستجواب المعتقلين في قاعدة غوانتاناموكوبا. كما اتهم نائب اميركي البنتاغون برفض خطة اقترحها لاضفاء بعد قانوني على ادارة السجون الاميركية في العراق بعد ورود أنباء عن عمليات تعذيب في ابو غريب. كشفت صحيفة "واشنطن بوست" ان الادارة الاميركية وافقت في نيسان ابريل 2003 على "تقنيات" للاستجواب في معتقل غوانتانامو، يقضي بعضها بعكس وتيرة نوم المعتقلين وتعريضهم للحرارة والبرد على وقع موسيقى صاخبة وأضواء تعمي البصر. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تكشف هوياتهم في وزارة الدفاع، ان البنتاغون وافق "على أعلى المستويات" ووزارة العدل على لائحة سرية تتضمن 20 طريقة لاجراء عمليات الاستجواب في قاعدة غوانتانامو في كوبا حيث يعتقل حوالى 600 مشتبه به. وتتضمن هذه اللائحة السماح باستجواب المعتقل عارياً اذا كان وحيداً في زنزانته لكن تحظر اي ملامسة جسدية. وتتيح اللائحة الرسمية ب"التقنيات" المسموح بها في غوانتانامو ايضاً، ارغام المعتقلين على البقاء واقفين لاربع ساعات. وتمثل هذه اللائحة اول تعليمات رسمية تسمح للمحققين باستخدام اساليب بهدف ارهاق المعتقلين جسدياً ونفسياً قبل اخضاعهم للاستجواب. واكدت الصحيفة ان استخدام كل من هذه الاساليب يستوجب الحصول على اذن من كبار المسؤولين في البنتاغون وحتى من وزارة الدفاع نفسها في بعض الحالات. ونقلت الصحيفة عن احد المسؤولين انه يتعين على المحققين ان يثبتوا ان هذه المعاملة القاسية أملتها "الضرورة العسكرية"، وان يرفقوها ب"مراقبة طبية ملائمة". ونقلت الصحيفة عن محام شارك في صوغ الخطوط العريضة لهذه الاساليب "كنا نود ايجاد طريقة قانونية للتخلص قليلا من الضغوط"، مضيفاً: "كنا نرغب بحرية اكبر بقليل من سجن اميركي لكن ليس بالتعذيب". وقال مسؤولون في البنتاغون وجهاز الاستخبارات ان تعليمات مماثلة سمح باستخدامها مع "معتقلين ذوي اهمية كبيرة" في العراق وعلى اشخاص متهمين بالارهاب او على علم بتمرد. وتملك وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي تعليماتها الخاصة لعمليات الاستجواب في مراكز الاعتقال. وأشارت الصحيفة الى ان تعليمات البنتاغون الخاصة بغوانتانامو كانت تهدف الى السماح للمحققين بارغام معتقلين "غير متعاونين" على تقديم معلومات، على رغم اعتبار خبراء عمليات الاستجواب ان المعلومات التي يُحصل عليها بالقوة لا تتمتع بمصداقية. في غضون ذلك، اتهم النائب الجمهوري والخبير القانوني السابق ستيف بويير البنتاغون برفض خطته لمراقبة السجون في العراق. وقال بويير لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية انه اقترح قبل اشهر ان يلعب دور المستشار القانوني للشرطة العسكرية المكلفة بالاشراف على سجن ابو غريب حيث مورست تجاوزات في حق معتقلين عراقيين. واضاف: "كان هذا الامر مذهلاً ومخيباً للامال. كانت للجيش خطة لارسالي الى العراق، لكن مكتب وزير الدفاع قال لا". واوضح ان "احد الأمثلة التي يجب استخلاصها من حرب الخليج 1991 هي اهمية ان يكون هناك مسؤولون قانونيون عسكريون في المعسكرات". من جهة ثانية، اعلنت القوات الاميركية في العراق ان 15 عراقياً اطلقوا من سجن ابو غريب في بغداد واوصلتهم شاحنة اميركية الى الفلوجة غرب. واوضح الناطق باسم هذه القوات السارجنت مارك كلين ان هذه هي الدفعة الاولى التي تطلق من معتقلي الفلوجة منذ انتهاء حصارها الشهر الماضي.