تقدم احد الاطراف الشيعية المشاركة في مجلس الحكم وعشائر تمثل الفرات الاوسط وجنوب العراق ونقابة المحامين ورؤساء عدد من الجامعات بمبادرة جديدة لحل الازمة المندلعة بين السيد مقتدى الصدر وقوات التحالف، حظيت ب"مباركة" المرجعيات الدينية في النجف الاشرف. وتضمنت المبادرة 19 بنداً تتعلق بايجاد حل للازمة القائمة حالياً بين الصدر وقوات التحالف، وتسلمها انصاره في مكتبه في النجف على ان يرد عليها الصدر سلباً او ايجاباً في موعد اقصاه 15 الشهر الجاري. وقال ل"الحياة" الشيخ فاتح آل كاشف الغطاء، العضو المناوب لسلامة الخفاجي في مجلس الحكم: "عرضنا المبادرة على مكتب الصدر في النجف بعدما حالت الظروف الامنية دون لقائه. ويشرح حالياً بعض المفاوضين الممثلين لعشائر عراقية ولمكتب الخفاجي بنود المبادرة". ووصف آل كاشف الغطاء الازمة الحالية بين الصدر والقوات الاميركية، ب"الازمة الشعبية"، مشيراً الى ان الصدر يمثل "تاريخ عائلة دينية مناضلة اسهمت في تفتيت نظام صدام". واوضح ان ابرز بنود المبادرة يتمثل في "اعتبار مقتدى الصدر شخصية عامة"، وفي ان "محاولة اهانته تعد بمثابة اهانة للشعب العراقي، وضمان شيوخ العشائر والمحامين للصدر في حال مثوله امام المحكمة "بشرط ان تتألف من قضاة معروفين بالنزاهة والكفاءة ويحظون بموافقة المرجعية الدينية في النجف". في المقابل، يلتزم الصدر قرار المحكمة مهما كان، على ان يمنح ضمانات بعدم توجيه أي تهم أخرى اليه او لأعوانه، ويعمل لتحويل "جيش المهدي" الى منظمة سياسية او اجتماعية منزوعة السلاح ويتعاون مع العشائر لاخلاء النجف من الاسلحة، على ان تنسحب القوات الاميركية من المدينة لتحل محلها قوات تشكلها العشائر العراقية. وفي حال موافقة الصدر على هذه البنود، ستصاغ في شكل قانوني، تمهيداً لتقديمها الى الادارة الاميركية التي لمح آل كاشف الغطاء الى انها "لن ترفض مبادرة سلمية تحل كل المشاكل العالقة". واعتبر ان المبادرة "استوفت شروط الطرفين"، مشيراً الى ان موافقة "الصدر" عليها ستحولها الى مطلب شعبي، لأنها ستكون حينها "معبرة عما في ضمائر شرائح الشعب كافة ونفى ما يشاع عن رفع الغطاء الشيعي عن الصدر". ووصف هذه الاشاعات ب"غير الواقعية فلمقتدى الصدر ارتباطاً عميقاً مع جماعات كثيرة تنتشر في مختلف طبقات وشرائح الشعب". ولفت آل كاشف الغطاء الى ان المرجعية الدينية في النجف الاشرف مستاءة جداً من العمليات العسكرية الاميركية في مدينتي النجف وكربلاء والتي لم تعتبرها الادارة العسكرية الاميركية تجاوزاً لخطوط حمر أعلنتها المرجعية. واشار الى ربط احد الاعضاء الشيعة في مجلس الحكم "الخطوط الحمر" بالحدود القديمة للمدينة التي تشمل الصحن الشريف مرقد الامام علي وما يحيطه فقط، وهو ما استنكرته المرجعية الدينية. وفي مدينة النجف، اكد مسؤول في الشرطة ان محافظ النجف الجديد عدنان الذرفي الذي عينته سلطة الائتلاف، سينضم الى جهود الوساطة الرامية لوضع حد للاشتباكات الدائرة بين جنود التحالف وانصار الصدر. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ان "المحافظ اكد انه سيلتقي زعماء عشائر ومسؤولي النجف والسلطات الدينية وسيشكل وفداً يلتقي السيد مقتدى وسنحل مشاكلنا في ما بيننا نحن العراقيين". وفي الاطار ذاته، أعلن آية الله صدر الدين القبانجي مسؤول "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" في النجف عن "انفراج حاسم" لحل أزمة ميليشيا الصدر مع القوات الاميركية.