بدأ الاستياء يظهر في النجف من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يطرح وجوده في المدينة مع مسلحي "جيش المهدي"، الميليشيا الموالية له، خطر حدوث مواجهة دامية مع القوات الأميركية في المنطقة. وعبر زعماء عشائر المدينة الشيعية علناً الاربعاء عن استيائهم من هذا الوجود، في حين دخلت الازمة بين الصدر وقوات "التحالف" اسبوعها الثالث من دون أي حل في الافق. وجاءت دعوة زعماء العشائر بعد لقاء مع المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني الذي واظب على دعوة القوى السياسية في المدينة الى العمل لتجنب حمام دم. وفشلت محاولات للوساطة للتوصل الى تسوية سياسية للمواجهة بين "جيش المهدي" والقوات الاميركية المتمركزة قرب المدينة. وعلى رغم مراوحة الأزمة مكانها قال مسؤول عسكري كبير في "التحالف" أمس ان القوات الاميركية لا تعتزم "شن عمليات هجومية في النجف قريباً". لكن زعماء العشائر رأوا ان "الجهود السياسية فشلت والازمة بلغت ذروتها"، مؤكدين ان النجف اصبحت مدينة ميتة "اصيبت فيها النشاطات التجارية والاجتماعية والتعليمية بالشلل" بينما يفرض افراد الميليشيا ارادتهم عليها. ودفع الوضع زوار العتبات المقدسة، ومعظمهم من الايرانيين، الى تجنب المدينة مما أضر بمصالح التجار وأدى الى تباطؤ النشاط في الاسواق. ولا تعرض المحلات التجارية القليلة التي بقيت مفتوحة كثيراً من البضائع اذ ان التجار اضطروا لسحبها خوفاً من عمليات النهب. والمدينة الشيعية، التي تضم الحوزات الدينية والمرجعية الشيعية، ليست موالية للصدر الذي يتمتع بشعبية بين الشبان المحرومين في الضواحي الشعبية للعاصمة العراقية وخصوصاً مدينة الصدر. ودعا شيوخ العشائر، الذين يلعبون مرة على الوتر الديني واخرى على ضرورة حماية السكان، افراد ميليشيا "جيش المهدي" الى القاء اسلحتهم. وطالبوا "كل المسلحين في النجف حماية قدسية المدينة باسم الاسلام" ودعوا الى "ترك المسؤولين العراقيين ورجال القانون يتولون شؤون المدينة لتجنب حمام دم". وقال مصدر قريب من آية الله السيستاني ان المرجعية تعارض ايضاً فرض عناصر الميليشيا قانونهم في المدينة. وقال: "قبل شن مقاومة مسلحة ضد المحتل علينا تعزيز ايماننا". وحمل هذا المصدر مقتدى الصدر، الذي شنت قواته هجوماً على مؤسسات الدولة في المدن الشيعية في الجنوب، مسؤولية الازمة، مؤكداً ان المرجعية الشيعية "لا تحتاج الى حماية" ميليشيا الصدر، لأنها "لا تشعر انها في خطر" بينما يؤكد الصدر ان الميليشيا الموالية له انشئت لحماية المرجعية والعتبات الشيعية المقدسة من قوات الاحتلال. وفي الوقت نفسه، يدعو زعماء القبائل الدولة باصرار الى فرض سيطرتها على النجف. ودعوا، في نداء الى مجلس الحكم الانتقالي، الى "العمل بجدية لدى مختلف الوزارات وممارسة الضغوط اذا احتاج الامر لفرض النظام واحترام القانون وحماية العتبات المقدسة" في النجف. واكدوا استعدادهم "للتعاون بشكل كامل مع مختلف الوزارات لاعادة الاستقرار والامن".