سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اصابة قائد القوات الروسية بجروح خطرة ... وبوتين يتعهد الاقتصاص من الارهابيين ... وباسايف ابرز المتهمين . اغتيال الرئيس الشيشاني بتفجير في غروزني : 32 قتيلا من كبار الشخصيات واعتقال 5 مشتبه بهم
وجه المتطرفون في الشيشان ضربة الى موسكو تزامنت مع احتفالها بذكرى الانتصار على المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، اذ نجحوا في اغتيال الرئيس الشيشاني احمد قاديروف الموالي لها، بتفجير المنصة الرئيسية في ملعب غروزني الرياضي خلال احتفال بالذكرى. وأسفر الهجوم عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم قائد القوات الروسية في المنطقة الجنرال فاليري بارانوف الذي اصيب بجروح خطرة، اضطر معها الاطباء الى بتر ساقه. كما قتل في الحادث مصور محلي لوكالة "رويترز". وسارع الرئيس فلاديمير بوتين الى توعد منفذي الهجوم بالقصاص. وقال: "ما من شك أن الذين نحاربهم اليوم، لن يفلتوا من العقاب". ووصف قاديروف 52 عاماً بانه "بطل، رحل من دون ان يهزم". وكلف بوتين رئيس الحكومة المحلية في الشيشان سيرغي ابراموف الذي اصيب بجروح طفيفة، تولي مهمات الرئاسة بالوكالة في الجمهورية التي تتمتع بحكم ذاتي داخل الاتحاد الروسي. واضاف بوتين الذي وقف الى جانبه رمضان نجل الرئيس المغدور ورئيس جهاز أمنه، ان قاديروف: "بذل ما في وسعه لاثبات ان لا مساواة بين قطاع الطرق والارهابيين من جهة وشعب بكامله من جهة أخرى. كما عمل على مدى اعوام لحماية الشيشان والسير بها نحو السلام". وأذاعت وكالة أنباء "ايتار تاس" ان الاجهزة الشيشانية نجحت في اعتقال خمسة يشتبه في تورطهم بالجريمة، فيما اتجهت اصابع الاتهام الى زعيم الحرب الشيشاني شامل باسايف، الذي يقود تياراً متشدداً يضم متطوعين اجانب، ويرفض اي تسوية مع الروس. وكان باسايف وراء سلسلة تفجيرات انتحارية طاولت موسكو ومناطق روسية أخرى. ولوحظ ان الهجوم جاء في وقت كان قاديروف خطا خطوات كبيرة في الوساطة بين موسكو والزعيم السياسي للمقاومة اصلان مسخادوف، لتأمين صيغة عفو عن الاخير، في مقابل استسلام آلاف من اتباعه، ما ينتزع المبادرة من أيدي المتشددين. وقالت وزارة الداخلية الروسية ان المتفجرات وضعت داخل هيكل المنصة المصنوعة من الاسمنت خلال بنائها، ذلك ان العمل فيها استمر ثلاثة اشهر وانتهى أول من أمس، بغية تدشينها في مناسبة الاحتفال بذكرى النصر الروسي العام 1945. وافيد ان الانفجار وقع تحت المقاعد التي جلس عليها قاديروف والى جانبه الجنرال بارانوف لحضور عرض عسكري. وأسفر الحادث عن سقوط 32 قتيلاً، من بينهم رئيس مجلس الدولة الشيشاني حسين عيسايف، اضافة الى 46 جريحاً من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية، بعضهم في حال خطرة. وافاد شهود ان موجة من الهلع سادت وسط الحضور في ملعب دينامو الرياضي بعد الانفجار. واخذت النساء تصرخن، فيما راح المسلحون يطلقون النار عشوائياً في كل الاتجاهات. وتوفي قاديروف في سيارة اسعاف كانت تقله الى مستشفى غروزني. وكان قاديروف الذي تشيع جنازته في قريته تسينتوروي جنوب شرقي الجمهورية اليوم، اختار التفاوض مع الروس، مستغلاً صفته كمفتي المنطقة لاقامة ادارة شيشانية لا ترى فيها موسكو قوة معادية. وانتقل من موقع المقاومة في الحرب الشيشانية الاولى 1994 - 1996 الى موقع المفاوض الاساسي للكرملين الذي عهد اليه بعد الحرب الثانية 1999 الادارة المدنية في الجمهورية. ثم رشحه بوتين الى رئاسة الشيشان خلفاً لمسخادوف، ليبدأ بعد انتخابه رئيساً في تشرين الاول اكتوبر الماضي، مسيرة شاقة لاعادة السلام الى بلده وتأسيس جيش محلي بغية تسليمه مهمات الامن في الجمهورية، أملاً بوضع حد للوجود العسكري الروسي على اراضيها سلماً. لكن المتطرفين سعوا اكثر من مرة الى تصفيته وعرقلة محاولات التقارب بينه وبين مسخادوف الذي يعتبر زعيماً معتدلاً للمقاومة، على رغم العداء الشديد الذي تكنه موسكو للأخير.