اقتربت مفاوضات السلام السودانية في منتجع نايفاشا في ضواحي العاصمة الكينية نيروبي بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة الدكتور جون قرنق من حافة الانهيار، فيما يبذل الوسطاء محاولات لانقاذ عملية السلام المتعثرة منذ أكثر من شهرين ونصف شهر. وكشفت مصادر قريبة الى المفاوضات التي تجري بين النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وجون قرنق ان "طه رفض اقتراحات من أمانة "الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد واعتبرها غير ملزمة". وكان كل من طه وقرنق سلم موقفه الى "ايغاد" لوضع تصور نهائي في شأن القضايا العالقة. وأكدت المصادر تباعد مواقف الطرفين، ورفض طه اقتراحاً في شأن العاصمة "يستثنى غير المسلمين من تطبيق التشريعات الاسلامية عليهم". وترى الحكومة استحالة تشريع قانونين في منطقة واحدة وأكدت منح غير المسلمين والمسيحيين ضمانات بعدم التضرر من تنفيذ القوانين الاسلامية، فيما تنازل قرنق عن ان تكون الخرطوم عاصمة خالية من التشريعات الاسلامية وقبل مبدأ الاستثناء. واعتبرت المصادر ان "المفاوضات دخلت مرحلة حرجة وأن الرفض الحكومي لتدخل "ايغاد" عقد من القضية وربما يصل بها الى طريق مسدود ما لم يحصل اختراق خلال الفترة القليلة المقبلة بعدما كانت "ايغاد" أمهلت الطرفين 72 ساعة للرد على اقتراحاتها". وتوقعت مصادر أخرى رفع الجولة الحالية الى فترة زمنية معينة للافساح في المجال امام الوسطاء للتشاور وتقريب وجهات النظر، خصوصاً ان ما تم انجازه من اتفاقات سابقة يعتبر كبيراً ومهماً نحو توقيع اتفاق نهائي وشامل لا يمكن نسفه. وكان وسطاء "ايغاد" طرحوا على الحكومة و"الحركة الشعبية" اقتراحات لتقريب مواقف الطرفين في قضايا خلافية متعلقة باقتسام السلطة ومستقبل المناطق المهمشة الثلاث ووعدا بالرد عليها خلال يومين. وجاء ذلك لدى استئناف المفاوضات قبل يومين وبعد 12 يوماً من توقفها. من جهة اخرى، بثت "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي أمس ان الحكومة التشادية اعلنت انها نشرت وحدات من قواتها المسلحة على الحدود مع السودان عقب اشتباكات مع تلك القوات الاربعاء الماضي. واوضح ناطق باسم الحكومة التشادية ان مهمة تلك القوات حماية السكان المدنيين واللاجئين من منطقة دارفور.