حجز نادي العين والأهلي مقعديهما في المربع الذهبي قبل الجولة الأخيرة لدوري المجموعتين الإماراتي.. وستكتفي أندية عريقة من أبرزها النصر والشارقة والخليج والشعب بمقاعد أمام شاشات التلفزيون للفرجة على صراع الديوك الكبار... ولا تزال فرص الوحدة والوصل والشباب والجزيرة قائمة للحاق بأهل القمة.. وبات الجميع هنا في انتظار المرحلة الأخيرة من الدوري ومنافسات المربع الذهبي، بعد أن تذوقوا منذ بداية الموسم فصول اغرب مسابقة للدوري المحلي في تاريخ الإمارات الحديث، هجرتها جماهير الملاعب...ولاحت بلا لون ولا طعم ولا رائحة. كان الجميع يدرك ثقل الاستحقاقات الإقليمية والعالمية للمنتخبات الإماراتية وأنديتها المحلية هذا الموسم من مونديال الشباب الى الدورة الخليجية ال16 مروراً بالمسابقات الآسيوية. كان الجميع يأمل بأن يمثل تتويج العين بكاس أبطال آسيا دافعاً لبقية الأندية للتقدم خطوة نحو المنافسة والإثارة تعزيزاً للقدرة التنافسية للأندية المحلية، كان الجميع يحلم بأن تتجسد الشعارات التي رفعها مؤتمر العاشر من رمضان "حول مستقبل الرياضة الإماراتية" عبر إحلال النظام عوضاً عن الشخصنة وبداية تكريس الخطوات الأولى الاحترافية.. فتفتقت قريحة "الهيئة المؤقتة" على نظام دوري المجموعتين ثم رحلت.. لتخلف وراءها تركة ثقيلة، أصابت روح التنافس في مقتل، عززت هيمنة الكبار ومن أبرزها الوحدة والعين، حرمت "الصغار" وشباب المواطنين من الاستفادة من توالي المباريات ما دفع باللاعبين الأجانب إلى ان يصبحوا أهل الحل والعقد في حسم الموقف وقدر المباريات. ربما فرضت الاستحقاقات الخارجية، البداية المتأخرة للدوري في منتصف شهر كانون الثاني "يناير الماضي". أجريت حتى الآن 9 جولات و 53 مباراة سجل خلالها 153 هدفاً.. سنعلم مع نهاية الجولة العاشرة والأخيرة الأربعة الكبار في المربع الذهبي.. سيدفع البعض بحجج المناخ الصعب والرطوبة القاتلة التي بدأت تظهر في السماء الإماراتية، لكننا نتساءل هل يمكن أن نساعد على تعزيز القدرات البدنية والتحمل للاعبين والقدرة التنفسية للأندية المحلية بمباريات لا تتجاوز عدد الأصابع. يتشدق بعض المدربين الأجانب بالقول بعد اقالتهم ان لاعبي الإمارات مدللون.. وأطلق مدرب المنتخب الأول الفرنسي جودار صرخة فزع بعد إقصاء الإمارات من تصفيات أثينا متعللاً بعدم قدرة لاعبيه على خوض 3 مباريات متتالية ومتقاربة زمنياً. فهل هؤلاء اللاعبون من كوكب آخر.. أم أن نظام المسابقة يدفعهم للراحة والدعة؟ وعندما نعلم بأن "ترتيبات" الموسم الحالي قضت بانتفاء نزول فريقين للدرجة الثانية والاكتفاء بصعود ناديين للدوري الممتاز ليصبح عدد الأندية به في الموسم المقبل 14 نادياً.. نتساءل عن الحوافز التي تدفع الأندية "الصغيرة" لبذل الجهد والتعب في غياب جزرة "التدحرج لدوري" المظاليم بل يمكننا أن نتفهم لماذا لم يحرز الشارقة المتوج بكأس رئيس الدولة الموسم الماضي- والإمارات ولو انتصاراً يتيماً بعد 9 جولات بعد أن أدركا إثر الهزائم الأولى غياب حظوظها في التنافس ضمن المربع الذهبي...؟! سيقول بعضهم أن إجمالي الأهداف المسجلة في الجولة التاسعة والبالغة 153 هدفاً في 53 مباراة، يعد حصاداً وفيراً على التنافس والإثارة وبمعدل 3 أهداف في كل مباراة. ولكننا عندما ندقق في صدارة ترتيب الهدافين الذين يقف على رأسهم الإيراني فرهاد مجيدي ب 10 أهداف ومن بعده البوسني ميتروفيتش والبرازيلي جين الدو ثم السنغالي الشيخ ديوب والإيراني على كريمي.. ندرك أن حصيلة المحليين من كعكة الأهداف لا تتجاوز ال 30 في المئة مما ينبئ عن هشاشة دفاعية وعدم نجاعة هجومية للمحليين، ليست قدرية، بقدر ما هي عنوان عن غياب النسق القوي للدوري والعقلية الاحترافية، التي من ابرز مظاهرها استقرار نظام المسابقات واحترام التقاليد الكروية. لا نسعى هنا لرسم صورة معتمة عن المشهد الكروي الإماراتي، فالعين لا يزال يحتفظ بمكامن قوته للمسابقة الآسيوية.. تقدم الوحدة خطوة جيدة على درب مشاركته الآسيوية الثالثة في تاريخه.. لوح "الشياطين الحمر" أو الأهلي بطموحاتهم الكبيرة في هذا الموسم.. جذب لاعب نادي الشعب محمد سرور الانتباه.. حافظ التحكيم الإماراتي على اتزانه حتى بعد اعتزال المعلم الأكبر علي بوجسيم.. حدثت بعض مظاهر الشغب في المدرجات.. سرعان ما انطفأت.. ربما عادت الجماهير للملاعب بقوة مع بداية مباريات المربع الذهبي.. ولكن خيبة المنتخب الإماراتي في خليجي 16 وفشله في التصفيات الآسيوية وتعثره أمام منتخب كوريا الشمالية المتواضع.. يدفع بالجميع هنا للدعاء بان تغلق هذه المرحلة الانتقالية والموسم الاستحقاقي سريعاً .. فكيفما يكون دوركم يكون منتخبكم.