قررت محكمة هامبورغ العليا امس، الغاء حكم السجن لمدة 15 عاماً الصادر في حق الإسلامي المغربي منير المتصدق 30 سنة المتهم بالمشاركة في اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، لعدم وجود اثباتات دامغة ضده. وأوعزت بإخلاء سبيل المتصدق المعتقل منذ تشرين الثاني نوفمبر 2001، لكنها قالت ان مذكرة التوقيف الصادرة في حقه ستبقى قائمة بانتظار محاكمته من جديد. وكانت المحكمة الاتحادية العليا في كارلسروه رفعت أخيراً الحكم بالسجن الصادر عن محكمة هامبورغ العليا بعدما انتقدتها على طريقة تفسيرها للأدلة التي قدمتها النيابة العامة الاتحادية والتي لا تحمل أدلة دامغة تثبت مشاركة المتصدق في اعتداءت 11 أيلول وعضويته في "خلية هامبورغ" الارهابية بقيادة الطيار الانتحاري محمد عطا. كما انتقدت المحكمة بشدة تقاعس السلطات القضائية الأميركية عن تقديم اعترافات الإسلامي اليمني رمزي بن الشيبة في ما يخص المشاركين في الاعتداءات. ووجهت المحكمة الاتحادية ضمناً الى محكمة هامبورغ تهمة اخفاء شهادة أحد الإسلاميين، المغربي سعيد بهاجي الذي لا يزال متوارياً عن الأنظار، تبرئ المتصدق من تهمة المشاركة في التحضير للاعتداءات. وطالبت المحكمة الاتحادية العليا محكمة هامبورغ بإعادة محاكمة المتصدق من جديد على ضوء الوقائع الجديدة التي نتجت أيضاً من محاكمة صديقه عبدالغني المزودي الذي برأته المحكمة أخيراً استناداً الى شهادة تعود لبن الشيبة. وذكرت ناطقة باسم محكمة هامبورغ ان المرء لا ينطلق الآن من وجود شبهة شبه مؤكدة في حق المتصدق، وانما من مجرد وجود شبهة في مشاركته باعتداءت واشنطن ونيويورك، كما تبقى في حقه الشبهة شبه المؤكدة بانتسابه الى تنظيم ارهابي. وذكر مكتب محامي المتصدق غيرهارد ستراته انه بسبب ذلك لن يسمح للمتصدق بمغادرة مدينة هامبورغ، وعليه أن يحضر الى مقر الشرطة مرتين في الأسبوع لاثبات وجوده واخبارها بأي تغيير في عنوان سكنه. وقال ستراته ان النيابة العامة الاتحادية اضطرت يوم الجمعة الماضي الى تقديم أدلة جديدة تتعلق بموكله أزالت عملياً الشكوك التي كانت تحوم حول دوره، وتعلق الأمر برسالة أرسلها الإسلامي المغربي سعيد بهاجي، الصادرة في حقه مذكرة توقيف دولية منذ عام 2001، الى والدته ضمَّنها الخلفيات التي دعت الى تنفيذ اعتداءات 11 أيلول وأكد فيها عدم وجود علاقة للمتصدق بها. وكان المتصدق اتصل على الفور بشرطة هامبورغ بعد وقوع الاعتداءات معلناً معرفته بعدد من منفذيها ونافياً أي علاقة بها، لكن الشرطة عادت واعتقلته بعد فترة قصيرة موجهة اليه تهمة المشاركة في الاعتداءات. وعادت الشرطة الى ان المتصدق والمزودي كانا صديقين لعطا ووقعا سوياً على وصيته الأخيرة التي حدد فيها طريقة غسله ودفنه.