ذكرت مصادر النيابة العامة الالمانية امس ان اعتقال الاسلامي منير المتصدق الاربعاء الماضي، في هامبورغ للاشتباه في علاقة بينه وبين اعضاء "خلية هامبورغ" الارهابية، لم يكن مفاجئاً وتم بعد شهرين من مراقبة مستمرة له. واضافت ان المتصدق كان معروفاً لدى الشرطة انه قدّم نفسه اليها بعد ايام قليلة على اعتداءات 11 ايلول سبتمبر في واشنطن ونيويورك، معترفاً بمعرفته الطيّارين الانتحاريين الثلاثة المشتبه فيهم، محمد عطا ومروان الشحي وزياد الجرّاح. ووصفه جيران له بأنه كان قليل الكلام، لا يقيم علاقات معهم. واعلنت الناطقة باسم النيابة العامة الاتحادية في كارلسروه فراوكه كاثرين شويتن امس، ان قاضي التحقيق في المحكمة الاتحادية العليا قرر ليل الخميس ابقاء المشتبه فيه المغربي منير المتصدق 27 سنة قيد الاعتقال على ذمة التحقيق، بعد المصادقة على مذكرة الاعتقال الصادرة في حقه الثلثاء الماضي، بتهمة تقديم مساعدة لاعضاء "خلية هامبورغ". وقالت ان النيابة تشتبه في ان المتصدق ساعد عطا والشحي والجراح والثلاثة الآخرين الفارين سعيد بحاجي ورمزي بن الشيبه وزكريا الصبار الصادرة بحقهم مذكرة توقيف دولية. والتهمة الاساسية التي يواجهها المتصدق هي ادارته حساباً تابعاً للشحي وتحويله اموالاً منه الى عدد من اعضاء الخلية. وتعتقد النيابة ان "صيداً ثميناً" وقع في يدها وتتوقع الحصول منه على معلومات مفصلة عن الاشخاص الستة. واكدت مصادر امنية ان المتصدق كان يزور باستمرار منزل محمد عطا في شارع ماريينشتراسه في هامبورغ، خصوصاً انه كان يسكن على بعد مئة متر منه حيث يلتقي عطا والآخرين. وحسب معلومات المحققين فان المتصدق وهو طالب يدرس التقنية الكهربائية، يدير حساباً في احد مصارف هامبورغ لمصلحة الشحي دخلت اليه مبالغ مالية كبيرة دورياً بين ايار مايو وتشرين الثاني نوفمبر 2000. وتشير الدلائل الى ان تمويل اعضاء الخلية كان يتم عن طريق هذا الحساب، اذ دفعت عبره تكاليف اقامة الشحي في الولاياتالمتحدة ومصاريف تدربه على الطيران. وافادت مجلة "شتيرن" الاسبوعية ان المتصدق حوّل في ايار مايو الماضي 2100 مارك الى محمد عطا وبعد خمسة اشهر 5000 مارك الى حساب اليمني الفار بن الشيبه. واضافت ان المتصدق وقّع ايضاً بصفته شاهداً على وصية عطا الاخيرة الى جانب شاهد آخر يدعى عبدالغني مسودي. والمتصدق متزوج من طالبة روسية اعتنقت الاسلام وله طفل منها. ويقول جيران له انه شخص قليل الكلام لا يهتم بأمور المبنى الذي يسكن فيه ولم يبن علاقات مع جيرانه وبالكاد يقول "صباح الخير" للآخرين. واكدت جارة له انه كان يلتقي مرات زملائه في ماريينشتراسه.