نقضت المحكمة الفيديرالية العليا في كارلسروه الالمانية امس، الحكم في حق الإسلامي المغربي منير المتصدق الذي اصدرته محكمة هامبورغ العليا وقضى بسجنه 15 سنة بتهمة الانتساب الى تنظيم ارهابي والمشاركة في هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. وانتقدت المحكمة بوضوح السلطات الأميركية التي رفضت التعاون وتقديم الاعترافات المطلوبة من الإصولي اليمني المعتقل لديها رمزي بن الشيبة، مشيرة الى ان تصرف الأميركيين غير المقبول هو الذي سبب نقض الحكم الصادر بحق المتصدق. وبقرارها هذا، تكون المحكمة العليا وافقت على دعوى الاستئناف التي تقدم بها محامو المتصدق، مباشرة بعد صدور الحكم عليه قبل اكثر من عام. وقضت محكمة الاستئناف بإعادة محاكمة المذكور امام هيئة قضائية جديدة في هامبورغ مع السماح باستخدام الشهادة التي ارسلتها الاستخبارات الألمانية الى المحكمة التي حاكمت زميله عبدالغني المزودي وبرّأته من التهم نفسها التي وجهت الى المتصدق وأدت الى إطلاق سراحه أخيراً. ويتمتع المتصدق الآن بفرص قوية للإفراج عنه وانتظار محاكمته الجديدة التي ذكرت مصادر انها قد تبدأ الصيف المقبل، علماً ان حكم المحكمة لم يكن واضحاً في هذا الشأن. وأعلن محامي المتصدق يوزف غريسله مونشر انه يريد الاطلاع أولاً على نص حكم النقض، وفي حال عدم اشارته الى استمرار وجود شبهات قوية ضد موكله، سيلجأ على الفور الى تقديم مذكرة لإطلاق سبيله. وجاء في حيثيات حكم النقض ان "محكمة هامبورغ العليا لم تأخذ في الاعتبار رفض الولاياتالمتحدة والحكومة الألمانية تسليم اعترافات لابن الشيبة تحمل في طياتها امكان وجود اثباتات تبرئ المتهم"، الأمر الذي "ضيق فرص الكشف عن الحقيقة". وجاء ايضاً انه كان على محكمة هامبورغ مناقشة مثل هذا التضييق على عمل المحكمة وعلى حقوق الدفاع وأخذه في الاعتبار، ما جعل سلّة الإثباتات تعاني نقصاً كبيراً. ووجّه قضاة كارلسروه انتقادات شديدة الى الولاياتالمتحدة، قائلين انه "لا يمكن القبول بأن تعمل دولة اجنبية ملزمة بتقديم مساعدة قانونية على توجيه مجرى الدعوى لمصلحتها عبر الامتناع عن تقديم وثائق وإثباتات". وأضافوا ان "الصراع بين المصالح السرية للحكومة من جهة، ومصالح المتهم في الدفاع عن نفسه من جهة اخرى، يجب ألاّ يتم على حساب الأخير". باديلا يلتقي محاميته سمحت السلطات الأميركية لمواطنها خوسيه باديلا المعتقل بتهمة التورط في مخطط ارهابي لتفجير "قنبلة قذرة"، بلقاء محاميته للمرة الأولى منذ عامين. وكما المعتقلون في غوانتانامو، يحاكم باديلا بصفته "مقاتلاً عدواً"، ما يجعل من الممكن احتجازه إلى ما لا حدود وعدم منحه حق لقاء محام. لكن جنسيته الاميركية حالت دون ارساله الى غوانتانامو، فاودع السجن في قاعدة عسكرية في تشارلستون. وقبل أيام قليلة من بدء جلسة المحكمة العليا للاستماع إليه، تمكن من الاجتماع مع المحامية دونا نيومان التي تتولى الدفاع على مدى ثلاث ساعات، في ظل مراقبة كاميرا وجندي.