يعتبر برنامج "ستار أكاديمي" في نظر شريحة كبيرة من المجتمع السعودي، خصوصاً الفئة العمرية الشبابية، برنامجاً صاخباً وغير عادي، ما حدا بها إلى ملاحقة احداثة على مدار الساعة، تقابلها شريحة أقل عدداً، تعارضه بقوة وتنتقده، خصوصاً "لأنه نقل سلوكيات غربية خارجة عن العادات والتقاليد العربية". الحوار السائد بين الناس، يتنقل بين عبارات من هذا النوع: "أنت مع عطية أم الزعيم؟"" "بشار موهوب موسيقياً لكن أحمد الأكثر وسامة" و"سأصوت لبهاء لأنها تستحق"... وعلى كل حال، حل البرنامج ضيفاً مفاجئاً على معظم البيوت السعودية، ما اجبر الكثيرين على متابعته والترحيب بطلاب الاكاديمية ضمن أفراد العائلة. في المقابل اعلنت بعض العائلات إضراباً عن مشاهدته أو قررت إغلاق الجهاز أو أضافت القناة الى لائحة القنوات المشفرة برقم سري لأسباب دينية أو عادات اجتماعية. السعوديون يتابعون البرنامج. يصوت الشباب لمن يريدون له البقاء في الاكاديمية عبر الهاتف، الرسائل أو الانترنت ويتجمعون في الشوارع كأنهم في انتظار نتيجة مباراة كرة القدم. وحول التصفيات قبل الأخيرة بين محمد الخلاوي وبشار الشطي، تقول صبا عبدالفتاح: "كنت في مطعم مع صديقاتي وفوجئنا بفوج من الشابات يوزعن منشورات تحمل أرقام التصويت لمحمد الخلاوي وعبارة "إن كنت جدّاوي صوِّت للخلاوي". وتضيف: "عمل كهذا خير دليل على حب البرنامج والانتماء الى الوطن. لقد صوت له بالفعل". أما الأمهات فأنقذهن البرنامج من رتابة الروتين اليومي، في حين ان الرجال اضحى حديثهم يشمل بهاء وميرا وضيوف البرنامج من الفنانين والفنانات. هل البرنامج ظاهرة صحية لتنمية المواهب والتسلية، أم أنه يشكل خطراً على فكر الشباب؟ المتفق عليه أن البرنامج حقق نجاحاً ساحقاً، وحقق للناس متعة المتابعة لفكرة جديدة، وأضاف عنصر تفاعل المشاهد المباشر مع الطلاب من خلال التصويت، على ما يظهر من أحاديث السعوديين عامة. المدرّسة نورين خان تقول: "البرنامج متكامل وهو أشبه بالمدارس الداخلية في الخارج وطريقة متابعة الطالب لدروسه والحزم في المعاملة والاستفادة من الحصص، كما انه يشجع على التغذية الصحية والرياضة". وتضيف: "أصبح للطلاب نظام عمل يومي تعلموا من خلاله تحمل المسؤولية وطريقة التعامل مع المعجبين واحترام الجمهور ومناقشة زملائهم بروح الدعابة من دون تجريح". وتنتقد من هاجموا البرنامج، موضحة ان "الفكرة جيدة ومبنية على أساس دراسة علم الفن بما يتضمنه من غناء ومسرح". وعن فكرة اختلاط الطلاب تقول: "أعتقد أننا أصبحنا كمجتمع متقبلين فكرة إرسال أولادنا للتعلم في الخارج وفي مدارس داخلية وما أكثر الاختلاط في سكن الطلاب والمعيشة في الخارج، فكل شخص مسؤول عن فكره وتصرفاته، وبرنامج "ستار أكاديمي" لن يدمر أخلاقيات الشباب"، لافتة إلى ان "سماء العالم العربي مفتوحة لكل البرامج العربية والأجنبية، ما يعني ان التربيه المبنية على أسس قوية هي الرادع". وتعبر عن امتنانها للمسؤولين عن البرنامج "الذين أبدوا اهتماماً واضحاً براحة الطلبة ووفروا لهم الكثير من المفاجآت والرحلات التي كانت ضرباً من أحلام بعيدة المنال بالنسبة إليهم"، مشيرة إلى "ان "ستار أكاديمي" يعتبر دفعة قوية للطلبة لبداية مشوار الفن بدعم أكاديمي قوي وتحضير نفسي للمستقبل". وتقول منال عبدالقادر أم لخمسة أولاد: "لم أكن أتابع البرنامج على الإطلاق بل اعتبرته تافهاً في البداية، إلى أن أرغمت على متابعته بسبب حب أولادي له فوجدته في غاية المتعة وأصبحت أكثر حماسة من أولادي ودائماً أصوت للخلاوي أو لأفضل الاصوات من الطلاب". وةتكمل: "اكتشفت أن للبرنامج جاذبية كبيرة، وكنت استمتع بمتابعة حياة الطلاب من دون ملل، وهي طريقه فاعلة لتمضية الوقت ومشاركة الطلاب حياتهم من خلف الشاشة". وتضيف: "كنت أنتظر بلهفة الفائز في كل أسبوع لإسدال الستار على المسلسل الواقعي لحياة الطلبة وشخصياتهم المرحة المميزة". وتتساءل عبدالقادر: "الرتابة والمسؤولية موجودتان في حياتنا، فلمَ لا نسرق بضع ساعات للاستمتاع برؤية الفنانين أو الطلاب؟ بعد ذلك نعود الى الروتين اليومي المشبع بالهموم والملل". ندى عبدالعزيز 26 عاماً تقول: "أنا متابعة جيدة للبرامج التلفزيونية، و"ستار أكاديمي" الوحيد بينها في الوقت الراهن كبرنامج ذي قيمة فنية وترفيهية، لأنه يجمع بين الغناء والرقص والتعبير المسرحي لشباب من جيلنا". وتضيف: "أصبح يوم الجمعة أساسياً لتجمع العائلة لمشاهدة حفلة "البرايم" وانتظار الخاسر في الجولة الأسبوعية". وتعتقد أن البرنامج "حدث جماهيري كبير وناجح"، مشيرة الى ان "كثيراً ممن انتقدوه لم يشاهدوه، ومن الأساس أصدروا الأحكام قبل التأكد من الاشاعات التي تحاول النيل منه". وللرجل السعودي رأي مماثل. طلال علي يقول: "البرنامج يعتبر صرعة جديدة، ففي النادي الرياضي الذي أنا عضو فيه، كثيراً ما يتمحور الحديث حول "ستار أكاديمي" وآخر المستجدات وأجمل المشاركات". دينا عبدالله تقول: "زوجي كان من أكثر الناس المستهترين بفكرة البرنامج ودائم المضايقة لي عند بثه. ومع الوقت، وإزاء إلحاحي عليه لمشاهدته، وجد نفسه أمام الأمر الواقع وبدأ متابعة أحداثه". وتتابع ضاحكة: "أصبحت أعود الى المنزل لأرى زوجي يتابع كل صغيرة وكبيرة في البرنامج، بل في بعض الأحيان يتصل بي من مكتبه ليتابع أحدث أخبار الطلاب". وتعلق المدرّسة ثريا محمود على الموضوع بالقول: "الأطفال في المدرسة، مع أنهم في سن صغيرة، كانوا يناقشون مطولاً ويومياً مواصفات طلاب الأكاديمية، ما اضطرني الى منع الحديث عن البرنامج في أثناء الدرس". وتفيد بأن طلابها يتسربون من الحصص ويتجمعون عند السلالم لمناقشة آخر الأخبار ثم يدخلون الى الصف كأن شيئاً لم يكن. وكما كان للبرنامج متحمسون، كانت له كثرة من المعترضين. وترى مروة محمدي ربة منزل، ان "الفكرة من أساسها خاطئة وتتنافى مع الدين الإسلامي وتؤثر في النشء وتسيطر على أفكارهم". وتضيف: "فكرة معيشة الجنسين من الشباب سوياً تحت سقف واحد من غير ارتباط شرعي تؤثر في الشباب وتشجع على العلاقات غير الشرعية". ويشير ياسر عزيز الى ان "هدف المحطة هو الربح المادي من دون مراعاة النواحي الأخلاقية". ويكمل: "هي منافسة بين القنوات الفضائية لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين من طريق استنساخ البرامج الأجنبية"، لافتاً الى انهم "حققوا نجاحاً غير مسبوق في نسبة المشاهدين من كل الفئات العمرية". ويؤكد وابل ناظر أن "فكرة البرنامج ناجحة وذكية"، موضحاً ان البرنامج "برمته ناجح جماهيرياً وتجارياً". ويعترض على وضع المشاركين تحت الأنظار على مدار الساعة، "ما يشكل توتراً للطلاب ويشعرنا بالملل لرتابة الحوار السائد بينهم". ويرى أن "المتعة في البرنامج هي حفلة البرايم لما يتخللها من أغان والتدريب المكثف الأسبوعي للطلبة على شكل لوحات فنية، علاوة على استضافة نخبة من الفنانين والفنانات". فلوة ناجي تقول: "جميع البرامج الواقعية أو ما يعرف بreality TV لا تجذب انتباهي على الإطلاق، فأنا شخصياً إنسانة أعتز بخصوصيتي وأستغرب فكرة تصوير الطلاب 24 ساعة، ما يشعرني بالشفقة عليهم". وتعتبر البرنامج "عادياً ولا يستدعي الثورة الجماهيرية العارمة". وتؤيد فلوة البرنامج من الجانب الفني وتكمل: "أحبذ فكرة تشجيع الطلاب على التغذية الصحية والرياضة". لكنها ترى ان "البرامج الواقعية تدعو المشاهدين الى التجسس على حياة الآخرين وتغذية غريزة دنيئة لدى الناس". وبين المعارضة والحماسة، تبقى النقطة الرئيسة هي أن كل متابعي البرنامج رصد التطور في أداء الطلاب وأخلاقياتهم ومظهرهم الخارجي وثقتهم في أنفسهم.