الليلة يصل الموسم التاسع من برنامج «ستار أكاديمي» إلى نهايته ويعلن إسم الفائز بحضور إليسا ووائل كفوري. هناك برامج يخفّ وهجها مع تقدّم مواسمها، لكنّ برنامج «ستار أكاديمي» وبعد غياب سنتين عن الشاشة، استطاع في موسمه الجديد أن يحصد أكثر من مليونَي معجب على صفحته على «فايسبوك»، وهذا دليل على أنّه ما زال حاضراً على الساحة الفنية على رغم الزحمة في برامج الهواة أو برامج المواهب أو تلفزيون الواقع. الليلة يختار الجمهور بين جان شهيد من لبنان، زينب أسامة من المغرب، ومحمود محيي من مصر. تفاصيل كثيرة تغيّرت في هذا الموسم، أوّلها مديرة الأكاديمية التي كانت طيلة الأعوام الماضية رولا سعد، وحلّت مكانها الممثلة والكاتبة كلوديا مرشليان. أمّا التفصيل الثاني اللافت الذي تغيّر فهو موعد عرض البرنامج الذي كان يحجز مكانه ليلة الجمعة، فانتقل إلى ليلة الخميس، وبات يُعرض على شاشة ال «سي بي سي» المصرية أيضاً بعدما كان حكراً على شاشة ال «أل بي سي». بعضهم يُقارن بين المواهب والأصوات في «ستار أكاديمي» وبين الأصوات في برامج الهواة الأخرى. ولا شكّ في أنّ الأصوات التي يتم اختيارها في البرامج الأخرى تكون أفضل بكثير من تلك التي تصل إلى «ستار أكاديمي» لأنّ هدف هذا الأخير هو العمل على تطوير تلك الأصوات وتحسينها. أربعة أشهر تقريباً مرّت كانت حافلة بلوحات ضخمة ومبهرة، زاد في عنصر الإبهار التقنيات الجديدة للإضاءة مع تميّز للديكور والأزياء. إدارة كلوديا مرشليان تميّزت بالمواضيع التي طُرحِت عند إجراء التقويم، وكذلك بقربها من الطلاب أكثر. المفاجآت السارّة كانت كثيرة، كما كلّ موسم، وكذلك الإشاعات والأخبار السلبية. كثر من العالم العربي، مع ألقابهم ومكانتهم في عالم الفنّ أو في مجالات أخرى، لم يدركوا بعد أنّ هذا البرنامج يقوم على جمع شبّان وشابات تحت سقف واحد، وما زالوا يردّدون للسنة التاسعة أنّ «ستار أكاديمي لا يحترم أخلاق الشرق العربي»! مشجّعو كل مشترك، كما كلّ موسم، يشكّكون بنتائج التصويت عند خروجه من البرنامج! وطبعاً لا يمكن الجزم إن كانت نتائج التصويت صحيحة مئة في المئة، أو يتلاعب بها، ولكن ما دام الجمهور لا يثق بالنتائج فلماذا يصوّت ويقوم بالحملات التي تدعو إلى «كثافة التصويت»؟ كل تلك الإشاعات والأقاويل إنّما تزيد من نسبة المشاهدة والمتابعة، وقد تكون ساهمت في إعلان «غوغل» أنّ عبارة من أكثر عبارات البحث في العالم العربي عام 2013 كانت «ستار أكاديمي»، طبعاً بالإضافة إلى تفاصيل ما يفوز به الطلاب وأخبار يومياتهم. والأكيد أنّ طبيعة العلاقات التي تجمع بين الطلاب تحظى باهتمام كبير عند جمهورٍ عربي يتمتّع بحشرية فائضة، خصوصاً في كل ما يتعلّق بالحب و «سيرة الحب وظلم الحب لكل أصحابه». التساؤلات حول ما يجمع بين نور فرواتي من سورية وليليا بن شيخة من تونس أجيب عنها بعد خروجهما من الأكاديمية وعودتهما إليها قبل البرايم النهائي: تجمعهما علاقة حبٍّ رومانسية. يعود بنا الزمن فوراً إلى الموسم الأول من «ستار أكاديمي» حين فاضت المشاعر بين الكويتي بشّار الشطّي والمغربية صوفيا المرّيخ وكادا يصبحان «قيس وليلى» قبل الإعلان أنّ ما جمعهما ليس «حبّاً حقيقياً» وأنّه تحوّل من جديد إلى «صداقة متينة». الليلة ينتهي مشوار الموسم التاسع، وقد صار أكيداً أنّ الموسم العاشر حجز مكانه. ولا شكّ في أنّ هذا البرنامج يسلّي الناس ويملأ شاشاتهم وأوقات فراغهم، ومثله تفعل البرامج المشابهة. ولكنّ السؤال الذي يتردّد صداه بعد كل برنامج، أو بعد كل موسم من البرنامج ذاته: ما مصير المشتركين الذي نالوا شهرة واسعة ووصلوا إلى جمهورٍ عريض؟ ماذا بعد؟ أو على الأقل، ما مصير الفائزين؟ ليت المعنيين يستطيعون الجمع بين المشتركين المئة والخمسين تقريباً الذين مرّوا خلال المواسم التسعة من «ستار أكاديمي»، أو على الأقل تصوير ريبورتاجات معهم، لأنّ المشاهدين سيهتمّون بمعرفة أين أصبحوا اليوم، وعندها يمكن أن يخبروا كيف أثّر هذا البرنامج على حياتهم ومستقبلهم، فيكوّن ذلك انطلاقة الموسم المقبل.