تستعد المخرجة السينمائية السعودية هيفاء المنصور لتصوير أول فيلم عن المجتمع السعودي خلال الأشهر المقبلة. وتعمل على تشكيل فريق عمل يضم كوادر سعودية شابة وموهوبة تشارك في الفيلم من الكتابة الى القصة والتصوير والديكور والتمثيل. وقالت هيفاء: "في السعودية فنانون محترفون ولكن السينما غائبة". "الحياة" التقت المنصور وهي أول مخرجة سينمائية سعودية بعد عودتها اخيراً من الولاياتالمتحدة الأميركية عقب مشاركتها في مهرجان للأفلام القصيرة. وقالت هيفاء: "أستعد للمشاركة في اكثر من مهرجان مقبل ابتداء بمهرجان الاسماعيلية في مصر، وكذلك مهرجان روتردام للأفلام العربية في هولندا". وأضافت أنها أخرجت حتى الآن ثلاثة افلام قصيرة وهي في طريقها لتقديم عمل سينمائي ضخم يمثل المجتمع السعودي وتعتبره بوابة دخول السينما الى السعودية. شاركت المنصور في بداياتها في المسرح المدرسي "ثم بدأت دراستي في الجامعة الأميركية في القاهرة وتخصصت في الأدب الانكليزي وتخرجت عام 1997 وأحضّر الآن دراسات عليا في ادارة الاعمال وأنا بعيدة كل البعد عن مجال دراسة الاخراج السينمائي ولكنه يبقى هوايتي المفضلة". وقالت انها كانت تشارك أثناء دراستها الجامعية في العروض المسرحية والفولكلور السعودي مع زملائها في القاهرة، والهدف من ذلك التعريف بالحضارة السعودية على مسرح الجامعة الأميركية. وتقول المنصور ان حبها للإخراج هو حب دفين يرافقها منذ الصغر. اما عن بدايتها الفعلية في مجال الاخراج وخوض المسابقات فتقول: "سمعت ان هناك مسابقة ومهرجاناً للأفلام في دولة الامارات، فاتصلت بالاستاذ مسعود أمر الله وأبلغته رغبتي في ان أشارك في مسابقة الافلام في الامارات فأوضح لي انه لا بد من ايجاد عنصر إماراتي في الفيلم المشارك او ان يتحدث الفيلم عن دولة الامارات. فقررت الذهاب الى القاهرة وسمعت ان يوسف شاهين يقوم على اخراج فيلم "الغضب"، وكنت أريد ان ألتقيه، لكن لم استطع مقابلته لانشغاله فذهبت بعد ذلك وقابلت مخرجين مستقلين قالوا لي: أعدي فيلماً تكون مدته قصيرة وعرضوا لي عدداً من الأفلام فكانت هذه الخطوة دافعاً لي الى الأمام، رجعت بعد ذلك الى السعودية واخرجت فيلمي الاول، وكان عنوانه "من" وتتحدث قصته عن سفاح يتخفى بزي امرأة ويرتكب عدداً من جرائم القتل ويتنقل من بيت الى بيت، وقد صورته بكاميرا صغيرة جداً "ديجيتل" وكانت مدة عرض الفيلم في الامارات 7 دقائق ولم أحقق أية جائزة، ما زادني عزيمة وإصراراً على متابعة المشوار، وقد حاز الفيلم إعجاب الجمهور الذي شاهده، اما الفيلم الثاني فكان بعنوان "الرحيل المر" وكانت موازنته محدودة ومدته 13 دقيقة وشاركت به في مهرجان الاسماعيلية الدولي في مصر وهذه خطوة جيدة الى الامام بالنسبة الي. وتضيف: "فكرت في ان أخوض تجربة جديدة فعلاً، فأنجزت الفيلم الثالث وكان بعنوان "أنا والآخر" وحققت به جائزة أفضل سيناريو في مسابقة افلام الامارات، ويعتبر نقلة نوعية لي وشارك معي ممثلون شباب سبق لهم المشاركة في عدد من المسلسلات الخليجية والمسرحيات وهم: مشعل المطيري وصالح العلياني وطلال السدر. وصوّر هذا الفيلم سينمائياً في إمارة رأس الخيمة وكانت مدته 15 دقيقة ويتحدث عن ضياع ثلاثة مهندسين في الصحراء ولكل منهم تيار فكري مختلف عن الآخر، فأحدهم ليبرالي والآخر إسلامي والثالث محايد. ويحدث صدام فكري بينهم وفي النهاية تتفق افكار الثلاثة لأن مشكلتهم واحدة وهي كيفية خروجهم من الصحراء. وعرض الفيلم في الولاياتالمتحدة الاميركية من خلال اختيار السفارة الأميركية في الرياض لي ضمن 7 مخرجين من جميع أنحاء العالم. ولم أكن أتوقع ان يعجب به الأميركيون. فقد أشادوا به، وقالوا انهم اعجبوا بفكرة الفيلم وكيفية تفكير كل شاب في هذا الفيلم القصير. وقالت المخرجة المنصور انها لا ترى عيباً في ممارسة المرأة السعودية الاخراج السينمائي، مشيرة الى ان هدفها من مزاولة الاخراج هو تأكيد وجود إمكانات متميزة لدى المخرجات السعوديات.