تعدّ ظاهرة تغيير المدربين الأجانب أبرز الظواهر السلبية التي تشهدها البطولة السعودية في كلّ موسم ، ولم يسلم من هذه المعضلة سوى مدرب الاتحاد البرازيلي كاندينو إلى جانب مدرب الاتفاق الهولندي فيلجسن ومدرب الشباب البرازيلي زوماريو والتشيخي بيفارنيتش. وتحوم الشكوك حول بقائه مع الفريق في الموسم المقبل، وبات قريباً وبدرجة كبيرة للانضمام إلى مدربين سبقوه إلى صالة المغادرة الدولية في مطارات المدن السعودية. وفي كلّ موسم تخسر الأندية السعودية ملايين الريالات في التعاقد مع المدربين، لكن النتيجة تسريح الجهاز الفني، مثلما حدث أخيراً في الهلال عندما أطاح بالهولندي ذي الشعر الذهبي آد ديموس" إثر تدخل عنيف من قائد الفريق سامي الجابر بعد أن أشرف على تدريب الهلال في أكثر من ستة استحقاقات خارجية ومحلية. وانقسم مسيرو الزعيم بين مؤيد ومعارض لإقالة آد ديموس، إلا أن الإدارة أصرت على بقائه على الرغم من تدخل أعضاء الشرف الداعمين" لكن الإدارة وافقت أخيراً على الرضوخ لطلبات الجماهير، وهو ما عجّل بالتعاقد مع التونسي الخبير في الدوري السعودي أحمد العجلاني. والحال ينطبق على جاره اللدود النصر الذي يعدّ من أبرز الأندية في تقديم أسماء المدربين العالميين، لكنه هذا الموسم فشل في إثبات وجوده على هذا النهج. ويبدو أن خلو الخزانة الصفراء تسبّب في ذلك، ورغم ذلك نجح النصر في استقطاب اليوغسلافي تومبا كوفيتش مدرب نادي بارتيزان الذي قدّم اعتذاره عن استكمال مشواره مع الفريق لأسباب ما زالت غامضة لأنصار الفريق، ولم تجدِ استغاثة النصراويين بالمدرّب المصري محسن صالح في الوصول إلى ثاني ألقاب البطولات المحلية كأس ولي العهد، لكن الاختبار الحقيقي لقدرات صالح سيكون في المواجهات المتبقية من مسابقة الدوري، وضمان الفريق بلوغ مربع الأقوياء. ويعدّ البرازيلي كاندينو أبرز مدرّبي الدوري السعودي، بعد أن ظلّ طوال 34 مباراة دون خسارة في واحد من أهم الإنجازات الشخصية له وللاتحاد. ولفت مدرب الشباب البرازيلي زوماريو الأنظار إليه بعد المستويات الثابتة التي قدّمها الليث الأبيض، رغم افتقاده أبرز عناصره الشابة، والتي تجاوزت ستة لاعبين دفعة واحدة. ونجح زوماريو في تثبيت فريقه في المرتبة الثانية في سلم ترتيب الدوري خلف الاتحاد المتصدّر، وهو بات قريباً من التجديد مع الشباب. ويحمل زوماريو سجلاًَ جيداً في البطولة المحلية" بعد أن كان قد حضر في المرة الأولى مع نادي الرياض 1994 ونجح في خطف لقب كأس ولي العهد، ولعب المباراة النهائية في الموسم ذاته أمام النصر، بيد أنه خسر بهدف وحيد. وحظي زوماريو بثقة المسؤولين في لجنة المنتخبات السعودية التي رشحته لتدريب المنتخب السعودي في بطولة كأس الخليج في عمان. ولن تتغير الأسطوانة التي يردّدها مسيّرو الأندية السعودية، وسيظل المدرّب هو الشمّاعة التي تعلق عليها إخفاقات النادي، حتى وإن كان أبطال هذا الإخفاق الإداريين أو اللاعبين، فسيظل الحلّ السّريع دائماً هو المدرّب. ويرجع النقاد الرياضيون المتابعون للدوري السعودي سبب التغير الدائم في الأجهزة الفنية الى أن المدرب عادة هو الطريق الأسلم لإدارة النادي التي لا تستطيع أن تقيل نفسها بسبب تمسكها بكرسي الرئاسة، ولا تقدر على تسريح لاعبي الفريق بأكمله حتى لا تصطدم بمعارضة الجمهور.