عشية قمة دبلن الأوروبية التي تشهد غداً السبت انضمام عشر دول جديدة الى عضوية الاتحاد الأوروبي، عرض الرئيس الفرنسي جاك شيراك للرهانات المترتبة على هذا التوسيع، مشيراً الى ان فرنسا لم تحسم بعد خيارها في شأن الأسلوب الذي ستعتمده لإقرار الدستور الأوروبي الجديد ومؤكداً ان تركيا لا تستوفي اليوم الشروط اللازمة لانضمامها الى الاتحاد وأن هذا الإمكان يبقى قائماً انما على المدى الطويل. اكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك تمسكه ب"أوروبا القديمة" القادرة على "تأكيد استقلاليتها" والتعبير "عن رسالة التسامح والسلام والحوار" التي تحملها دولياً، مشيراً الى ان الاتحاد الأوروبي هو "تجمع قيم ومبادئ قبل ان يكون تجمع مصالح". ودعا في مؤتمر صحافي في الإليزيه امس، نواب فرنسا الأوروبيين الذين سيتم اختبارهم في الانتخابات الأوروبية في 13 حزيران يونيو المقبل الى "جمع صفوفهم" وتركيز وجودهم "في مراكز القرار"، من اجل "إسماع صوت فرنسا بفاعلية اكبر". وعما اذا كان يعتزم استشارة الفرنسيين في شأن الدستور الأوروبي الجديد بطرحه على الاستفتاء، قال شيراك ان هناك اجراءين معتمدين في فرنسا لإقرار المعاهدات الأوروبية، احدهما يقضي بطرح الأمر على البرلمان والثاني على الاستفتاء الشعبي. ورأى ان من السابق لأوانه تحديد اي من الإجراءين سيجرى اتباعه، قبل انتهاء المفاوضات الرسمية في شأن الدستور "بحيث نعرف على ماذا نصوت". تركيا والموعد المؤجل وتوقف شيراك عند موضوع انضمام تركيا الى عضوية الاتحاد الأوروبي، بعدما كان رئيس حزبه "الاتحاد من اجل الحركة الشعبية" آلان جوبيه اعلن ان مثل هذا الانضمام من شأنه "تشويه الاتحاد"، وقال ان تركيا "مؤهلة للانضمام" الى الاتحاد، وهي حصلت على تعهد في هذا الشأن منذ عام 1963، وأن هذا التعهد "لم يكن ابداً موضع اعادة نظر من جانب الرؤساء الفرنسيين المتتاليين، ولا من الدول الأوروبية" الأخرى. وأضاف: "قناعتي التي اعرف انها لا تحظى بتأييد الجميع ولكنني اتحمل مسؤوليتها" هي ان تركيا قابلة للانضمام، ولكن "هذه الخطوة غير ممكنة إلا في ظل توافر الشروط المطلوبة" وهي "غير متوافرة اليوم". وذكر ان المفوضية الأوروبية ستقدم في تشرين الثاني نوفمبر المقبل تقريراً تضمنه رأيها حول وضع تركيا، فإذا تبين انها "لبت الشروط كافة يمكن بدء التفاوض معها حول انضمامها"، علماً ان مثل هذه المفاوضات "ستكون طويلة جداً وصعبة وقد تستمر 10 سنوات او اكثر! وأكد ان من مصلحة اوروبا ان تكون "تركيا مستقرة وحديثة وديموقراطية وعلمانية وقابلة لمشاركتنا في اهدافنا وقيمنا"، وأن هذا الاحتمال افضل من إمكان ان تكون تركيا قامت بجهود ملحوظة للتأقلم مع متطلبات الاتحاد "لتجد نفسها مرفوضة لأسباب عرقية او دينية". فهذا "لا يمكن إلا ان يصب في خانة الذين يدعون الى تصادم الحضارات". العلاقة مع اميركا وتطرق شيراك الى النقاش الدائر حالياً حول ما اذا كانت اوروبا الموسعة ستكون اكثر ام اقل موالاة للولايات المتحدة، فقال ان المهم هو انه "على مستوى الشعب هناك بالتأكيد بروز لضمير اوروبي، وهذا ما يتأكد يوماً بعد يوم"، خصوصاً ان "أوروبا ملتزمة نهج تجانس لا مفر منه على رغم ما سيتخذه من وقت". عملاق اقتصادي واعتبر شيراك ان التوسع الوشيك للاتحاد شرقاً سيحوله قوة اقتصادية عالمية كبرى. وقال انه "بضم الدول التي عانت في شدة انقسامات الماضي يأخذ الاتحاد خطوة عملاقة، لأنه بسكانه البالغ عددهم 450 مليون نسمة يرسخ موقعه كقوة اقتصادية من الطراز الاول حيث سيؤدي النمو والاستثمار الى طفرة تخدم فرص العمل".