انقرة، بروكسيل، لندن - أ ف ب - رفض رئيس الحزب الحاكم في تركيا رجب طيب اردوغان خطة فرنسية - المانية لاعطاء أنقرة موعداً مشروطاً في عام 2005 لبدء محادثات انضمام العضوية الى الاتحاد الاوروبي وتعهد السعي الى تحديد موعد أكثر تأكيداً، ووصف الاقتراح الفرنسي - الالماني بأنه "غير مقبول". ودعا في حديث ادلى به الى محطة "سي ان ان تورك" التلفزيونية الى اعادة النظر في هذا الاقتراح الذي تقدم به الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر. وتطالب تركيا بموعد ثابت وقريب لبدء المفاوضات في شأن انضمامها الى الاتحاد الاوروبي، فيما اقترحت فرنسا والمانيا تحديد موعد في كانون الاول ديسمبر 2004، للبحث في ما اذا كانت تركيا التزمت المعايير الاوروبية في مجال الديموقراطية والاقتصاد على ان تبدأ بعدها مفاوضات اعتباراً من تموز يوليو 2005". ويقل هذا عن مطالب تركيا بتحديد موعد واضح لبدء محادثات الانضمام الى عضوية الاتحاد اذ ان فتح المفاوضات سيكون مشروطاً بنتائج التقرير الذي ستعده المفوضية الاوروبية خلال النصف الاول من العام 2004 لاستعراض عملية ارساء الديموقراطية والتقدم الاقتصادي في تركيا. واذا لاقى التقرير تقويماً ايجابياً، فان مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي تبدأ تلقائياً في الاول من تموز 2005، وتتواصل بعد ذلك لسنوات عدة. واعتبر رئيس الوزراء التركي عبد الله غول ان بلاده ستفقد كل حماستها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي في حال قرر تأخير انضمامها في قمة كوبنهاغن المقبلة. وأضاف غول للصحافيين "اذا بقي انضمام تركيا معلقا وتم ارجاؤه الى مواعيد غير محددة، فلن يكون لنا بالتأكيد غدا الحماسة نفسها للانضمام". وردا على سؤال حول ما اذا كانت تصريحاته تشكل تهديدا، قال انه يتحدث عن "حقائق". ويعقد زعماء الاتحاد الاوروبي قمة في كوبنهاغن في 12 و13 الشهر الجاري للانتهاء من محادثات انضمام عشر دول مرشحة من بينها قبرص واصدار حكم في شأن عضوية تركيا. ويقول ديبلوماسيون ان بعض اعضاء الاتحاد الاوروبي يشعرون بالقلق من السماح لتركيا التي يغلب المسلمون على تعداد سكانها البالغ 65 مليون نسمة بالانضمام الى الاتحاد ومن غير المرجح ان يتبنوا موقفاً يختلف عن الموقف الفرنسي - الالماني. وتؤكد أنقرة انها نفذت غالبية الشروط لبدء محادثات الانضمام الى العضوية وان لديها خطة واضحة حول كيفية مواجهة اوجه التقصير المتبقية. وتعتبر ان أمام الاتحاد الاوروبي فرصة تاريخية ليثبت انه ليس "نادياً مسيحياً" يغلق ابوابه امام الدول الاسلامية التي تشترك معه في القيم الديموقراطية نفسها. وقال اردوغان: "اذا اعطانا الاتحاد الاوروبي موعداً لبدء المحادثات... فان الرأي العام في العالم الاسلامي سيقر الاتحاد الاوروبي. ستخرج تركيا كنموذج يبين ان ثقافة الاسلام والديمقراطية يمكن ان يتعايشا معاً". واعتبرت الحكومة اليونانية ان الاقتراح الفرنسي - الالماني يشكل "تقدما مهما". وقال الناطق باسم الحكومة اليونانية كريستوس بروتوبابا ان الاقتراح يدل على "التخلي عن الموقف السلبي الذي عبرت عنه احيانا هذه الدول وهذا يشكل اساسا جديا للمحادثات". ودان "رد الفعل السلبي لتركيا" حياله. واضاف ان "اليونان تدعم فرص تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي غير ان على هذه الدولة ان تقوم بمبادرات ايجابية عبر احترام الكادر الاوروبي"، و"ان تساهم في ازالة العقبات امام الاتفاقات بين حلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي والمشاركة بطريقة جوهرية في تسوية القضية القبرصية". لندن: أسباب مخزية وفي لندن، اعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أول من أمس ان تأخير فتح مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي لأن غالبية شعبها مسلم سيكون "اكثر الاسباب خزياً". وأكد سترو في تصريح صحافي ان "دولة غالبية شعبها مسلم ولديها احزاب تدين بالاسلام ... لكنها علمانية وتقبل مفاهيمنا للقيم الديموقراطية ستكون مهمة جداً لا لاستقرار اوروبا فحسب وانما لبقية العالم ايضاً". وأضاف: "علينا ان نتذكر ان تاريخ اوروبا المكتوب بالدماء مملوء بالعنف والحروب الدينية".