تراجع اقبال العرب والاجانب على الفنادق في بغداد بعد التفجير الذي تعرض له "فندق جبل لبنان" وسط المدينة، وبات الوافدون الى العراق يبحثون عن سكن في دور وسط الاحياء السكنية الراقية لتفادي الأخطار. يقول سعد محمد أمين مدير فندق "قنديل" ان عدد نزلائه تراجع الى النصف، وان الكثير من الحجوزات الغاه اصحاب الشركات التي تشارك في اعمار العراق. وعزا اسباب انخفاض عدد النزلاء إلى إدراكهم خطورة الوضع الأمني، لا سيما أن معظم فنادق بغداد "غير محصن أمنياً"، وان الأميركيين لا يقبلون إعطاء رخص بحمل السلاح للعاملين في الفنادق وحراسها. وأشار الى ان كثيرين من النزلاء بدأوا البحث عن غرف للسكن لدى عائلات عراقية لخفض احتمالات تعرضهم للخطر. ويعتمد قسم كبير من الفنادق العراقية على الإيرانيين الذين يفدون إلى العراق لزيارة المراقد الدينية. ويقول فاروق فؤاد، مدير فندق "قصر المسبح" إن حادثتي التفجير في كربلاء والكاظمية في عاشوراء ادتا الى الغاء عقد وقعه الفندق مع شركة ايرانية في شيراز لاستقبال أكثر من مئتي حاج لمدة سبعة شهور، مضيفاً ان هناك أكثر من 20 فندقاً في منطقة السعدون في بغداد أصحابها تضرروا من الحادثتين. ويشير الى ان الاجراءات الأمنية التي يعتمدها الفندق لا تتعدى فحص الوثائق الخاصة بالنزلاء، والاعتماد على دوريات لسيارات الشرطة امام المدخل، لذلك "امكانات حماية النزلاء ضعيفة جداً". ولم يمنع الوضع الحالي للفندق المستثمرين العراقيين من الاستمرار في البحث عن مشروع فندقي جديد، اذ لا يزال كثيرون منهم يعتبرون مثل هذا الاستثمار مشروعاً ناجحاً سيدرّ الربح الوفير لاحقاً. والمفارقة ان اصحاب مستشفيات حوّلوها الى فنادق، منها "مستشفى العربي" الذي اصبح "فندق قصر العرب" 104 غرف وافتتح اخيراً لاستقبال النزلاء العرب والاجانب. ويقول مالكه قيس حسن ان العراق "شهد توافد ضيوف من جنسيات متعددة لذلك فإن تحويل المستشفى الى فندق من شأنه أن يدر ربحاً جيداً". ويؤكد "رفض استقبال الأميركيين والبريطانيين لضمان سلامة الفندق" مثل كثيرين من أصحاب الفنادق والمطاعم الذين باتوا يخشون أن تصبح منشآتهم هدفاً لتفجيرات وهجمات لم يسلم منها بعض مطاعم بغداد وفنادقها. وليد عبد الجبار، مدير الفندق ينبّه الى ان استخدام نزلاء الحراس الشخصيين الذين يحملون اسلحة "سبب مهم لاعتقاد الارهابيين بوجود رجال استخبارات اجانب، ونصب جدار امني يحيط بالفندق يجعله مستهدفاً، كما حصل في "برج الحياة" في بغداد الذي تعرض لهجمات صاروخية".