اجرى وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط مباحثات مطولة مع الدكتور محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، و صرح د. البرادعي عقب اللقاء انه تم تبادل وجهات نظر حول عدد من الموضوعات في مقدمتها الامن الاقليمي للشرق الاوسط وجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي للمساعدة في احراز تقدم فيما يتعلق بانشاء منطقة منزوعة السلاح في الشرق الاوسط، في اطار ما طلبته الدول الاعضاء في الوكالة لاجراء مشاورات مع دول المنطقة بما فيها اسرائيل، وان هذا الموضوع استحوذ على قدر اكبر من الجهد في الفترة الماضية وخاصة خلال زيارته لدول المنطقة بما فيها اسرائيل، لمعرفة ما اذا كانت هناك فرصة لاحراز تقدم في الموضوع. واوضح البراعي ان هناك فرصة للمضي قدماً لاحراز تقدم حيث اكد رئيس وزراء اسرائيل استعداده لبحث الموضوع كجزء من عملية السلام، وهو ما وصفه البرادعي بانه خطوة للامام. واشار البرادعي إلى انه تم الاتفاق على عقد منتدى للحوار ودراسة امكانية انشاء مناطق منزوعة السلاح النووي في مختلف انحاء العالم بما فيها الشرق الاوسط وانه يمكن ان يعقد في يناير 2005 في فيينا بمشاركة كافة دول المنطقة بما فيها اسرائيل والدول دائمة العضوية في مجلس الامن. واعرب البرادعي عن أمله في ان تكون تلك الخطوة بداية لاحراز تقدم في هذا الموضوع خاصة ان موضوعات الامن الاقليمي مطروحة منذ خمس عقود، ولا بد من مراعاة تعقيدات تلك القضايا علماً بأنها ستأخذ وقتاً حتى نحرز التقدم، وهو ما يجعل هذا الموضوع محور لاهتمامنا في الفترة الحالية وضرورة معالجته كما نهتم بمعالجة موضوعات السلام. وشدد البرادعي على انه لا يمكن ان يتحقق السلام الشامل والدائم بدون ان نتفهم ابعاد الامن الاقليمي وأهمية معالجة موضوع اسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها السلاح النووي وضرورة الحد من السلاح التقليدي. واكد البرادعي: ان الاسراع في هذا الحوار هو في مصلحة كافة الاطراف مع ضرورة احياء المحادثات متعددة الاطراف المتوقفة حالياً والمنبثقة عن مؤتمر مدريد في أسرع وقت. وحول ما اذا كانت هناك خطوات عملية لبحث البرنامج النووي الاسرائيلي خاصة بعدما تردد عن وجود تسرب اشعاعي من مفاعل ديمونة وصرف اسرائيل لاقراص وقائية لمواطنيها قال البرادعي، ان المنتدى المقترح يمكن ان يكون فرصة لبدء حوار حول الشرواط والخطوات التي يمكن توافرها لانشاء منطقة منزوعة السلاح في الشرق الاوسط وبالنسبة لمفاعل ديمونة لا بد من التفرقة بين التفتيش لاغراض الامن، واذا كان هناك تسرب اشعاعي فهذا ليس مرتبط بخضوع اسرائيل لاتفاقية منع الانتشار النووي ولكن هذا مرتبط بالامان النووي واكد ان الوكالة على استعداد اذا كان هناك اي تخوف من وجود تسربات اشعاعية على الحدود مع مصر او غيرها فنحن على استعداد لارسال بعثات فنية لرصد الاشعاع داخل الحدود المصرية او الاردنية وقد قامت الوكالة بالتعاون مع الاردن في العام الماضي لازالة التخوفات الاردنية ازاء وجود تسربات اشعاعية.