كثرت التكهنات حول إرجاء زيارة العاهل الاردني الملك عبدالله الى واشنطن، بعد مقتل قائدي "حماس" الشيخ احمد ياسين والدكور عبدالعزيز الرنتيسي، والموقف الاميركي الداعم لاهداف رئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون عبر انسحابه من غزة. وترى اوساط عربية مطلعة في باريس، ان الاسبوع الجاري سيكون حاسماً بالنسبة الى زيارة العاهل الاردني الى واشنطن ولقائه الرئيس الاميركي جورج بوش، او تأجيل الزيارة مجدداً. وتقول الاوساط انه كان لا بد للملك عبدالله من تأجيل زيارته الى واشنطن، بعد الدعم الاميركي لخطة شارون المتعلقة بالانسحاب من غزة، بشكل كلي وعلني. لكن الاوساط تعتبر ان من الطبيعي ان يستوضح الملك الذي تربطه علاقات ثقة وتحالف مع بوش، الموقف الاميركي لمعرفة اذا كان مجرد مسايرة لشارون كي ينجح في استفتائه داخل حزبه ليكود على خطة الانسحاب من غزة، ام ان الموقف الاميركي يمثل تغييراً حقيقياً وتنازلات لشارون. وتشير الاوساط الى ان الاردن يتخوف من ان يتحول الانسحاب من غزة الى بديل للدولة الفلسطينية، وان الملك عبدالله بعث برسالة الى بوش في 8 نيسان ابريل شدد فيها على ضرورة ان يكون الانسحاب الاسرائيلي جزءاً من "خريطة الطريق" والا تعطي الولاياتالمتحدة اسرائيل اي تنازلات تتعلق بالوضع النهائي. وتقول الاوساط ان هذه المطالب الاردنية هي بمثابة ضمانات تؤكد للاردن ان اي حل للقضية الفلسطينية، غير الدولة الفلسطينية لن يكون حلاً على حسابه. وذكرت ان الاردن يتخوف من الحل الذي يزيل فكرة الدولة الفلسطينية ويعيد طرح الاردن كوطن بديل ويعيد طرح ما يسميه الاسرائيليون "الخيار الاردني" لتهجير الفلسطينيين الى هذا البلد. وتؤكد ان التزام الاردن الدعوة الى دولة فلسطينية مرده الى المصلحة الاردنية وليس لمجرد التضامن مع موقف عربي. ولذلك، ترى الاوساط على رغم العلاقات الممتازة والمميزة مع الولاياتالمتحدة وعلى رغم وجود معاهدة سلام مع اسرائيل، فان اي تطور يشعر الاردن انه سيؤثر على قيام دولة فلسطينية يؤدي الى موقف علني حازم من جانبه. وتابعت ان كون مشروع شارون للانسحاب من غزة ليس جزءاً من "خريطة الطريق" يعزز مخاوف الاردن الذي يروّج ل"الخريطة" لأنها الوثيقة الدولية الوحيدة التي تطالب بدولة فلسطينية وتنص على الخطوات المؤدية الى انشاء هذه الدولة. وتشير الاوساط الى ان الملك عبدالله يصرّ على اقناع بوش بذلك، لإدراكه ان لا حل من دون الولاياتالمتحدة، ولأن الادارة الاميركية، على رغم تشددها، وافقت على "خريطة الطريق". ومضت تقول انه لا بد من ان يقنع الجانب الاردني الادارة الاميركية بأن الانسحاب من غزة ينبغي الا يكون بديلاً عن الدولة الفلسطينية وان يكون جزءاً من حل شامل يقود الى الدولة. وقالت الاوساط ان لدى القيادة الاردنية شعوراً مفاده ان اسرائيل تسعى الى ان تأخذ من الادارة الاميركية ثمن انسحابها من غزة على شكل قرارات تتعلق بالحل النهائي. وترى الاوساط انه في حال توجه الملك عبدالله الى واشنطن، فإنه ينبغي ان يحصل على توضيح جيد للموقف الاميركي كي يكون لزيارته معنى، والا فإن الزيارة ستبدو كأنها موافقة اردنية على ما يجري وعلى نهج يهدد مستقبل الاردن.