سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الوزراء استقبله في مزرعته في النقب وناقش معه تداعيات "الجدار" على الاردن . الملك عبدالله في "زيارة سرية" لاسرائيل وشارون يعده بحراسة الحدود وضمان سلامة المملكة
قام العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بزيارة "سرية" لمزرعة رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون في النقب اول من امس، وهي زيارة اكدها الاردن مشيراً الى انها "زيارة عمل قصيرة". وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية ان الزيارة سبقتها زيارة سرية اخرى لرئيس الاستخبارات الاردني الفريق اول سعد خير ناقش خلالها الطرفان خطة "فك الارتباط" و"الجدار الفاصل" الذي تقيمه اسرائيل في الضفة الغربية. واوضحت الصحيفة التي كتبت في صدر صفحتها الاولى عنواناً "مهمة سرية: ملك الاردن وصل في زيارة خاطفة لاسرائيل"، ان شارون شخصياً استقبل العاهل الاردني في مهبط الطائرة الاردنية التي وصلت الى مزرعة شارون، وان الرجلين بحثا في خطة الانفصال والجدار الفاصل اثناء تناولهما الغداء على مدى ثلاث ساعات. وذكر مراسل الصحيفة شمعون شيفر ان الهدف من الزيارة كان "تبديد المخاوف الاردنية من تداعيات بناء الجدار"، اذ يخشى الاردن ان يؤدي الى تهجير اعداد كبيرة من الفلسطينيين الى الاردن، الامر الذي يهدد التوازن الديموغرافي في المملكة. وكتب شيفر ان شارون وعد العاهل الاردني بأن تواصل اسرائيل "حراسة النقاط الحدودية مع الاردن" والعمل ما وسعها "لضمان سلامة المملكة الهاشمية". الاردن يؤكد اللقاء وفي وقت لاحق، اعلن مسؤول في الديوان الملكي الاردني امس لوكالة "فرانس برس" ان العاهل الاردني التقى اول من امس شارون في اطار "زيارة عمل قصيرة" لاسرائيل رافقه خلالها رئيس الاستخبارات الاردنية. واضاف ان الزيارة تأتي "انطلاقاً من حرص الاردن على توظيف اتصالاته وعلاقاته مع اسرائيل لمنعها من اتخاذ خطوات احادية الجانب تؤثر علي حقوق الشعب الفلسطيني ومستقبله في اقامة دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي الفلسطينية المحتلة". وتابع المصدر ان العاهل الاردني شدد على ان "تطبيق خريطة الطريق هو الحل الوحيد لضمان حقوق الجميع ولتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة". وشرح ان المحادثات تأتي ايضاً في "ضوء الاتصالات التي قامت بها مصر خلال الايام الماضية في شأن خطة شارون الرامية للانسحاب من غزة ولئلا يشكل هذا الانسحاب بديلاً عن خريطة الطريق". وقال ان العاهل الاردني "سعى الى التأكيد على ضرورة ان يكون الانسحاب من غزة مقدمة لانسحاب شامل من الاراضي الفلسطينية وليس انسحاباً تكتيكياً يراد منه اخلاء المستوطنات في غزة وترحيل المستوطنين الى الضفة". يذكر ان الاردن اعلن مرارا معارضته بناء "الجدار الفاصل"، وشارك في المداولات القانونية التي شهدتها محكمة العدل الدولية التي تنظر في قانونية بناء الجدار من وجهة نظر القانون الدولي. وكان شارون اشار في تصريحات الاسبوع الماضي الى نيته الاجتماع مع العاهل الاردني. وهذا هو الاجتماع الاول بين شارون والملك عبدالله منذ حزيران يونيو عام 2003 حيث شارك الطرفان في اجتماع القمة الثلاثي الذي حضره رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك محمود عباس أبو مازن. وان كان شارون "بدد" مخاوف الاردن من الجدار وخطة "فك الارتباط" كما اشارت المصادر الاسرائيلية، فإنه ما زال يراوح مكانه على صعيد المعركة الداخلية داخل حزبه حيث سيلتقي وزراء حكومته من حزب ليكود غدا، في مسعى الى الحصول على موافقتهم على خطته. وذكرت تقارير صحافية اسرائيلية ان وزيري الخارجية سلفان شالوم والمال بنيامين نتانياهو يقودان المعارضة الداخلية ضد شارون. وكانت المحكمة العليا الاسرائيلية ردت التماساً تقدم به مستوطن، وهو محام يطالب بمنع شارون من عرض خطة ل"فك الارتباط" التي وصفها ب"خطة شخصية"، على الرئيس جورج بوش او اي رئيس دولة اجنبية اخر قبل حصوله على مصادقة الحكومة الاسرائيلية والكنيست عليها. ورفضت المحكمة الالتماس جملة وتفصيلا، الامر الذي اعتبره الملتمس الاسرائيلي "تضييع فرصة لاعادة ضبط تصرفات شارون التي تناقض اسس المؤسسات الديموقراطية في اسرائيل". وجاء قرار المحكمة الاسرائيلية قبل يومين من توجه مدير مكتب شارون المحامي دوف فايسغلاس الى واشنطن لعرض الخطة "التفصيلية" للانسحاب من قطاع غزة كما اعتمدها شارون بناء على توصيات الجيش الاسرائيلي الاسبوع المقبل. فلسطينياً، واصل المجلس الامني القومي الفلسطيني اجتماعاته برئاسة الرئيس ياسر عرفات ومشاركة رئيس الوزراء احمد قريع ابو علاء، وتمت مناقشة "تقارير عن الوضع الامني وتعزيز الاجراءات لفرض الامن والقانون"، حسب ما اكدت الاذاعة الفلسطينية.