قرّر التحالف المصرفي المنبثق من"مصرف الوفاء"و"البنك التجاري المغربي"، أمس الاثنين، اطلاق اسم"التجاري - الوفاء"على الاندماج الجديد بين المصرفين، بعد الانتهاء من عمليات تبادل الحصص وشراء الأسهم المتبقية في بورصة الدار البيضاء. ويقدّر حجم السيولة التي باتت تتوافر عليها المجموعة المصرفية التي تقودها"اونا"، بنحو 10 بلايين دولار، ما يضعها في المرتبة الاولى في ترتيب المصارف التجارية الخاصة في شمال غربي أفريقيا. وقالت مصادر من المصرفين ان قرار التسمية الجديدة تم اتخاذه خلال اجتماع مجلس المساهمين في الدار البيضاء، الذي قرّر الاحتفاظ باسم"الوفاء"بطلب من عائلة الكتاني الثرية التي كانت تملك 48 في المئة من الأسهم في المصرف، فيما فضل"البنك التجاري المغربي"الاحتفاظ باسمه العربي والابتعاد عن تسيمته الفرنسية السابقة"بي سي ام"التي تعود إلى عام 1911، علماً ان هناك أكثر من مصرف مغربي يحمل الحروف الاولى"بي ام سي"، مثل"المغربي للتجارة الخارجية"، الذي يملكه رجل الأعمال عثمان بن جلون. وحسب المصادر نفسها، فإن بعض المديرين في"التجاري"كانوا اقترحوا اطلاق اسم"البنك الذهبي". لكن الأطراف النافذين في مجموعة"اونا"فضلوا التسمية العربية تحسباً لدور مستقبلي للمجموعة الجديدة في منطقة المغرب العربي. وكان"البنك التجاري"تملّك نهاية العام الماضي غالبية أسهم"مصرف الوفاء"في عملية زادت قيمتها على 500 مليون دولار، وتقرّر دمج المصرفين في مجموعة واحدة. واعتبرت المصادر ان كلمة"وفاء"لها دلالات لغوية وتجارية يجب الاحتفاظ بها لطمأنة العملاء والمتعاملين. يُذكر ان"الوفاء"كان يحتل المرتبة الثالثة في تصنيف المصارف التجارية المغربية، فيما كان"التجاري المغربي"يحتل المرتبة الاولى، يليه"المغربي للتجارة الخارجية". ولا يشمل التصنيف"مصرف البنك الشعبي"المملوك للدولة غير المدرج في بورصة الدار البيضاء، والذي تزيد سيولته على 7 بلايين دولار، وهو متخصّص في جلب ودائع المهاجرين من الخارج التي قارب حجمها العام الماضي أربعة بلايين دولار. ويرجّح ان تحتل المجموعة الجديدة المرتبة الخامسة أو السادسة في ترتيب المصارف التجارية العربية، برقم معاملات يزيد على 10 بلايين دولار. وقالت المصادر ل"الحياة"ان المجموعة الجديدة باتت مملوكة بنسبة تزيد على 80 في المئة من مساهمين محليين، بعد تخلي كل من"بنك بلباو فياسكز"الاسباني ومصرف"كريدي اغريكول أندوسويز"الفرنسي عن الحصص التي كانا يملكانها في"الوفاء"واشترتها"اونا". ويسعى التجمع المصرفي الجديد إلى لعب دور القاطرة في نشاط المصارف المغربية إلى جانب"مصرف البنك الشعبي"الذي سيتم بيع 21 في المئة من أسهمه قريباً في بورصة الدار البيضاء في اطار برنامج التخصيص. وقال وزير المال فتح الله ولعلو، ل"الحياة"، ان الحكومة تؤيّد قيام كيان مصرفي كبير مملوك من مساهمات مغربية عشية بدء العمل بالمناطق التجارية الحرة مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوربي ودول"اعلان اغادير العربية"وتركيا. وحسب الوزير، فإن"التجمع المصرفي الجديد مدعو الى لعب دور القاطرة"في مجال تمويل مشاريع الشركات المحلية، وتوفير السيولة اللازمة لتنمية الاستثمارات ومرافقة توسع التجارة الخارجية والسياحة وتحويلات المهاجرين. وكان"بنك الوفاء"قاد في الأعوام القليلة الماضية معركة خفض الفائدة على القروض المدينة، واستطاع تقليصها إلى معدل 8.7 في المئة من 11.5 في المئة في عام 1995، وخفض الفائدة على المساكن إلى 6 في المئة على رغم تحفظ البنوك التابعة للمصارف الفرنسية التي أعربت عن مخاطر انكماش دورها أمام تصاعد دور المصارف المغربية. وقد منحت المصارف المغربية العام الماضي قروضاً للاقتصاد بلغت قيمتها 235 بليون درهم نحو 26 بليون دولار، فيما ارتفعت الودائع المصرفية إلى 294 بليون درهم نحو 32.5 بليون دولار تمثل 69 في المئة من إجمالي الناتج المحلي. ويقدر حجم القروض الممنوحة من شركات تمويل الاستهلاك ب31 بليون درهم نحو 3.4 بليون دولار، ليرتفع مجموع القروض التجارية الموزّعة إلى نحو 30 بليون دولار في 2003.