اعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشبل اليو ماري التي اختتمت في الاردن امس جولة عربية شملت دولاً خليجية، ان كل الدول التي زارتها لم تبد اي رغبة في ارسال قوات الى العراق، رغم تشديدها على وحدة هذا البلد، وضرورة تفادي حرب أهلية. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج ابلغ كبار المسؤولين في دولة الامارات ان ايران لا تبحث عن لعب دور في العراق في هذه المرحلة. وسبقت زيارة ارميتاج للمنطقة جولة عربية لوزيرة الدفاع الفرنسية انهتها امس في الاردن، بعد محطة أخيرة في دول الخليج، كانت ابوظبي. وأجرت الوزيرة محادثات مكثفة مع كل من ولي عهد ابوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ورئيس الاركان الاماراتي الشيخ محمد بن زايد. وتحدثت المصادر الفرنسية عن استياء المسؤولين الاماراتيين من عدم اغتنام الولاياتالمتحدة فرصة تجلت في المبادرة العربية لإيجاد حل سلمي للصراع في الشرق الاوسط والتي تبنتها قمة بيروت. ويسود انطباع لدى المسؤولين الاماراتيين بأن الادارة الاميركية لن تتحرك لدفع مسيرة السلام في الشرق الاوسط طالما الرئيس جورج بوش منهمك في حملة انتخابية. ولمس الجانب الفرنسي قلقاً واسعاً لدى دول المنطقة ازاء تدهور الأوضاع، واقتناعاً بأن عدم تسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يزيد العنف والارهاب. ولدى المسؤولين في المنطقة الذين التقتهم اليو ماري مخاوف من تدهور الاوضاع في العراق، وتزايد العمليات الارهابية في المنطقة، وكذلك اقتناع بأن الادارة الاميركية ارتكبت اخطاء كبرى في ذلك البلد وان العمل العربي المشترك معطّل، فيما الاوضاع تتجه الى أسوأ إذا بقيت الأمور على ما هي عليه. ويأمل اولئك المسؤولون بأن تتحرك دول مثل فرنسا وبقية الدول الاوروبية والاسرة الدولية لايجاد مخارج لتدهور الاوضاع في العراق، ومن اجل اعادة اطلاق "خريطة الطريق". ويعلّق الجميع اهمية على مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى العراق الاخضر الابراهيمي، وعلى دور اساسي للمنظمة الدولية. ولمس الجانب الفرنسي لدى الدول الخليجية اصراراً على التمسك بوحدة العراق وتجنب الحرب الاهلية فيه. يذكر ان وزيرة الدفاع الفرنسية شددت على ان الظروف الحالية في العراق لا تسمح بوجود فرنسي فيه، وحددت في مؤتمر صحافي عقدته في ابوظبي مساء السبت ثلاثة شروط هي نقل السيطرة للامم المتحدة ووجود حكومة شرعية عراقية، وان تطلب هذه الحكومة الدعم من فرنسا والمجتمع الدولي. وأكدت اليو ماري ضرورة نقل السلطة الى العراقيين، واحترام موعد 30 حزيران يونيو المقبل. واشارت الى ان جميع الذين التقتهم في دول المنطقة عبروا عن "قلقهم العميق من الوضع في العراق، واكدوا ضرورة ضمان وحدته واستعادة العراقيين سيادتهم. ولفتت الى ان كل الدول التي زارتها "لم تبد أي رغبة في ارسال قوات" الى ذلك البلد. واعلنت ان موضوع عقد مؤتمر دولي للعراق سيكون ضمن المواضيع التي يناقشها الرئيس الفرنسي جاك شيراك مع الابراهيمي، مؤكدة ان عناصر كثيرة في الادارة الاميركية بدأت تتفهم الرؤية الفرنسية لإيجاد مخرج من الوضع الحالي في العراق. وعما ذكره رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون عن سحب تعهداته للإدارة الاميركية بعدم المس بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قالت الوزيرة ان "تنبيه الرئيس بوش" لشارون "كاف". وأكدت ضرورة استمرار الحوار بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددة على التزام طهران تعهداتها في المجال النووي. إلى ذلك، اوضحت اليو ماري ان عقود التسليح الفرنسية للإمارات طائرات ميراج 2000، ودبابات لوكليرك تنفّذ في شكل جيد، وكشفت عقوداً جديدة.