اعلن جنرال اسرائيلي ان "حركة المقاومة الاسلامية" حماس مخترقة بعملاء سهلوا اغتيال قيادات فلسطينية. جاء هذا الاعلان في وقت حذر مسؤول أميركي اسرائيل من المس بالرئيس ياسر عرفات على اعتبار ان ذلك "سيضر بالمصالح الأميركية في المنطقة". وفي حين رفض رئيس الوزراء آرييل شارون انتقادات واشنطن محملا عرفات دم يهود، قلل الرئيس الفلسطيني من شأن التهديدات بقتله، ورحب بالشهادة قائلا ان "شهيدنا بأربعين". راجع ص 5 و6 و7 وقال قائد "حرس الحدود" في الجيش الاسرائيلي الجنرال ديفيد تسور في مقابلة مع موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" على الانترنت، ان "عملاء" اسرائيليين اخترقوا "حماس". وردا على سؤال عن دقة المعلومات التي اتاحت اغتيال زعيمي الحركة الشيخ احمد ياسين وخليفته الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي، قال: "اننا بارعون في استخدام الامكانات البشرية لجمع المعلومات ... اننا نستثمر الكثير من الجهود ليكون لنا عملاء، ونجحنا في تحقيق نتائج مذهلة". في غضون ذلك، توالى التنديد الدولي بتهديد شارون باغتيال عرفات. وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى ل"الحياة" ان واشنطن "لا ترى أي مبرر للتهديدات الاسرائيلية"، مشيراً الى أن الرئيس الفلسطيني المحاصر "لا يمثل تهديداً لأمنها". واعتبر ان اسرائيل "تبلغت بوضوح أننا نعارض إيذاء عرفات ... لأن ذلك يخلق أوضاعاً تضر بفرص إعادة اطلاق عملية السلام ويهدد المصالح الأميركية في المنطقة، ولا يحل أي مشكلة". وتمثل تحذيرات المسؤول الأميركي خطوة متقدمة على تصريح وزير الخارجية كولن باول الذي شدد على أن "الرئيس جورج بوش اكد بوضوح انه يعارض أي محاولات ضد السيد عرفات، وبأنه يؤمن بحزم ان لديه التزاما من شارون بعدم تنفيذ أي محاولات من هذا النوع". وقالت مصادر صحافية ان مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس أجرت اتصالاً مع دوف فايسغلاس، مدير مكتب شارون، لنقل رسالة مماثلة. وعكست تصريحات المسؤولين الأميركيين قلقاً حقيقياً من أن شارون قد يلجأ فعلا الى تصفية عرفات في حال تعرضت اسرائيل الى هجوم كبير أو في سياق افتعال اشتباك مع قوات الحرس المكلفة حمايته، او في حال احتاج شارون الى تحسين فرص نجاح "خطة الفصل" في الاستفتاء الذي سيجري داخل "ليكود" مطلع الشهر المقبل. إلا أن مسؤولاً أميركياً سابقاً استبعد أن تقدم اسرائيل على قتل عرفات قبل بدء تنفيذ الانسحاب من قطاع غزة. واعربت كل من موسكو وباريس عن "القلق الشديد" من امكان المس ب"رئيس منتخب". اما عربيا، فالتنديد كان خافتا، واقتصر على ادانة من وزير الخارجية المصري احمد ماهر والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وتجمع الاف الفلسطينيين في مقر عرفات في رام الله للتضامن معه، في حين اعتبر رئيس الوزراء السابق محمود عباس ابو مازن في بيان ان الاعلان عن نية اغتيال رئيس يشكل "سابقة لا نظير لها في تاريخ الدول والشعوب، ولا يمكن الا اعتبارها تجليا خطيرا لارهاب الدولة الذي يمارسه شارون ضد الشعب الفلسطيني ورئيسه الشرعي المنتخب". وحذرت "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" من مغبة المس بعرفات واعلنت ان ذلك سيؤدي الى اشعال المنطقة برمتها وان الرد سيكون مجلجلا. اما الشارع الفلسطيني الذي فقد امس في جنين اربعة شهداء قضوا برصاص "وحدات خاصة" اسرائيلية، فأجمع على ان اغتيال عرفات "مسألة وقت" خصوصا في ظل الصمت العربي وعدم الثأر لياسين والرنتيسي.