سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر سياسية اسرائيلية تتوقع تراجع عباس عن استقالته ... وزيادة حال التأهب في اسرائيل . شارون يهدد بتصفية قادة "حماس" جسدياً "حتى آخرهم" وشالوم يقود جوقة المحرضين على عرفات والمطالبين بإبعاده
واصلت اسرائيل تهديداتها قادة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وناشطيها بتصفيتهم جسدياً "حتى آخرهم". ونقل عن رئيس الحكومة ارييل شارون قوله: "اما نحن أو هم... جميعهم يستحقون الموت". وأعادت استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن الى السطح من جديد مسألة طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وقال وزير الخارجية سلفان شالوم انها "نتيجة حتمية لضلوعه في الارهاب ضد اسرائيل". وأعلنت الشرطة الاسرائيلية حال تأهب قصوى تحسباً لعمليات انتقامية تخطط لها "حماس". هدد ارييل شارون قادة "حماس" بالاغتيال قائلاً ان اسرائيل لن تدع أياً منهم ينعم بالراحة وستلاحقهم "بعد أن وضعوا نصب أعينهم هدفاً واحداً القضاء على اسرائيل"، على ما أفادت صحيفة "يديعوت احرونوت"، فيما نقلت الاذاعة العبرية الرسمية عن قريبين منه قوله انه سيتم القضاء على قيادة الحركة و"ستحين ساعة كل منهم" وانها حرب من دون هوادة. ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن ضابط كبير في جيش الاحتلال تهديداته بأن الجيش سيواصل عمليات الاغتيال أو "التصفية الموضعية" وفقاً للقاموس العسكري، براً وجواً من دون تمييز بين قائد عسكري وآخر سياسي، مضيفاً أن سفر شارون الى الهند اليوم لن يرجئ عمليات الجيش. وأضاف ان محاولة اغتيال مؤسس "حماس" الشيخ أحمد ياسين، وعلى رغم عدم نجاحها، حققت الرسالة المرجوة منها بأن لا أحد يتمتع بحصانة، زاعماً ان ياسين كان، اثناء وجوده في الشقة التي قصفتها المقاتلات الاسرائيلية، يخطط وسائر قادة الحركة لعمليات استشهادية جديدة! ورفض مسؤولون عسكريون كبار توصيف نجاة الشيخ ومرافقيه بأنه كان "فشلاً عسكرياً" وعزوا نجاتهم الى قرار وزير الدفاع عدم استخدام قنبلة زنتها طن و"الاكتفاء" بواحدة زنتها 250 كلغم "لحرصه على عدم المساس بمدنيين أبرياء"! ترحيل عرفات وجرياً على العادة، ومع كل تصعيد عسكري، عاود الاسرائيليون طرح مسألة ترحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على بساط البحث وفتحت الاذاعات مايكروفوناتها لسماع المؤيدين، وهم الغالبية، والمعارضين لاجراء كهذا. وقاد وزير الخارجية سلفان شالوم جوقة المحرضين وتباهى بأنه كان أول من دعا، قبل أكثر من عامين، الى إبعاد الرئيس الفلسطيني "الذي يحول دون أي تقدم في العملية السلمية" مؤكداً من جديد أن شارون سيجري قريباً نقاشاً استراتيجياً حول الموضوع. واعتبر أن محاولة اغتيال الشيخ ياسين "لها ما يبررها أخلاقياً"، مشترطاً عدول "أبو مازن" عن استقالته "على نحو يرضي اسرائيل" بقيامه "بضرب البنى التحتية العسكرية للتنظيمات الفلسطينية" مشككاً في قدرته على ذلك "ما بقي عرفات في المنطقة وسعى الى تشكيل حكومة على صورته"! وتناوب وزراء اليمين على تهديد عرفات بالابعاد والاغتيال وإحكام عزله، لكن مصادر صحافية مطلعة رأت في تهديداتهم مجرد "تنفيس احتقان" و"بالونات تجربة" حيال موقف أميركي معارض لإبعاد عرفات "ليس تعاطفاً معه بقدر ما هو تخوف أميركي من تورط آخر على غرار التورط الأميركي في العراق" على ما أفادت اذاعة الجيش الاسرائيلي، التي استندت الى ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" أمس عن معارضة الادارة الاميركية ترحيل عرفات "طالما استمر التورط في العراق". وينفي ما ذكرته الصحيفة الأميركية ما نُسب الى مدير مكتب رئيس الحكومة دوف فايسغلاس عن تلقيه "ضوءاً أخضر" من الولاياتالمتحدة للتحرك ضد الرئيس الفلسطيني. وكتب المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف ان فايسغلاس تلقى "جواباً قاطعاً" بأن واشنطن لا تزال تطالب اسرائيل بعدم المساس بعرفات "خشية أن يؤدي ذلك الى تعقيد كامل للوضع"، مضيفاً أن اسرائيل قررت ازاء هذا الموقف استهداف الشيخ ياسين لتنقل الى العالم رسالة تقول ان القادة الفلسطينيين الذين يمارسون "الارهاب" ضدها لن يتمتعوا بأي حصانة. الى ذلك، توقعت مصادر سياسية اسرائيلية ان يتراجع "أبو مازن" عن استقالته أو يعود الرئيس عرفات لتكليفه تشكيل حكومة جديدة "ليعلم عرفات ان اطاحة أبو مازن ستجعل سيناريو إبعاده ملموساً وفورياً" وانه لهذا السبب لم ينتقل جيش الاحتلال من "مخططاته الدفاعية" الى الهجومية. ولفتت المصادر الى ارتياح اسرائيل لحقيقة ان الولاياتالمتحدة لم تندد بمحاولة اغتيال الشيخ ياسين لدى تعقيبها عليها "ما يؤكد دعمها سياسة اسرائيل ملاحقة قادة حماس وناشطيها واستهدافهم جسدياً". اعلان حال تأهب وفي موازاة فرض جيش الاحتلال طوقاً أمنياً شاملاً على الضفة الغربية وقطاع غزة، أعلنت الشرطة الاسرائيلية رفع حال التأهب الى مستوى أقل بدرجة واحدة عن حال الطوارئ تحسباً لعمليات استشهادية اعلنت "حماس" نيتها تنفيذها انتقاماً لمحاولة اغتيال مؤسسها. وقالت الاذاعة العبرية ان لدى أجهزة الأمن 37 انذاراً باحتمال تنفيذ عمليات كهذه ما استدعى تعزيز الحراسة على أقطاب الدولة العبرية وقادة أجهزتها الأمنية، وتسيير دوريات على "خط التماس" الخط الأخضر وتشديد الحماية على المؤسسات التعليمية والمجمعات التجارية ومداخل المدن ونصب الحواجز في محاور الطرق الرئيسية وانتشاراً مكثفاً لعناصر الشرطة والجيش في مدينة القدس تحديداً. بيريز ينتقد محاولة الاغتيال وانتقد زعيم المعارضة العمالية الاسرائيلية شمعون بيريز أمس الغارة التي شنها الطيران الاسرائيلي أمس لتصفية مؤسس حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين، وقال للاذاعة الاسرائيلية العامة: "يجب القيام بكل شيء لتفادي اي تصعيد، وفي ما يتعلق بياسين نحن امام حالة خاصة، خصوصاً بسبب وضعه الجسدي"، في تلميح الى كون الشيخ ياسين مريضاً ومقعداً. وأضاف بيريز: "يجب توخي الكثير من الحذر عندما نقرر اهدافاً كبيرة، فعندما كنت رئيساً للوزراء اعطيت الضوء الأخضر لعمليات تصفية تستهدف فقط قنابل حية". وتابع: "يجب محاربة حماس التي تشكل كارثة بالنسبة الى اسرائيل والفلسطينيين لكن عبر اختيار الوسائل كي لا يتسبب الامر بتصعيد".